العدد 1532 - الأربعاء 15 نوفمبر 2006م الموافق 23 شوال 1427هـ

شربل روحانا: يفتح ميجنته بأناقة وحزن...

صيّر مركز الشيخ إبراهيم... مكاناً تفوح منه رائحة «الموسيقى»

«لا أعرف إذا كنت اهتديت إلى ملامحي الفنية الخاصة، وإذا كان الجمهور يلمس بصمة واضحة تخصني في أعمالي. بعضهم يقول إنه يدرك عند سماعه ألحاني أن هذه طريقتي وريشتي، لكن هذا الأمر لايزال في حاجة إلى مزيد من العمل والاختبار، وصولاً إلى ما يسمّى بالنضج الفنّي الذي قد لا يبلغه المبدع إلا بعد رحيله».

بهذه الكلمات يمضي شربل ليترك مساحة خاصة به، مساحة أعطاها الكثير من العمر والعمل، حين اختار أن ينفرد، وحين استقل عن «جدل» مارسيل خليفة، وحين أعلن عن مزاجه العلني، وعندما أثبت «ميجنته» بأكثر من جائزة، شربل يفتح جنته في بهو مركز الشيخ إبراهيم بأناقة، وشيء من الحزن.

وفي الوقت نفسه معتبراً أن ما يقدمه هو نتيجة تراكم موروث ثقافي، شكل ذاكرة شربل، كما يقول بوجود مدرسة موسيقية لبنانية، لها ملامحها الخاصة التي يمكن اكتشافها من خلال زكي ناصيف والرحابنة، أو حتى الجيل الثاني مثل مارسيل خليفة وزياد الرحباني، في حين أكد استقاء هذه المدرسة من منابع موسيقية مهمة سواء في الوطن العربي، كالموسيقى العراقية والمصرية أو العالمية، والملفت في الجانب المهني الخاص بشربل، هو إصداره منهجاً لتعليم الموسيقى، بصفته مدرساً لدى المعهد الوطني للموسيقى، يتكون هذا المنهج من ثمانية فصول، أدخل فيها الوتر الثامن، كما استعان بتدريبات غربية ضمن منهجه.

شربل الحاصل على الماجستير في الموسيقى العام 1987، شغل عمادة قسم الموسيقى منذ 2000، تعد تجربته من أهم التجارب على خريطة الموسيقى العربية في العود، وقد تنقل لأكثر من بلد، مقدماً أكثر من عمل، ليصل الآن إلى البحرين.

حين اشتعل التصفيق قبل الحفل بدقائق، أدركنا بلوغ شربل المنصة، انحنى بعوده ثم ابتسم، ثم أدار الميكرفون إلى نفسه، وبعد تحية قال إن المدرسة اللبنانية في العود تأثرت بالعود التركي ثم العود العراقي، واعتبر أن أول أغنية سيقدمها في هذه الأمسية، هي نتيجة ظروف يقع تحت طائلتها أطفال لبنان والعراق وفلسطين، ولذلك فهذه الأغنية تضامناً مع هؤلاء، على أمل أن يرتاحوا، وهي محاولة «أن نحارب من أجل السلام»، شربل لم يخفِ استياءه حين انتهى من الحديث عن تقديمه تقاسيما قبل شروعه في غناء مقطوعة عن الحرب كان يأمل ألا يغنيها في مرحلة ما، ليقاطعه رنين هاتف أحد الحضور.

قدم شربل في هذه الأمسية مقطوعات متنوعة، كان منها مقطوعة للفنان إسماعيل حقي وقام شربل بإضافته لإتمامها، كما أطلق عليها اسم «لا تزعلي»، ثم قدم بعد ذلك مقطوعة للفنان مارسيل خليقة، ليدخل بعدها إلى جزء من مقطوعة «الأطلال»، كما اعتبرها سنباطيات، غير أنه أضاف لها تقاسيم جديدة، ليعزف بعد ذلك مقطوعة لمحمد عبدالوهاب، معتبراً أن الغناء يرجعنا لدواخلنا، من الصعب وصف الموسيقى، ومن الصعب أكثر تحويلها إلى كلمات، وسأعتبر أني سأحاول الآن كتابة هذه الموسيقى، كتابتها بشكل انطباعي، ففي المقطوعة قبل الأخيرة كان شربل يدخل بخشوع إلى مقام الحزن وهو افتراضاً كان يقول بتقاسيمه: الأشجار تتحرك من مكانها/ والغيم، الغيم الوحيد الجالس على كتف الوادي ينزل قليلاً، قليلاً لتجد القلوب طريقها إلى الله.

عند انتهاء شربل من تقديمه مقطوعته الأخيرة، وهي «بنت الشلبية»، كان الحماس دبَّ بأوصال الجمهور، هذا الجمهور الذي حفظ عن ظهر قلب هذه المقطوعة بالذات، وهو على دراية كافية بالكثير مما أنتجه الأخوان رحباني، فقد كان البعض يواكبه قرعاً بالرجل على الأرض، كما فعلت السيدة التي أمامي، وحين كانت تتعب من فعل ذلك، تواكبه بتحريك رأسها، لتطل عليها صاحبتها على المقعد المجاور بين الحين والآخر بكلمة «حلووو وايد»، شربل الذي تمازج مع الجمهور، فتح الأمسية بعد قيامه عن آخر مقطوعة، وقدم بعض الأغاني من إصداره الجديد، الذي يقول عنه «أتمنى أن يرى النور»

العدد 1532 - الأربعاء 15 نوفمبر 2006م الموافق 23 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً