العدد 3849 - الخميس 21 مارس 2013م الموافق 09 جمادى الأولى 1434هـ

كشكول مشاركات وسائل القراء

فصل الدين عن السياسة

الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله عز وجل للبشرية جمعاء فأخرجها من الظلمات إلى النور ومن الجهل والفرقة والتخلف إلى النور والعلم والمعرفة والوحدة والعدالة.

على رغم هذا فلانزال نسمع بين الفينة والأخرى من يحاول إثارة قضية «فصل السياسة عن الدين» وأنّ لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة.

ومن يؤيد ذلك فإنه يحاول تغييب الإسلام عن ساحة العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون» (الصف: 8).

ويُذكر أنّ فصل الدين عن السياسة ظهرت في أوروبا التي مرت عبر تاريخها بحروب وصراعات مريرة، وتنطوي هذه الفكرة العلمانية على أنّ المنفعة أو المصلحة المادية تكون فوق الدين ومبادئه ولا مكان له في دنيا السياسة، فإنّ المضحك المبكي في هذه النظرية يبررها الطغاة والمستبدون لجرائمهم ضد شعوبهم وخصوصاً المعارضين فلا يبالون بضرب الأعناق، وقطع الأرزاق بدعوى الحفاظ على أمن البلد واستقرار الأوضاع والكثير من المبررات، وما أشبهه بحكم الجاهلية الذين يحكمون الناس بلا دين ولا أخلاق ولا عقيدة، «أفبحكم الجاهلية يبغون، ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون» (المائدة: 50).

فهؤلاء يدعون أنّ الإسلام شريعة روحية تعبدية يقتصر على الاعتقاد وإقامة الصلاة، وإقامة الصلات الروحية بين العبد وربّه فليست لها علاقة بالشئون المادية في الحياة كالسياسة والحرب والمال... إلخ. ويزعمون أن الدين يجب أن ينزوي بين جدران المساجد، وتكون شئون الدنيا وساحة السياسة لمذاهب البشر الوضعية وفلسفاتهم الإنسانية طبقاً لمبدأ «دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله».

من جانب آخر، فإنّ ارتباط السياسة بالدين يعني العدل في الرعية، والقسمة بالسوية، والانتصار للمظلوم على الظالم ورعاية الطبقة المسحوقة في المجتمع، دخول الدين في السياسة هو دخول موجة الخير في البلاد، ويمنح السياسي الضمير الحي ودعوة إلى الرشاد والحق والسياسي حينما يعتصم بالدين، فإنما يعتصم بالعروة الوثقى ويحمي الدين من مساوئ الأخلاق، فإنه مقيد بالمثل العليا ومكارم الأخلاق.

ففي التاريخ الإسلامي، حينما ارتبطت السياسة بالدين، فتحوا الفتوحات وانتصروا على الإمبراطوريات الكبرى وأقاموا دولة العدل والإحسان مستفيدين من الدين مستظلين براية القرآن «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون» (المائدة: 44)، حيث إنّ رسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هي الرسالة غير المشوبة بشيء في الحكم، رسول الأمة جمع بين السلطتين الدينية والسياسة وبهذا أرسيت قواعد الحكومة الإسلامية فالإسلام دين جامع للدين والدنيا والرسول خير اقتداء فهو نبي مبلغ لرسالة ربّه مؤسس لدولة يتصرف في الدين بمقتضى التكاليف الشرعية التي أمرهُ الله بتبليغها ويصرف سياسة الدنيا بمقتضى رعايته لمصالح الناس في العمران البشري، على حد تعبير ابن خلدون.

آيات علي زاير علي


حتى لا نركب الدراجات الهوائية!

في العام 2011 أصبح الناتج القومي لدولة من الدول الخليجية ما نسبته 800 في المئة كما كان متوقعاً أن يكون نمو اقتصادها، إذ بلغ 17 في المئة نهاية العام 2010، ما جعل الدخل القومي للفرد من بين الأعلى في العالم. أو من بين أعلى الدخول في العالم، تتوزع هذه الثروة على نحو ستمئة وثلاثين ألفاً 630.000 نسمة فقط، منهم مئتا ألف 200.000 وافد ومقيم حتى أصبحت هذه الدولة في مقدمة الدول الخليجية المتنامية اقتصادياً.

