عرف الشعب الأسترالي بحبه وشغفه الكبيرين للرياضة الخطرة والمغامرات، حتى بات الألعاب الرياضية التي تصنف من هذين النوعين هي الأكثر شعبية في القارة الأسترالية، وقد فاقت شعبيتها كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية على المستوى العالمي.
وتوجد لدى الأستراليين رياضات خاصة بهم ربما من الصعب علينا فهمها أو حتى ممارستها لوجود عوامل كثيرة، وهناك الرياضات المألوفة لدينا لكنها تحظى بشعبية جارفة، ويحرص على مشاهدتها الملايين من الأستراليين سواء بالحضور وملء المدرجات أو عبر شاشات التلفاز أو الشاشات العملاقة التي توضع في الساحات العامة للمدن الأسترالية من أجل تأمين مشاهدة ممتعة وحماسية للجمهور.
ومن هذه الرياضات المألوفة لدينا هي سباقات الـV8 سوبر كار التي تفوق شعبيتها لدى الشعب الأسترالي الكثير من الرياضات ومن بينها كرة القدم، لكن ما سبب حب الأستراليين لهذه السباقات؟، وكيف حصلت على هذه الشعبية، ومن هم أبطال هذه السباقات وفرقها؟، كل هذا نستعرضه في هذا التقرير المفصل عن هذه الفئة من السباقات والتي سنستمتع بها على حلبة البحرين الدولية بعد أيام قليلة.
لمحة تاريخية
سباقات الـ V8 انطلقت شرارتها الأولى العام 1960 لكنها لم تكن مقتصرة على مصنعين فقط كما هو الحال الآن، إذ شاركت في السباقات الكثير من السيارات من نوعيات مختلفة مثل جاكور، نيسان، شيفولية، فولفو، بي إم دبليو ومازدا بالإضافة الى الفورد والهولدن اللذين يتنافسان على هذه البطولة حاليا، وكان لجميع هذه السيارات صولات وجولات على مدى تاريخ البطولة.
شارك في البطولة على مدى تاريخها الكثير من السائقين الكبار المعروفين على المستوى العالمي، وبعض السائقين ممن شارك في هذه البطولة خاض عدداً من سباقات الفورمولا1 الشهيرة.
ويعتبر سائق جاكوار ديفيد مكاي أول بطل لهذه السباقات وذلك العام 1960.
ويحمل السائقون إيان جيوغاجان وديك جونسون ومارك سكيف الأرقام القياسية في الفوز بالبطولة ويعتبر السائقون الثلاثة من أساطير هذه السباقات، وأحرز الأول البطولة أعوام 1964، 1966، 1967، 1968 و1969، والثاني فاز بها أعوام 1981، 1982، 1984، 1988 و1989، أما الثالث فقد فاز بالبطولة أعوام 1992، 1994، 2000، 2001 و2002.
ويأتي السائق بروك في المرتبة الأولى من حيث السائقين الأكثر فوزا بعدد السباقات، إذ فاز بالمركز الأول 37 مرة، ويليه السائق مارك سكيف بـ 36 سباقا أي بفارق سباق واحد فقط، بعد ذلك يأتي كل من ديك جونسون، جيم رتشارد وجريغ لوندز إذ فاز كل منهم بـ 22 سباقا.
أما على صعيد المصنعين فتأتي هولدن على رأس القائمة، إذ أحرز سائقوها 162 سباقا، ثم فورد 126 سباقا، نيسان 25 سباقا، بي إم دبليو 15 سباقاً، شيفروليه 10 سباقات، مازدا 8 سباقات، فولفو 5 سباقات ثم جاكوار بأربعة سباقات وبورش بسباقين.
فورد وهولدن
وفي الأعوام العشرة الأخيرة انحصر التنافس في سباقات الـV8 بين شركتي فورد وهولدن بعد أن انسحبت الفرق الأخرى من المنافسة في هذه السباقات لأسباب مختلفة، كما تم تغيير مسمى السباق الى مسماه الحالي V8 سوبر كار، وعلى رغم ذلك ظل السباق محتفظا بقوته وإثارته وموقعة كواحد من أكبر السباقات شعبية في أستراليا.
وعلى مدى تاريخ البطولة الطويل منذ العام 1960 لم يخرج هذا السباق عن القارة الأسترالية إلا مرتين فقط، الأولى كانت في الموسم الماضي عندما أقيم على حلبة شنغهاي في الصين، والمرة الثانية هي التي تستضيفها حلبة البحرين بعد أسبوعين.
