شجرة «عافت» : تحية متأخرة لشاعر متقدم
صار الغصن المتدّلي: صبح يصلي!
عصفورين ، اللي طاروا...
صاروا : آمين!
تقرأه بهذا الشكل :
- تحاول أن تبتكر عنوانا آخر لهذا النص ...
وبعد ألف محاولة جادة ، ستصل إلى أن العنوان الوحيد والفريد لهذا النص هو عنوانه « شجرة « ... والذي هو جزء مهم من النص . وأتذكر ( أيام العمل في فواصل ) العدد الهائل من النصوص الشعبية التي تأتي دون عناوين ، ومرفق معها هذه الملاحظة ( أنتم حطّوا لها عنوان ) !!
- « فهد عافت « وبعشر كلمات قال ما لم يقله الآخرون بآلاف الكلمات .
- لست ناقدا ً ، ولكن ، أجزم أن لي ذائقة جيدة تمنحني الحق بأن أقول أن هذا النص القصير / الطويل بما فيه : أجمل وأعظم وأشعر ما كُتب بالعامية العربية ( فيما قرأته حتى الآن ) .
(2)
تقرأه بهذا الشكل :
صار الغصن المتدلي : صبح يصلي ... عصفوران اللي طاروا صاروا : آمين
وتكتشف موسيقاه الرائعة ..
وبعد أن « لبننه « عافت ، سترى « الرحابنة « ومعهم « فيروز « ترفع العتابا و الموال إلى سماء ( العصفورين اللي طاروا ..)
ولا تدري ، أيهما أستدرج الآخر لطقسه : عافت أم فيروز ؟
هل ( شجرة ، غصن ، عصفورين ، صبح ) هي التي أستدرجت « عافت « إلى هذا الايقاع الفيروزي .. ليتحوّل الى « شحرور « ؟ .. أم أن « عافت « هو الذي أستدرج «فيروز» لتصبح « شجرة « ؟!
لا أعرف ! ..
الذي أعرفه أن « عافت « ، حتى عندما يتم أستدراجه ، هو « يُستدرج « بمزاجه .. وبوعي تام بطبيعة المكان الذاهب إليه .
(3)
تقرأه بهذا الشكل :
(صـ)ـار الغـ(صـ)ـن المتدلي (صـ)ـبح يـ(صـ)ـلي
عـ(صـ)ـفورين اللي طاروا (صـ)ـاروا : آمين !
هل لاحظتم حضور حرف ( الصاد ) في هذا النص ...
هل سمعتم ( صوصت ) العصفورين اللي طاروا ؟ .. إن لم تسمعوا ، أعيدوا القراءة .
حرف ( الصاد ) أخبرني :
أن فهد عافت خبّأ الكثير من العصافير داخل هذا النص ..!
(4)
هذا النص :
يُـقرأ، ويُسمع، ويُـشاهد
ومن لم يستطع أن ( يشاهده ) و ( يسمعه ) بعد ( قراءته ) فهناك خلل ما في حواسه .. وذائقته !
(5)
« عافت « كتب هذا النص البهي ، الأخاذ ، المليء بالشعر من عنوانه حتى آخر نقطة فيه : بــ ( 10) كلمات !
أنا ، حاولت أن أقرأه لكم ، وبشكل جيّد بـ (296) كلمة !
كم هو تعيس هذا النثر ..
كم هو بهي هذا الشعر .
(6)
ترى ، الى أي الاشجار تنتمي هذه الـ «شجرة» ؟
العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