هي دولة صغيرة في حجمها كبيرة في سياستها، في السياسة الداخلية كتوظيف فائض هذه الأموال على شعبها كالبنى التحية على شكل مشاريع تنموية وتعليمية حتى نقلت أغلب الجامعات الأميركية فروعها إليها كي يرتقي الطلاب علمياً وينعم الشعب مادياً، أما في مجال سياستها الخارجية فكانت تسير وتيرتها مع ساعة البيت الأبيض التي لا تتوقف أبداً في إصلاح وترميم بعض أنظمة الحكم في الدول العربية كمصالحة الفرقاء وإطفاء نار الفتن بين المعارضة والنظام أو الخلاف على من يجلس على كرسي الحكم، وما إصلاح ذات البين في البيت الفلسطيني إلا شعرة صغيرة في سياستها.

في وقت عجزت وحفيت أرجل أمين الجامعة العربية السابق والحالي حتى قال كلمته: «لا توجد عندي عصا موسى»! حينما أعياه ملف الشرق الأوسط وفشل في قشع سحابة صيف حماس عن سماء فتح، ناهيك عن الخلافات العربية العربية ومصالحة الأخوة السودانيين والوضع اللبناني البركاني المعقد الذي كان سهلاً على هذه الدولة في إعادة المياه إلى مجاريها! ما يعني أن هذه الدولة الخليجية الصغيرة فرضت نفسها على الخارطة الدولية لتصطف مع نادي الأثرياء الكبار والتي لم يعجبهم سلوكها ولا أداء لعبها في نادي الكبار وخصوصاً حينما مدت أيدي أميرها لتصافح ألذ أعداء بعض دول الاستكبار وتقدم مساعداتها في بلدة بنت جبيل وكفر كلا وتفتتح مشاريعها فيها والتي لا تبعد عن الدولة العبرية إلا بضع كيلو مترات، مساهمة بذلك في إعادة إعمارها بعد تدميرها من قبل الحرب التي شنتها الدولة العبرية في صيف 2006. ثم إن طريقة تعاطيها مع سورية أغضب السوريين ولم يكن محل رضا من قبل كبار القوم في نادي الأمم المتحدة كالروس والصين.

ولكن السؤال المتأخر طرحه هو من المتضرر الأول والأخير لو لا سمح الله ووقع الغزو على دمشق واندلعت نيرانها فيها وتخطت بلدان الشام إلى ما بعد الشام كما هي تداعياتها وصلت الخليج والحرب لم تبدأ بعد والأهم في حال أرغم الروس على دخولها لحماية مصالحهم واشتبك الجيشان الأميركي والروسي، لاشك في أن الحروب العالمية السابقة بين الكبار بدأت بشظية صغيرة وانتهت بدمار قارة!

مهدي خليل


سيمفونية «سيقولون»

ليست معزوفة موسيقية ولا نوتات تتراقص أمام أعين موسيقار... إنها ملحمة الإقدام والتراجع... تلك التي نعيشها كل يوم بل إننا نسمح للآخرين من خلالها بإجبارنا على العيش فيها وإن لم نكن مقتنعين... تلك سياسة جديدة بأسلوب قديم مستحدث لإرغام شخص ما على الخضوع لفكرة معينة بطريقة ناعمة سلسة وكأنه تنويم مغناطيسي فيبدو الأمر وكأنه أراد ذلك برغبة ذاتيه وإن لم يمكن واقعاً يود ذلك.

تلك مقدمة مملة وغير واضحة المعالم لمن لا يدرك مضمونها... ولكن دعوني أترككم مع بعض النماذج لتكون الصورة أكثر وضوحاً.

