العدد 1554 - الخميس 07 ديسمبر 2006م الموافق 16 ذي القعدة 1427هـ

بوش: نحن بحاجة إلى نهج جديد بشأن العراق

رفض الحوار المباشر مع إيران ودعا دمشق إلى دعم بغداد

قال الرئيس الأميركي جورج بوش أمس إن ثمة حاجة إلى اتباع نهج جديد في العراق، متحدثاً غداة صدور تقرير بيكر - هاملتون الذي دعا إلى تغيير الاستراتيجية الأميركية.

وأقر بوش في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بأن «الوضع سيئ في العراق»، لكنه أكد أن الولايات المتحدة ستنتصر في هذا البلد. ولما سأله صحافي عما إذا كان مستعداً للاعتراف بـ «الفشل»، اكتفى بالقول: «أعلم أننا لم ننجح بالسرعة التي كنا نريد أن ننجح فيها». وتابع أن بلاده لن تسحب وحداتها المقاتلة من العراق قبل مطلع العام 2008 إلا إذا سمحت الظروف بذلك.

واستبعد الرئيس الأميركي إجراء محادثات مباشرة مع إيران مادامت لم تعلق «في شكل يمكن التحقق منه» أنشطة تخصيب اليورانيوم. وأضاف «اتخذنا قرارنا، وأمام إيران فرصة اليوم لاتخاذ قرارها»، مندداً بـ «إصرارها» على محاولة التزود بسلاح نووي.

ورأى أن فكرة عقد مؤتمر دولي لدعم العراق «مهمة»، لكنه اعتبر أن إيران وسورية لا يمكنهما المشاركة في هذا المؤتمر إلا إذا قدمتا دعمهما إلى حكومة بغداد وتخلتا عن دعم الإرهاب.

من ناحية أخرى، قال بوش إن طوني بلير سيتوجه قريباً إلى المنطقة في محاولة لإحياء عملية السلام المتوقفة في المنطقة.


أولمرت يرفض ربط الوضع بالصراع العربي - الإسرائيلي... وسورية ترحب وحذر في إيران

بوش وبلير يراجعان استراتيجية العراق عقب تقرير «بيكر - هاملتون»

دمشق، واشنطن- د ب أ، أ ف ب

رحبت سورية أمس (الخميس) بتوصيات «لجنة بيكر - هاملتون»، محور لقاء الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في واشنطن، ووصفتها بـ «الموضوعية»، في حين قابلت إيران التقرير بحذر. ومن جهتها، رفضت «إسرائيل» الربط بين العراق والصراع العربي- الإسرائيلي واستبعدت التفاوض مع دمشق.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر رسمي بوزارة الخارجية قوله إن «ما جاء في التقرير عن ضرورة تحقيق السلام الشامل في المنطقة هو موضوعي ويأخذ في الاعتبار الجذور الأساسية لحال عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة وهي غياب السلام العادل والشامل».

وشدد على أن «الأولوية السورية هي استعادة الجولان المحتل كاملاً». ورحب بـ «قيام بلاده وغيرها من دول الجوار بما تستطيع لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق».

ومن جهتها، قالت صحيفة «تشرين» إن «الأميركيين أخطأوا منذ البداية في العراق واستمروا في الخطأ بطريقة استفزازية بدلاً من أن يستمعوا إلى وجهة نظر سورية (...) إلى أن وصلوا الآن إلى ساعة الحقيقة وتسديد فواتير الأخطاء».

وفي المقابل، اتسم رد فعل إيران بالحذر. ويقول محللون إن «طهران تنتظر لترى إن كان الرئيس الأميركي سيتبنى هذه الفكرة، وما التنازلات التي تستطيع أن تكسبها».

وكان بوش قال إنه سيأخذ التقرير «بجدية شديدة». لكن البيت الأبيض ذكر أيضاً أنه لن يكون ملزماً بالأفكار الواردة في التقرير ورفض إجراء محادثات مباشرة مع طهران في الوقت الراهن.

وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لقناة «الجزيرة» إن «أي قرار للولايات المتحدة بالانسحاب من العراق لا يحتاج إلى مفاوضات مع إيران أو أية دولة أخرى في المنطقة». وأضاف «التقرير به بعض النقاط المهمة. يبدو أن بعض جوانب سياسة الإدارة الأميركية في العراق - على الأقل - اعتبرت خاطئةً».

وقال محلل سياسي إيراني: «الإيرانيون واثقون في الوقت الحالي بأن الأميركيين ليسوا في وضع يسمح لهم بفرض أي شيء على إيران وليسوا في وضع يمكّنهم من حل أية قضايا في العراق من دون مساعدة طهران».

وأفاد بيان حكومي أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي استمع إلى التقرير عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وقال بيان لرئاسة الوزراء إنه «سيطلع على النسخة الكاملة من التقرير في وقت لاحق» من دون أن يكشف عن موقف الحكومة بشأنه.

وحث السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمير تركي الفيصل، واشنطن على عدم سحب القوات الأميركية من العراق فجأة وأن تدعم حكومة المالكي باعتبارها أفضل أمل للاستقرار. وقال: «إن المملكة لا تريد أن يتفتت العراق عبر خطوط دينية أو عرقية ولا تسعى إلى دعم الأقلية السنية ضد الطوائف الدينية الأخرى».

كما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت محاولة الربط بين ما يحدث في العراق والتطور في عملية السلام، كما ورد في تقرير «مجموعة دراسة العراق».

كما أشار أولمرت أيضاً إلى أن إجراء محادثات سلام بين سورية و»إسرائيل» كما أوصى «تقرير بيكر - هاملتون» غير محتمل في المستقبل القريب، قائلاً: «إن ما تقوم به دمشق في لبنان ودعمها حركة (حماس) يعوق مثل هذه الخطوة في الوقت الحاضر».

وفي خضم ردود الفعل هذه، استقبل بوش حليفه الرئيسي في العراق، بلير في أوج عملية مراجعة للاستراتيجية المتبعة في هذا البلد الذي يشهد دوامة عنف مدمرة. وقال بوش ان بلير سيتوجه قريباً إلى المنطقة في محاولة لإحياء عملية السلام المتوقفة في المنطقة.

وقال جوردون جوندرو أحد المتحدثين باسم البيت الأبيض: «إن الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني سيبحثان عدداً كبيراً من القضايا منها العراق والحرب على الإرهاب والتزام حلف الأطلسي في أفغانستان والسودان وعلاقات تجارية حرة وعادلة».

ويأتي اللقاء بين الزعيمين بعد 24 ساعةً من تسلم بوش توصيات «بيكر - هاملتون». وكان بلير اعترف قبل توجهه إلى واشنطن بأن التحالف لا يكسب الحرب في العراق.

وتعهد بوش بالرد سريعاً على التوصيات التي دعت إلى تغيير في السياسة التي ينتهجها في العراق منذ أكثر من 3 سنوات وخلصت إلى ما يشبه إعلان فشلها.

وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض في مقابلة مع «سي إن إن» بأن «الرئيس بوش يأمل في إعلان سبيل جديد للمضي قدماً في العراق بحلول نهاية العام الجاري».

إلى ذلك، أعرب خبير أميركي شارك في المناقشات التي سبقت صوغ التقرير، عن دهشته لإشارته إلى «حق العودة» للفلسطينيين.

وقال الخبير: «من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه الكلمات ناجمةً عن إهمال - أعلم أن مراجعات عدة جرت للتقرير في اللحظة الأخيرة - أو أن الأمر يتعلق بمحاولة متعمدة لإثارة شيء آخر لم يكن موجوداً من قبل في نهج (إدارة) بوش».


مقتل 11 جندياً أميركياً بانفجار قنابل و11 عراقياً في هجمات

بغداد- رويترز، أ ف ب

قتل 11 جندياً أميركياً في الساعات الـ 48 الماضية في العراق وعدد مماثل من العراقيين في هجمات متفرقة. وقال الجيش الأميركي في بيان أمس إن 5 من جنوده العشرة الذين لقوا حتفهم بالعراق أمس الأول قتلوا عندما وقع انفجار أثناء مرور سيارتهم بمحافظة كركوك. وكان الجيش ذكر مساء الثلثاء أن 10 من جنوده قتلوا في أربعة حوادث متفرقة لكنه لم يدل بتفاصيل. وقال البيان الصادر (الخميس) إن الجنود الخمسة كانوا يجرون عمليات قتالية عندما وقع الانفجار. وعدل المتحدث باسم الجيش الأميركي كولونيل كريستوفر جارفر إجمالي عدد القتلى الأميركيين (الأربعاء) قائلاً إنه تأكد مقتل 11 جندياً. وبهذا يصل عدد القتلى من الجنود الأميركيين بالعراق إلى 30 على الأقل منذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول.

كما أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل 11 شخصاً بينهم 6 من عناصر الشرطة وجنديين في هجمات متفرقة أمس. وأوضحت أن «مسلحين أطلقوا النار على المقدم باسم لعيبي معاون مدير شرطة السعدون وسط بغداد، مع اثنين من مرافقيه بالقرب من تقاطع ملعب الشعب فأردوهم». وقالت إن «المقدم كان يستقل سيارة مدنية». من جانب آخر، أوضح مصدر أمني أن «ثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم وسط الفلوجة». وفي الديوانية, قالت الشرطة إن «مسلحين أطلقوا النار على علوان قاسم عضو قيادة فرقة في حزب البعث المنحل في قضاء الشامية فقتل في الحال». وفي الإسكندرية، عثرت الشرطة على «جثتين مصابتين بطلقات نارية في الرأس والصدر وموثوقة الأيدي والأعين». وأفاد مصدر أمني بوزارة الداخلية بأن الشرطة عثرت (الأربعاء) على 48 جثة مصابة بطلق ناري في شوارع وأزقة بغداد.

وفي النجف، اتهم مصدر في مكتب الصدر «القوات الأميركية باعتقال» مسئول الهيئة الاجتماعية في محافظة النجف. وأضاف أن «قوة مشتركة أميركية عراقية اعتقلت فارس حسن الحسيني المسئول عن تسليم الرواتب لعائلات شهداء جيش المهدي بعد مداهمة منزله في حي الإسكان».

وأعلن مصدر أمني مسئول بمكتب التنسيق الأمني لمحافظة صلاح الدين مقتل جنديين عراقيين وإصابة اثنين آخرين بجروح عندما تعرضت سيارات لهجوم من قبل مسلحين قرب بلد. وصرح المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأن مسلحين اغتالوا رئيس مكتب البحوث النفسية والتربوية في جامعة بغداد الحارث عبدالحميد أثناء توجهه إلى عمله. وكان مصدر في الشرطة أفاد في وقت سابق بأن مسلحين اغتالوا العميد محسن الياسري المسئول المباشر عن أمن الوزارة ذاتها

العدد 1554 - الخميس 07 ديسمبر 2006م الموافق 16 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً