قال ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة: «إن البحرين ماضية بعزم وإصرار على بناء معادلة مستقبلها على أسس اعتماد التوازن بين طرفي هذه المعادلة، وهما الحفاظ على الاستقرار وتطوير جهود التنمية، وتشكل خطوة حوار التوافق الوطني خطوة مهمة في سبيل تحقيق هذا الهدف، الذي يخدم المصلحة العليا للبحرين ومواطنيها جميعاً».

وأشار سموه إلى تطلع الجميع لتحقيق جلسات استكمال الحوار الوطني نتائج توافقية بين مختلف الجهات المشاركة لتساهم في رفد المشروع الإصلاحي لجلالة الملك بمزيدٍ من الإنجازات الوطنية المستدامة.

جاء ذلك خلال لقاء سموه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبَي، أمس الخميس (21 مارس/ آذار 2013).

كما التقى سموه جلالة الإمبراطور أكيهيتو، ذاكراً سموه أن «الأسلوب الياباني في التعامل مع التحديات نابع من قوة القيمة الحضارية التي يمثلها هذا البلد الصديق، الذي نعتز في مملكة البحرين بعلاقاتنا القوية معه، ونحرص على مواصلة تعزيز أطر التعاون والتنسيق معه في مختلف المجالات، خصوصاً وأن البحرين ومجلس التعاون لدول الخليج العربي عامة، ينظرون لليابان كشريكٍ له أولويته في عدة مجالات».

ولي العهد بـ «طوكيو»: البحرين ماضية بعزم وإصرار على بناء معادلة مستقبلها

طوكيو - بنا

أشاد ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بالروح القيادية لجلالة إمبراطور اليابان أكيهيتو التي تساهم في استدامة النهضة اليابانية وتقدم هذا البلد الصديق وتميزه بين مختلف بلدان العالم.

وقال سمو ولي العهد، خلال لقائه مع جلالة الإمبراطور أكيهيتو في القصر الإمبراطوري بالعاصمة اليابانية (طوكيو) أمس الخميس (21 مارس/ آذار 2013)، إن الأسلوب الياباني في التعامل مع كل التحديات نابع من قوة القيمة الحضارية التي يمثلها هذا البلد الصديق الذي نعتز في مملكة البحرين بعلاقاتنا القوية معه ونحرص على مواصلة تعزيز أطر التعاون والتنسيق معه في مختلف المجالات، وخاصة أن مملكة البحرين ومجلس التعاون لدول الخليج العربي عامة ينظرون لليابان كشريك له أولويته في عدة مجالات.

وأبلغ سموه الإمبراطور أكيهيتو تحيات عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مستذكراً النتائج الطيبة لزيارة جلالته إلى اليابان في العام الماضي وأثرها في إعطاء المزيد من الدافعية لنسق العلاقات الثنائية بين البلدين التي تعود إلى الثلاثينيات من القرن الماضي وتأطرت على المستوى الرسمي منذ أربعين عاماً.

وأشار سموه إلى أن زيارته الحالية التي تأتي قبل انتهاء عام من الزيارة المهمة لجلالة الملك تدل في توقيتها على الحرص على البناء السريع والفعال على نتائج زيارته جلالة الملك بما تضمنته من نواحٍ سياسية واقتصادية، معرباً سموه عن التقدير و الاحترام لما قدمته اليابان من دعم صادق لجهود البحرين الإصلاحية والتنموية.

من جانبه، رحب الإمبراطور أكيهيتو بزيارة سمو ولي العهد، مستذكراً زيارة جلالة الملك العام الماضي وما شكلته من إضافة قيّمة ونوعية إلى العلاقات اليابانية البحرينية.

كما التقى سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ولي عهد اليابان الإمبراطوري ناروهيتو، و أبلغه سموه تحيات جلالة الملك.

وتناول اللقاء الأوجه المتعددة والإيجابية للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين واستعراضاً لزيارة سموه إلى اليابان التي شملت مدينتي كيوتو و العاصمة طوكيو. وقال سموه إن هذه الزيارة تحتفي بما تشكله اليابان من قيمة ثقافية وحضارية ميزت قصة نجاحها في مناحي التنمية والاقتصاد وأعطتها طابعها الخاص الذي يتسق مع هويتها وخصوصيتها.

من جانبه، أعرب سمو ولي عهد اليابان عن تقديره لزيارة سمو ولي العهد والاهتمام الذي أولاه لدور الثقافة والتاريخ الياباني في إضفاء التميز على مسار التقدم في المجالات التنموية والاقتصادية.

وفي زيارته للإمبراطوري الأميرة تاكامادو، أشاد سموه بنشاطها في المجالات الثقافية. كما شكرها سموه على متابعتها المستمرة للفعاليات الثقافية البحرينية المقامة في اليابان.

وفي اللقاء الذي جمع بين سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبَي، قال سموه إن البحرين ماضية بعزم وإصرار على بناء معادلة مستقبلها على أسس اعتماد التوازن بين طرفي هذه المعادلة وهما الحفاظ على الاستقرار وتطوير جهود التنمية، وتشكل خطوة حوار التوافق الوطني خطوة مهمة في سبيل تحقيق هذا الهدف الذي يخدم المصلحة العليا لمملكة البحرين ومواطنيها جميعاً. وأشار سموه إلى تطلع الجميع لتحقيق جلسات استكمال الحوار الوطني نتائج توافقية بين مختلف الجهات المشاركة لتساهم في رفد المشروع الإصلاحي لجلالة الملك بمزيدٍ من الإنجازات الوطنية المستدامة.

وجدد سموه الشكر والتقدير للدعم الذي قدمته اليابان لمملكة البحرين وتشجيعها للجهود الجادة للتنمية والتعامل مع مختلف التحديات، مؤكداً سموه على ما تشكله العلاقات الراسخة بين البلدين من أهمية تحرص البحرين، كما اليابان، على تعزيزها عبر ترسيخ مزيد من أسس التعاون والشراكة.

وقال سموه إن العامين الماضيين أظهرا متانة القواعد التي تستند إليها هيكلة الاقتصاد البحريني وتماسك البنية الاجتماعية والوطنية ما جعلها تتخطى التحديات التي واجهتها لتحافظ على موقعها التي عرفت به إقليمياً.

وتحدث سموه عن زيارته إلى اليابان وربط بين ما حققته من لقاءات مثمرة وإيجابية وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع مردود زيارة جلالة الملك إلى اليابان العام الماضي، مؤكداً سموه أن مملكة البحرين ملتزمة بتقديم الدعم للدفع قدماً نحو مزيد من النجاح في هذه العلاقات والقيام بكل ما يستدعيه ذلك من تنسيق وتواصل.

من جانبه، رحب رئيس الوزراء الياباني بزيارة سمو ولي العهد التي تشكل حلقة وصل محورية بعد زيارة جلالة الملك في العام الماضي، تضاف إلى سجل العلاقات الثنائية التي اتسمت بالاحترام المتبادل و التقدير. كما تحدث عن تطلعه لمزيد من التعاون بين البلدين في المجالات المتعلقة بالنفط والغاز والأقمار الاصطناعية.

وأشار رئيس الوزراء إلى ما للعلاقات مع البحرين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية من أهمية خاصة لليابان، متطلعاً إلى مزيد من التطور والتعاون بينها.

وتمنى رئيس الوزراء الياباني للبحرين اضطراد التقدم والنماء في جميع المجالات وتحقيق النتائج الإيجابية في حوار التوافق الوطني الذي سيخدم استمرار التطور الذي شهدته البحرين في شتى القطاعات.

استعراض التعاون التجاري مع وزير الاقتصاد الياباني

و في لقاء سموه مع وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني توشيميتسو موتيغي، تم استعراض مدى التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، حيث تنشط عدد من الشركات اليابانية ذات الأسماء البارزة في مجالات متنوعة في مملكة البحرين تشمل الخدمات الصناعية والقطاع المالي والتكنولوجيا والسيارات واللوجستيات.

وقال سموه إن مملكة البحرين تتطلع دائماً إلى تحقيق مردود أكبر من الإمكانات التي يوفرها نطاق التعاون بين البلدين من خلال تبادل الخبرات والأفكار والاستفادة من المزايا المتعددة التي يمتلكها البلدان.

نشاط دبلوماسي لتدعيم الصداقة مع اليابان

وخلال اللقاء مع وزير الخارجية فوميو كيشيدا، تطرق سموه إلى ما تشهده علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين من تقدم، مشيداً بدور النشاط الدبلوماسي في تدعيم أسس الصداقة بين البلدين. وقال سموه إن الموقع الاقتصادي لليابان قد توازى بإيجابية مع النهج الدبلوماسي الذي تتخذه، معرباً عن دعم مملكة البحرين الدائم لنمو وديناميكية العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين. وأشاد سموه باهتمام اليابان بالنهضة المجتمعية الشاملة في كل مناحي الحياة، معرباً عن تطلع البحرين لمواصلة العمل الجاد على تحقيق مزيدٍ من التقدم في جهود التنمية.

وأضاف سموه أن هذه الجهود المخلصة يجب أن تقترن بروح المسئولية وحب العمل والإنجاز. وقال سمو ولي العهد إن التعاون الاقتصادي والتجاري هو نبض العلاقات المزدهرة بين البلدان.

من جانبه، رحب وزير الخارجية الياباني بزيارة سمو ولي العهد، وتمنى أن تشهد العلاقات الثنائية مزيداً من التنامي، مشيداً بموقع البحرين المتميز إقليمياً، ومعرباً عن الأمل في تعزيز العلاقات بين اليابان ومجلس التعاون لدول الخليج العربي.

وأشار سموه، خلال حفل الغداء الذي نظمه مجلس التنمية الاقتصادية في طوكيو أمس بمناسبة زيارة سموه إلى اليابان، إلى ما تشكله مثل هذه اللقاءات التي تجمع الفعاليات الاقتصادية البحرينية واليابانية في مكان واحد لاستعراض النجاحات التي تم تحقيقها من خلال الشراكات و الاستثمارات المتبادلة وإمكانيات إيجاد أرضيات وأفق جديدة للانطلاق نحو المزيد من الروابط المثمرة. وأضاف سموه أن التطور الذي تشهده الأنشطة الاقتصادية بين اليابان والشرق الأوسط ككل، والخليج العربي خاصة، الذي يأتي في وقت نشهد فيه إعادة ظهور طريق الحرير التاريخي هو مؤشر على أن العقود القادمة ستأتي بكم هائل من الفرص التي يجب اقتناصها، مشيداً سموه بتوقيع 13 اتفاقاً ومذكرة تفاهم في مجالات التعليم والنفط والغاز والصحة والشراكات التجارية وصناعة اللؤلؤ خلال الحفل في دلالة على زخم العلاقة الإيجابية بين البحرين واليابان.

وقال سموه إن البحرين تشارك، ودون شك، العالم نظرته إلى اليابان على أنها أسطورة متجددة في التحديث والتطوير وتطويع التحديات وإيجاد طرق بديلة وعملية لتخطي تبعاتها ما يزيد من قوة هذا البلد وتأثيره.

وفي كلمته خلال الحفل، أشاد وزير المواصلات والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية كمال أحمد محمد بالترحاب الذي لقيته زيارة سمو ولي العهد والوفد الرسمي ووفد ممثلي القطاع الخاص، وذلك مما اعتادته الوفود البحرينية التي تتواصل مع اليابان، هذا البلد الصديق والشريك الذي يدلل على أهمية العلاقات معه مدى التعاون الاقتصادي بين البلدين، إذ يعتبر من أحد أكبر خمس شركاء تجاريين لمملكة البحرين مع وجود مؤسسات يابانية لها وزنها في مملكة البحرين مثل مؤسسة نومورا المالية العريقة التي تتم ثلاثين عاماً على نشاطها في مملكة البحرين وشركات صناعية وهندسية مثل JGC Corporation وفوجي إلكتريك وتوشيبا ويوكوغاوا وياماتو كوغي، كما أن مبيعات السيارات اليابانية تكتسح السوق البحرينية بالأرقام التي تحققها. كما تحدث سفير مملكة البحرين في اليابان خليل حسن عن أهمية التعاون بين البلدين الصديقين وما شهده من تطور في مجالات عديدة، شاكراً الإسهام من الجانب الياباني في جعل زيارتي جلالة الملك العام الماضي وزيارة سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ناجحتين بكل المقاييس.

وألقى وزير الدولة الياباني للاقتصاد والتجارة ايسشو شوغاوارا، كلمة رحب فيها بزيارة سموه والوفد المرافق، مستذكراً تأسيس اتحاد البحرين واليابان للتعاون الاقتصادي في العام الماضي والذي تزامن زيارة جلالة الملك العام الماضي والتي تعد انطلاقة جديدة لمزيد من التعاون الثنائي مع البحرين، شريك اليابان منذ عقود عديدة. وأشاد الوزير في كلمته بتوقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال حفل أمس، شاكراً لسمو ولي العهد مبادرته بتشجيع هذه الخطوات المهمة، مشيداً بدور مجلس التنمية الاقتصادية في تفعيلها وتدعيم تبادل الاستثمارات والأنشطة الاقتصادية بين البلدين.