- النموذج الأول/ أبوأحمد دعا ما عددهم عشرة أشخاص من زملاء العمل لتناول وجبة الغداء في منزله في مناسبة ما... كان من المفروض أن يحضر من الطعام ما يكفي لـ أحد عشر شخصاً أو أكثر بقليل... لكن زوجته الكريمة حضرت ما يكفي لـ عشرين شخصاً وحين سؤاله لها أجابت: لو حضرت ما هو أقل من هذا المقدار (سيقولون) إنك رجل بخيل يا زوجي العزيز... لكنها نسيت قول الله تعالى: «والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً»... والنتيجة أنها اضطرت لتوزيع ما زاد من تلك الوليمة على الجيران.

- النموذج الثاني / دعاء... شابة اجتماعية ويهمها جداً التفاف العائلة من حولها وتخشى من تبعثر ذلك الرابط المقدس من وجهة نظرها فحاولت كسر جمود العلاقة بين عائلتها وعائلة عمها الذي قطع تلك العلاقة لسبب ما... سعت دعاء لإنعاش تلك العلاقة التي ماتت منذ سنوات لكن والدتها أوقفت زوبعة حماسها عندما قالت لها: لا تذهبي أبداً إلى بيت عمك (سيقولون) إنك تسعين وراء الزواج وتحاولين اصطياد أحد أبنائه ليكون زوجاً لك... وكانت النتيجة أن دعاء توقفت عن محاولة إصلاح تلك العلاقة كي لا يقال عنها صائدة عرسان.

- النموذج الثالث / علي... شاب قد تزوج للتو... قام بتقليص طلبات زوجته إلى طلب واحد ينفذ كل أسبوع وإلى نزهة واحدة مطلع كل شهر... ذلك أن والدته أوصته بذلك حينما قالت له: كن حازماً مع زوجتك منذ البداية وإلا سيقولون إنك خاتم في يدها أو بلهجتنا الدارجة (سكانه مرته)

- النموذج الرابع / أم محمد... ضربت طفلها البالغ من العمر 8 سنوات ضرباً مبرحاً ونعتته بأبشع الكلمات وقارنته بفلان وفلان فقط لأنه لم يحقق أعلى الدرجات في الدراسة ولم يرتقِ إلى ما يسمى بـ «الممتاز» وفي ثورة غضبها راحت تصرخ في وجهه: ماذا ستقول عني فلانة وفلانة؟

ولا أدري يا سادة حينما أتساءل بقلق... ألهذه الدرجة أصبحت كلمة «سيقولون» تؤثر فينا وفي آرائنا وتجعلنا في إقدامنا بين كر وفر؟!

ولكن ما لا نستطيع إنكاره مطلقاً أننا جميعاً مررنا عند مطب «سيقولون» وتعثرنا به قبل أن نسقط في شباكه مرات ومرات... فكلمة «سيقولون» غيرت فينا الكثير من الأفعال والأقوال وحتى بعض القرارات المصيرية... وكم من مرة حملتنا على التراجع على رغم الإقدام!

يقول أستاذ علم النفس عادل الزايد إن الاهتمام بكلام الناس يعرقل مسيرة النجاح... ويرى أنه من الأفضل عند الحاجة عدم الأخذ بمشورة الناس من غير ذوي الخبرة والتجربة.

ولكن سؤالي هنا: إلى متى سندع سيمفونية «سيقولون» تؤثر فينا وتتحكم في مصيرنا؟ يا لها من معزوفة استبدادية بحق!

ولكن كلمة الحق هي تلك المقولة التي لم نأخذ بها يوماً وهي:

رضا الناس غاية لا تدرك

ورضا الله غاية لا تترك

نوال الحوطة


هذا هو عيدكِ يا أمي

هذا هو عيدكِ يا أمي الحبيبة وقد تكرر هذا الموعد المعهود والذي يأتي كل سنة بصوت مفرح بل بصوت ناعم كصوت تغريد الطيور، هذا اليوم الذي أصبح من أهم أيام السنة في حياتنا، فإنكِ تستحقين أكثر من هذا العيد، نفتخر بكِ ونفرح بلقياك مع أفراد العائلة، لقد كبرنا وفتحنا بيوتاً وأنجبنا ولكننا مازالنا نحسّ بالطفولة عندما نراكِ وتحت ظلكِ وبقربكِ منّا نحسّ بالحنان وذلك الصوت الدافئ الذي لا نستطيع أن ننساه ونتذكر السنين التي عشناها بقربكِ وبين يديكِ الطاهرتين، لقد صنعتِ الابتسامة على وجوهنا.