شعبية واسعة
كما قلنا سابقا إن سباقات الـV8 تحظى بشعبية واسعة في القارة الأسترالية ويحضر كل سباق ما لا يقل عن 250 الف من الجماهير، وهناك عدة أسباب جعلت هذه السباقات تحظى بمثل هذه الشعبية، أولها وكما ذكرنا في مقدمة الموضوع أن الشعب الأسترالي شغوف بالرياضات المثيرة ورياضة المغامرات، وهذه السباقات فيها الكثير من الإثارة من خلال الصدامات التي تشهدها السيارات والتحدي الكبير بين السائقين من أجل تحقيق الفوز بهذه البطولة التي تعتبر كمباريات الديربي بين فورد وهولدن.
أما الأمر الآخر فهو السيارات المستخدمة في هذه السباقات، وهي نفسها السيارات التي يستخدمها المواطن الأسترالي في التنقل في حياته اليومية وبالتالي فإن السيارة مألوفة لديه، وقد يكون يمتلك واحدة مثلها لذلك فهو ينتمي الى الفئة التي يمتلكها.
وحتى في الماضي نجد أن السيارات التي فازت بالسباق هي سيارات يستخدمها الجميع، فمثلا جاكوار فازت باللقب بسيارة من نوع 3.4 وإم كيه 11، ونيسان أحرزت البطولة عبر سياراتها المعروفة حتى لدينا في البحرين مثل جي تي وسكاي لاين وبلوبيرد.
أما الأمر الثالث والأهم هو إندماج السائقين مع الجمهور، إذ بإمكان الجمهور الوصول الى السائقين بسهولة، بالإضافة الى أن معظم السائقين إن لم يكن جميعهم من أستراليا ونيوزلندا.
نظام البطولة
تقام البطولة على 12 جولة، ويقام في كل جولة سباقان رسميان، أي أن مجموع السباقات في الموسم الواحد 24 سباقا، وتقام جميع الجولات على حلبات استراليا ونيوزلندا باستثناء جولة واحد ستقام على حلبة البحرين.
ونظام حساب النقاط في البطولة يختلف عنه في الفورمولا1، فالمتسابق يحصل النقاط من خلال السباقين، كما أن السائق الذي يحرز المركز الأول في السباق ينطلق من المركز الأخير في السباق الثاني وذلك من أجل إعطاء السباق المزيد من الإثار والتنافس، لكن السائق الذي يحصل على المركز الأول في السباق الأول يعطى نقاطا أكثر من الفائز بالمركز الأول في السباق الثاني.
ويشارك في البطولة 17 فريقا هم، فريق كيه واي، فريق بيتا إلكتريكال، فريق أوتو بارن، فريق سوبر شيب أوتو، فريق سيروميت وينز، فريق جاري روجرز موتور سبورت، فريق فوجيتسو، فريق باول كريك شانك، فريق ديك جونسون، فريق تول إتش إس في ديللر، فريق بي أو سي، فريق دبليو بي إس، فريق جاك دانيالز، فريق فورد بيرفورمنس، فريق تازمان موتور سبورت، فريق هولدن وفريق ستون براذرز.
يصل الى المملكة غداً (الثلثاء) السائق الأسترالي كريك لوندز ليكون أول الواصلين للمشاركة في جولة البحرين من سباقات الـ V8 الأسترالية.
وسيتواصل بعده وصول بقية الفرق والسائقين المشاركين في السباق والتي من المتوقع أن يبدأ توافدها على المملكة نهاية الأسبوع الجاري.
وكريك هو سائق فريق بيتا إلكتريكال، ومن مواليد مدينة ميلبورن الأسترالية وولد في العام 1974. وكانت بدايته مع سباقات الـ V8 في العام 1996، وكانت مع سيارة فريق هولدن كومدور إتش آر، وكان ظهوره الأول على حلبة إيستيرن كريك الأسترالية. وحصل السائق كريك لويدز على لقب البطولة 3 مرات أعوام 1996، 1998 و1999، وانطلق من المركز الأول في 19 سباقاً، وفاز في بالمركز الأول 22 مرة من أصل 111 سباقاً خاضها في البطولة.
يترقب عشاق رياضة السيارات انطلاق فعاليات سباق تحدي «صحراء 400» ضمن سلسلة سباقات الـ V8 الاسترالية وذلك على حلبة البحرين الدولية خلال يومي 23 و24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إذ الجميع مدعو الى معايشة أجواء مليئة بالإثارة والمتعة خلال الفعالية.
فلأول مرة ستظهر سيارات الـ V8 الاسترالية في منطقة الشرق الأوسط لتتسابق ضمن جولة من جولات البطولة التي لم تخرج قط عن منطقة أوقيانيوسيا إلا مرة واحدة فقط في الصين، ومما سيسهم في إثراء المهرجان الممتع وجود الكثير من الفعاليات المصاحبة للسباق ممثلة بسباق الجولة الأولى لبطولة اللومينا سي اس في على مستوى الشرق الأوسط بالإضافة الى سباق المارانغوني الإيطالي لسيارات المازدا RX-8.
بالإضافة الى ذلك فإن العشرات من الاستراليين سيكونون موجودين خلال الحدث من خلال حضورهم للمملكة عبر وفود رسمية أو سياحية ليكونوا جزءا من سباقهم الشهير وليخوضوا تجربة مميزة بالتعرف على الأصالة والتراث البحريني ويجربوا الحياة العربية بأسلوبها المتمدن.
وستبدأ المتعة في 22 نوفمبر حين تشهد أجنحة نادي البادوك في الحلبة احتفالية خاصة بحضور الفرق والسائقين ومنظمي الحدث بالإضافة الى وجود وفد (الأستريد) الذي يمثل إدارة التجارة الدولية في الحكومة الاسترالية والذي سيعمل على توطيد أواصر التعاون التجاري الاقتصادي بين استراليا ومملكة البحرين بالاستفادة من هذا الحدث الرياضية.
تتوافر تذاكر هذا الحفل بسعر 25 دينارا للمقعد الواحد، إذ سيتضمن الحفل الكثير من الفعاليات الترفيهية المقامة على أنغام الموسيقى العربية والأغاني التقليدية الاسترالية بالإضافة الى الاستمتاع بعرض جميل للأزياء.
وللجماهير الغفيرة المتوقعة أن تحضر الحدث فإن هناك الكثير من الفعاليات الترفيهية التي ستكون حاضرة في الحلبة والتي من شأنها أن تجعل العائلات الحاضرة كلها في جو مليء بالمفاجآت والمتعة خلال الفعالية، وخصوصا مع التركيز على الجوانب التراثية الخاصة بالحضارة الاسترالية والأغاني الشعبية هناك، مع التذكير بأن أجواء حلبة البحرين الصحراوية قد تساعد في خلق بيئة مقاربة للبيئة الطبيعية للحياة الاستوائية في استراليا.
بالإضافة الى ذلك سيستمتع الجمهور بالعزف من قبل عازفي (الديديكريدو) وذلك من خلال الأصوات المثيرة التي ستغرق منطقة الترفيه وتدخلها أجواء ساحرة، بالإضافة الى تقليد أصوات الطيور الاسترالية الشهيرة من قبل مقلدي الأصوات المحترفين الذين سيوجدون في الحلبة. كما ستكون هناك لحظات ضاحكة مع الكوميدي الذي سيقود الجمهور الى معايشة لحظات مع القهقهة والضحك مع قفشاته وقصصه الغريبة من التراث الاسترالي، بالإضافة الى حيوانات الكنغر الاسترالية التي سيتعرف عليها الجمهور ويلاعبها.
الصغار أيضا سيستمتعون على هامش الفعالية من خلال قفزات (البنجي) الشهيرة والتي ستمكنهم من الوصول الى مسافة عالية في الهواء، بالإضافة الى امكان تحولهم الى قراصنة البحر واللعب على متن جزر الكاريبي التي يصلونها بواسطة سفينة القراصنة. وسيتمكن الصغار من اللعب مع الشخصيات الكارتونية التي يحبونها مثل الدب ويني وحضور حفلته التي يقيمها في منزله المحفور داخل الشجرة.
ولمحبي الرياضة الحركية ستكون هناك الكثير من الفعاليات التي تعتمد على المهارة من الكرات، إذ ستوجد مساحة للعب الرجبي بصورة مصغرة، بالإضافة الى مسابقات في كرة السلة والجولف، ولمن يجد في نفسه القوة والبأس فإن ركوب الثيران الجامحة في مسابقة (الروديو) ستكون متاحة لقياس مدى قدرة المشارك للتحول إلى راعي بقر أميركي حقيقي. وللجوانب التراثية مكان أيضا في الفعالية، إذ لعشاق استكشاف ثقافات الغير وما تحتويه بلاد العالم من حرف ومشغولات، فإن حلبة البحرين الدولية ستوفر قسما يتضمن الصناعات اليدوية لكل من الحضارة البحرينية ونظيرتها الاسترالية، إذ سيستمتع الجمهور الحاضر بتعلم كيفية إعداد بعض المشغولات الاسترالية والآلات الموسيقية.
في مقابل ذلك يتوعد الساحر الماهر لوكي الجماهير بإثارة حماسهم وجنونهم بالألعاب السحرية التي سيقدمها لهم والتي سيتحداهم فيها، لكن سينافسه في ذلك أيضا صاحب الأقدام الطويلة المهرج ستيف جاوس وراكبو الدراجات الهوائية بحركاتهم الاستعراضية والفنية.
وعن هذه الفعالية التي تعد بالكثير أكد المدير التنفيذي للشئون الحكومية والعلاقات العامة بحلبة البحرين الدولية الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة أن البحرين كعادتها جاهزة لاستضافة الحوادث المثيرة والممتعة والترحيب بحفاوة بضيوفها في كل الأوقات. وقال الشيخ سلمان: «البحرين كلها تزينت بالألوان والإعلانات وغيرها لاستضافة الحدث الاسترالي صحراء 400 للمرة الأولى، والإثارة والتميز سيكونان شعار حلبة البحرين الدولية حين تستضيف هذا الحدث الجديد المضاف إلى روزنامتها المتميزة بالفعاليات الرياضية المثيرة في رياضة السيارات».
وأشار الشيخ سلمان إلى أن ردود الفعل التي سجلت في الشارع البحريني جراء عملية عرض سيارات الـ V8 في الكثير من المناطق مثل فندق الراديسون ساس وجامعة البحرين ونادي اليخوت كلها تبرز مدى تطلع الشارع الرياضي المحب لرياضة السيارات ولهفتهم في معايشة سباق الـ V8 سوبركارز على مضمار حلبة البحرين الدولية.
وقبل انطلاق السباق ستكون هناك فرصة لاستشعار حرارة السباقات من خلال الجولة الأولى لبطولة اللومينا سي اس في الخاصة بالشرق الأوسط وقبلها استعراض السيارات المشاركة في شوارع العاصمة المنامة.
وعلى هامش الفعالية ستكون هناك منافسة خاصة بموسيقى (الدي جي) في نادي (بي جيز) في 17 نوفمبر الجاري، والفائز سيحظى بجائزة البطولة بالإضافة الى مشاركته في أداء وصلات فنية مع بطل الرقص الإيقاعي جاجد جوليز في (بي جي) خلال شهر ديسمبر/ كانون الثاني الجاري.
الفائز ببطولة الدي جي سيكون موجودا في مجمع السيف في 19 نوفمبر، إذ سيقام استعراض سيارات اللومينا.
وستشهد ساحات الترفيه في حلبة البحرين الدولية خلال الفعالية وجود ألعاب المحاكاة الإلكترونية لسباق الـ V8 بالإضافة الى المقاهي والمطاعم ووجود الشيشة وذلك لخلق مزيد من الجو الممتع لحضور السباق الذي يعد بأن يكون من أكثر السباقات إثارة في منطقة الشرق الأوسط.
للحصول على تذاكر حفل أمسية الـ V8 وسباق صحراء 400 أو للحصول على المزيد من المعلومات حول السباقات والبطولات التي ستقام خلال الفترة المذكورة على مضمار حلبة البحرين الدولية، يمكن زيارة موقع www.bahrainv8.com أو موقع حلبة البحرين الدولية في مجمع السيف.
طلب كبير على التذاكر
بدأ الإقبال على شراء التذاكر الخاصة بالسباق يتزايد مع اقتراب موعد انطلاق السباق، وأكدت مسئول العلاقات العامة شيرين بوشهري أن هناك إقبالا كبيرا على شراء التذاكر وخصوصا من الكويت والسعودية والإمارات وأستراليا والفلبين.
مقر للتصويت
وحرصاً منها على توفير الراحة للجماهير وتسهيل مهمتها في الإدلاء بأصواتها في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في يوم السباق نفسه، اقترحت حلبة البحرين تخصيص مقر للتصويت في الحلبة لتسهيل المهمة على الجماهير الراغبة في الحضور لمشاهدة السباق، وتم تخصيص الخيمة الشعبية الموجودة في الحلبة لتكون مقرا للتصويت. وأكدت شيرين بوشهري أن اللجنة المسئولة على الانتخابات وافقت على المقترح وبانتظار نشره في الصحيفة الرسمية ليأخذ صفة الرسمية. وأوضحت بوشهري أنه بإمكان الجماهير من جميع مناطق البحرين الإدلاء بأصواتهم في مقر الحلبة، وستكون هناك صناديق مخصصة لكل دائرة من الدوائر الانتخابية
العدد 1529 - الأحد 12 نوفمبر 2006م الموافق 20 شوال 1427هـ