خرج المشاركون في الملتقى الذي نظمته لجنة المرأة في جمعية الصداقة للمكفوفين تحت عنوان: «المرأة المعوقة... إطلالة جديدة» بـ12 توصية سترفع إلى الجهات المعنية بها، أهمها: تأكيد ضرورة أن تراعي وزارة الأشغال والإسكان عند تقديمها «بيت إسكان» أن يُجهز بما يتناسب والأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير كتب ومراجع ودراسات ونشرات طبية ومدارس طبية تدون تجارب الحمل والولادة للمرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ووجود نسخة لعقود الزواج مكتوبة بطريقة «برايل» في البحرين، وضرورة أن تخضع المرأة من هذه الفئة إلى الاستشارة الطبية قبل الإنجاب من قبل فريق طبي يتكون من طبيب أمراض نساء وولادة وباحثة اجتماعية والعلاج الطبيعي، وعيادة متخصصة في تأهيل المرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومواجهة الصعوبات والتحديات التي يواجهها زواج ذوي الاحتياجات الخاصة لإنجاحه، على أن يبدأ ذلك بقدرات فردية من أفراد هذه الفئة، ومن ثم التكافل الاجتماعي والديني والدعم التام من قبل الدولة والمجتمع المدني.
كما أوصى المشاركون بضرورة التعرف على قدرات وإمكانات ومواهب الفرد المعوق لمساعدته على تقوية أدائه الوظيفي، بالإضافة إلى تأكيد عدم استسلام أفراد هذه الفئة إلى العجز، بل الاستعانة بالله سبحانه وتعالى والعمل على استكمال ما فاتهم من نقص.
وأقيم الملتقى الذي حضرته شخصيات مهتمة بهذا الشأن من الكويت وعمان والعراق في المنامة تحت رعاية وزيرة الصحة ندى حفاظ أمس (الاثنين) وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين.
وافتتحت وزيرة الصحة ندى حفاظ الملتقى بكلمتها التي أكدت فيها «سعي المؤسسات الحكومية والأهلية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع الجوانب الاجتماعية والصحية»، مشيرة إلى «تغير واقع الإعاقة في العلم منذ نهاية السبعينات».
وذكرت حفاظ بعض إنجازات وزارة الصحة في هذا الجانب من إيجاد الخدمات والبرامج واللجان المشكلة لذلك، مشيدة بجهود وزارة التنمية الاجتماعية في توفير الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، في الوقت الذي باركت فيه تعيين مديرة مركز الحراك الدولي منيرة بن هندي عضواً في مجلس الشورى. وتلت كلمة الوزيرة كلمة رئيس الجمعية حسين الحليبي الذي قال إن «البحرين وخصوصاً في هذا العهد الزاهر أولت العنصر النسائي بمن فيه المرأة المعوقة اهتماماً واضحاً»، مضيفاً أنه «في الوقت الذي تطفئ فيه جمعية الصداقة للمكفوفين شمعتها الـ25 تفتخر بنماذج ممتازة للمرأة الكفيفة، التي ساهمت في تأسيس الجمعية، إذ كانت مثالاً للنشاط والشخصيات المعطاءة».
وأشار الحليبي إلى «مشاركة المرأة الكفيفة في تخطيط برامج الجمعية وتنفيذها وتنظيم الملتقيات التي كان آخرها ما نفذ اليوم (أمس)، إلى جانب مشاركاتها في المحافل الدولية».
80 % من مشكلات المراهقين سببها أولياء الأمور
بعد ذلك بدأت جلسات الملتقى، إذ ناقش استشاري ورئيس قسم الطب النفسي في مستشفى البحرين الدولي طارق المعداوي في ورقته التي قدمها في الجلسة الأولى محور «الفتاة المعوقة في مرحلة المراهقة، مشكلات وحلول»، متطرقاً فيها إلى مفهوم ومشكلات ومراحل المراهقة.
وأضاف المعداوي أن «الدراسات العلمية أكدت أن أكثر من 80 في المئة من مشكلات المراهقين في عالمنا العربي تأتي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم».
ولفت المعداوي إلى احتياجات المراهقة، وطرق علاج المشكلات التي يمر بها المراهق والتي منها «الاستيعاب الواعي والذكي والتفهم الهادئ لاحتياجات الأبناء في هذه المرحلة، والتي تتم من خلال تنظيم الكثير من المحاضرات التثقيفية التي تهدف بالدرجة الأولى إلى دمجهم في الحياة الاجتماعية، واستعراض تجارب ناجحة لشخصيات مثل حالاتهم، تجعلهم يشعرون بالتفاؤل».
البحرين أول دولة خليجية تفرض الفحص الطبي
وقدمت المحور الثاني من الجلسة الأولى فاطمة أحمد نيابة عن أختها مساعدة البحث والتدريس في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة البحرين دنيا أحمد، الذي ناقش محور «الزوجة والأم المعوقة»، إذ أعطت لمحة عن الزواج في الإسلام عموماً، وفي البحرين خصوصاً، مؤكدة أن «البحرين أول دولة من دول مجلس التعاون تفرض الفحص الطبي قبل الزواج وتجعله إجباريّاً»، آسفة من أن «ذلك الفحص لا يفرض برامج تأهيلية أو تدريبية للمقبلين على الزواج كما في بعض الدول، ومن تناسي المناهج التعليمية أهمية هذا الجانب، فيما يتولى ذلك الأمر الأهل والأصدقاء، كل بطريقته الخاصة التي غالباً ما تفتقر إلى المعرفة التامة إذ إنها تكون غير نظامية وغير توعوية ولا تراعي جل الجوانب، ما يسبب مشكلات ما بعد الزواج لا يستوعبها الطرفان وبالتالي قد لا يتمكنان من حلها».
واستعرضت دنيا أحمد حالات زواج لفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديداً من المكفوفين في البحرين محللة وضعهم من خلال دراسة أجرتها.
وتطرقت إلى بعض معوقات زواج المكفوفين في البحرين التي منها: النظرة المجتمعية السلبية تجاه زواج المكفوفين، والنظر تجاههم بالشفقة، واعتبارهم حملاً إضافياً إلى العائلة، الأمور التي توضح مدى تأثر فرص زواجهم بنظرة المجتمع السلبية تجاههم.
جهود عدة يجب أن تبذل لرعاية المعوقين
أما في المحور الرابع فقد تحدثت الأستاذة في جامعة الخليج العربي مريم الشيراوي عن محور «الوقاية من الإصابة بالإعاقة: مسئولية مجتمعية وشخصية» ذكرت فيه التعريف الدولي للوقاية، ومستوياتها، وتعريف الصحة العامة للوقاية ودرجاتها الثلاث، بالإضافة إلى مفهوم الوقاية في مجال الإعاقة التي لها أيضاً 3 مستويات.
وركزت الشيراوي على الجهود التي يجب أن تبذل في رعاية المعوقين عموماً وتعليمهم وتأهيلهم وتشغيلهم في أعمال تتناسب وقدراتهم وإمكاناتهم، منها: تطوير مستوى الرعاية الصحية الأولية لكل من الأمهات والأطفال، وإنشاء مراكز متخصصة للإرشاد الجيني والفحص الجيني، وتشجيع وتوعية الأمهات بتجنب الحمل في سن مبكرة جداً قبل العشرين، أو في سن متأخرة جداً بعد الأربعين، وإجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن حالات عدم توافق دم الزوجين، والكشف المبكر عن بعض حالات الإعاقة، مثل الإعاقة السمعية والبصرية عند الولادة بالأدوات الكشفية الحديثة لتجنب الأطفال خطر الإعاقة، وتطوير برامج التربية الخاصة والتأهيل، وتطوير الخدمات المساعدة لهذه البرامج مثل العلاج الطبيعي والوظيفي والنطقي.
51 % من ذوي الاحتياجات الخاصة من النساء
وفي المحور الخامس تحدثت الطبيبة في مستشفى البحرين التخصصي فرح النعيمي عن «المرأة المعوقة الحامل... صعوبات ومشكلات وطرق الوقاية والعلاج»، مؤكدة «وجود الكثير من التحديات التي تواجهها المرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة الحامل».
وقالت النعيمي إنه «من بين التحديات التي تواجهها المرأة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة: عدم وجود كتب كافية ودراسات ونشرات طبية ومدارس طبية تدون تجارب الحمل والولادة عند المرأة المعوقة»، منوهة إلى وضع النساء من هذه الفئة في العالم، مشيرة إلى أن 51 في المئة من ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم هم من النساء، ومعظمهن يعانين من الفقر، والكثير منهن يعشن حالاً من العزلة عن العالم الخارجي ولا يستطعن المشاركة في الحياة العامة
العدد 1558 - الإثنين 11 ديسمبر 2006م الموافق 20 ذي القعدة 1427هـ