نحن على علم كيف تدمع عيونكِ كل ما تذكرت ذلك الابن الذي كبر وابتعد عنكِ الذي ترعرع بين يديكِ منذ طفولته وانتظرتِ سنين طويلة كي يصبح رجلاً أمام عينكِ الساهرتين على راحته.

نحن أبنائكِ وبناتكِ المحبين نعتزّ ونفختر بكي كثيراً يا أمنّا الغالية الحنون ونفديكِ بأرواحنا، وكل فرد من العائلة يقبّل يديكِ وجبينكِ، فأنتم من فقدتم أمكم، إنها موجودة حولكم فترحموا عليها وعليكم بالدعاء لها في صلواتكم، يا أمّنا إن قلوبنا لا تنسى مواقفكِ العظيمة ووقفتكِ مع الوطن لهو فخر نفتخر به جميعاً وتستحقين كل الحب والله يعّوضكِ على ما فقدتي من ابن أو بنت كانت بين أحضانكِ وأتمنى أن يكون قلبكِ كبير وقوي وعليكِ أن تنسي همومكِ وترجع الابتسامة إلى وجهكِ المنير مرّة ثانية، إننّا محتاجون إليها.

نعم نحن نعتزّ بمواقفكِ وولائكِ للوطن، وعلى علم بأنكِ لستِ راضية على ما يجري على أرض بلدنا البحرين الغالية.

اليوم دعاؤكِ السلامة وأمن الوطن مستجاب عند الله سبحانه وتعالى، وحسناتكِ كثيرة وعطفك كبير ليس له مثيل، فهيّا أيتها الأم العظيمة أوقفي بكائكِ ودموعكِ الغالية وستفرحين قريباً بإذن الله على سلامة أمن البحرين.

إلى كل فرد، هذه نصيحة لكم، عليكم بالحفاظ على هذه الثروة الكبيرة الأم هي أعز مخلوق وأغلى شيء أهداه الله لكم فحافظوا عليها، فمن فقد أمه في طفولته فليترحم عليها، فعليكم ألا تنسوا بأن الجنّة تحت أقدام الأمهات فحنان الأم ليس له مثيل، تحية عطرة لكِ يا أمي العزيزة وعسى أن يكون عمركِ طويلاً وعقبال مئة سنة فليحفظكِ ربّ العالمين.

الناشط الاجتماعي

صالح بن علي


يا «زرانيق» المنامة

يا زرانيق المنامة يا زنقة زنقة

كل ما أمر فيك أحس إبحرقة

وكيف ناسك صارت متفرقة

وصرت الخالية ومحدله مَرْقة

وأول تعجين بناس بك متلبقة

قعدتهم عند الأبواب بلا شبقة

وينسفون العيش للأيام للغبقة

الكل يسأل عن الثاني بشفقة

لبواب مفتوحة ثنتين مو صُفقة

ليي الفرح جه تسمع الصَفقة

فرح ما يفرقه هوا ورعود وبرقة

صباح ومساء الخير للكل متفرقة

وزيارات للمريض لو شرق شرقة

ولي أحد ضعيف أيادي متشفقة

يوم سفر ورجوع ماتخلص العنقة

يا زرانيق كم عاشق بك باح عشقه

ويا بيوت صدوح الحب بليل ورفقة

أشلون لي مريت ما تصيبني حرقة

ولوجوه اتغيرت والروايح ابها خنقة

الناس محد يعرفني دخلتي بسرقة

راجو وبابو وشنكر وبعد أسماء غِلقة

ليت الزمان يعود أفرح لو بآخر شهقة

أبو وليد

العدد 3849 - الخميس 21 مارس 2013م الموافق 09 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً