كشفت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية التي انتهت أمس الأول، عن الملامح العامة لتشكيلة المجالس البلدية الخمسة، واتضح من خلالها أن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية خسرت أبرز المحافظات في المملكة وهي محافظة المحرق التي تعد معقل جمعيتي الأصالة الإسلامية والمنبر الوطني الإسلامي بعد أن خسر مرشحاهما مجيد كريمي (الدائرة الرابعة) أمام محمد حمادة (مستقل) وجعفر الحايكي (الدائرة الثالثة) أمام عبدالناصر المحميد (الأصالة).
أما جمعية الأصالة فحققت نسبة فوز كبيرة مقارنة بالعام 2002، عندما تمكن ستة من أعضائها من حصد ستة مقاعد في «المحرق» و «الوسطى» و «الشمالية» و «الجنوبية»، في حين فاز جميع مرشحي «المنبر الإسلامي» وعددهم ثلاثة، الأول في «العاصمة» (طارق الشيخ) والآخرون (عبدالرحمن الحسن ووليد هجرس) في «الوسطى».
وكان للمستقلين نصيب كبير من تشكيلة المجالس البلدية من خلال سيطرتهم على ما نسبته 35 في المئة من المقاعد البلدية (14 مقعداً).
ويلاحظ من التشكيلة النهائية للمجالس البلدية وجود تقارب بين عدد «الوفاقيين» النيابيين والبلديين، إذ ضمنت الجمعية 18 مقعداً نيابياً مقابل 17 بلدياً، وكذلك الحال بالنسبة إلى جمعية الأصالة (5 نيابيين و6 بلديين).
وعلى مستوى رئاسة المجالس البلدية يبدو أن «الوفاق» توشك على خسارة رئاسة «بلدي الوسطى» بعد أن خسر مرشحها حسين الحلواجي في «ثالثة الوسطى» أمام عدنان المالكي (مرشح الأصالة) وحمزة قروف أمام عيسى القاضي (مستقل)، ولم يبق لديها سوى عباس محفوظ (أولى الوسطى) وعادل الستري (ثانية الوسطى) ورضي أمان (خامسة الوسطى) وصادق ربيع (سادسة الوسطى)، وبالتالي فإن أمامها خياراً واحداً ليس هناك سواه وهو التحالف مع المستقل عيسى القاضي لإيصال محفوظ للرئاسة على أن تتم توليته نيابة الرئيس.
وفيما يتعلق بتقلص كتلة الوفاق التي كانت تحتل 21 مقعداً في 2002 ومسألة الرئاسة، قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات في الجمعية جواد فيروز: «كنسبة لم يتغير الوضع كثيراً فتمثيل الجمعية في المجالس لم يتغير، ولكن من ناحية تمثيلها للدوائر فإن العدد انخفض بسبب دمج الدوائر البلدية ومساواتها بالنيابية، وهو ما أضر بواقع الخدمات في هذه الدوائر وقلل من عدد المقاعد المحسوبة لـ (الوفاق)، وستكون هناك آثار سلبية على واقع الخدمات في الدوائر التي دمجت، ولكن ستعوض (الوفاق) هذا النقص في العدد بالنوعية في العمل والكفاءة في الأداء»، مبيناً أن «الوفاق» ستتشاور مع أعضائها البلديين في العاصمة والشمالية والوسطى لحسم موضوع الرئاسة في القريب العاجل.
وبالنسبة الى التحرك المستقبلي لأعضاء الجمعية البلديين بعد الفوز، أشار فيروز إلى أن «الوفاق» تبنت مشروع عمل مكاتب إسناد للكتلة البلدية والنيابية، كما تم الطلب من الأعضاء تعميق الصلة بأهالي الدائرة التي يمثلونها، ذاكراً أن الجمعية ستدعم أعضاءها من خلال هذه المكاتب عن طريق أهل الاختصاص والخبرة، وستفعل دورها الرقابي على أداء أعضائها، لافتاً إلى أن هناك ميثاق شرف وقعه الأعضاء وستبدأ الجمعية بتفعيله من أجل تحقيق أداء متميز وإتقان في العمل.
وبخصوص خسارة الجمعية جميع أعضائها في محافظة المحرق، نوه رئيس اللجنة العليا إلى أن عضو الدائرة السادسة بمحافظة المحرق محمد حسن هو من تيار الوفاق، وسيتم معه مد جسور التعاون والتواصل، وأن الجمعية ستحترم رأي الأهالي الذين انتخبوه، مؤكداً أن باب الانضمام للجمعية مفتوح لجميع الأعضاء البلديين بمن فيهم الجدد الذين لم يفوزوا، وأنها على استعداد لتقديم خبرتها التراكمية في العمل البلدي لكل الأعضاء الجدد من دون استثناء.
إلى ذلك، أفاد رئيس المكتب الإعلامي بجمعية المنبر الوطني الإسلامي معاذ الحسن، أن مرشح جمعيته الفائز عن الدائرة السابعة بالمحافظة الوسطى عبدالرحمن الحسن، أعرب عن عدم ممانعته لرئاسة «بلدي الوسطى» إذا كان هناك توافق مبدئي بين الأعضاء عليه، على اعتبار أنه عضو سابق.
وذكر الحسن أن «جمعية الوفاق في 2002 كانت تترأس بلدي الوسطى، وفي العام الجاري للأعضاء أن يختاروا رئيسهم وسنقبل به حتى وإن كان من غير (المنبر) أو (الأصالة)».
وعن أسباب قلة عدد الأفراد المدعومين من قبل «المنبر» للانتخابات البلدية، ألمح رئيس المكتب الإعلامي إلى أن أكثر من فرد تقدموا للجمعية بطلب دعمهم ولكن من تمت الموافقة على دعمهم في الانتخابات البلدية ثلاثة أشخاص، مفيداً أن هناك دوائر بلدية بها كفاءات قادرة على تحقيق مصالح الناس
العدد 1550 - الأحد 03 ديسمبر 2006م الموافق 12 ذي القعدة 1427هـ