اختتمت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أمس الثلثاء (30 أبريل/ نيسان 2013) مناورات عسكرية مشتركة كانت وراء تفاقم التوتر مع كوريا الشمالية فيما تجاهلت بيونغ يانغ دعوة للحوار بخصوص مجمع كايسونغ الصناعي المشترك.
والمناورات الجوية والبحرية والبرية التي استمرت لشهرين وشملت أكثر من عشرة آلاف عنصر أميركي إلى جانب عدد أكبر من عناصر الجيش الكوري الجنوبي، أثارت استياء بيونغ يانغ.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع كيم مين-سوك للصحافيين إن «المناورات انتهت لكن جيشي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة سيواصلان التنبه لاستفزازات محتملة من جانب الشمال بما يشمل إطلاق صاروخ».
وأضاف كيم أن الشمال لا يزال يبقي على عدد من الصواريخ وقاذفات الصواريخ التي نقلت في الآونة الأخيرة إلى ساحله الشمالي، في مكانها فيما يبدو على أنه استعداد لإطلاق صاروخ.
وتشهد شبه الجزيرة الكورية توتراً شديداً منذ أن أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية الثالثة في فبراير.
ومما زاد من توتر العلاقات بين البلدين الخلاف حول مصنع كايسونغ الواقع في أراضي كوريا الشمالية والذي كان يشكل في أحد الأوقات رمزاً للتعاون بين الكوريتين.
ومعظم الموظفين الكوريين الجنوبيين غادروا المجمع صباح الثلثاء لكن بقي سبعة مشرفين لحل قضايا إدارية. ولم يتضح موعد عودتهم.
ولم يرد الشمال على طلب من رجال أعمال كوريين جنوبيين لزيارة كايسونغ الثلثاء لإجراء محادثات تهدف إلى تجنب إغلاق دائم للمجمع بحسب سيئول رغم الآمال باحتمال تراجع التوتر بعد انتهاء المناورات.
وعلى صعيد ناشد وزير الدفاع الأميريكي تشاك هيغل حكومة كوريا الشمالية «أن تسلك مسار السلام» لكنه قال إن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع أي استفزازات من بيونغ يانغ. وقال هيغل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أونوديرا «قلنا إننا نتعاون مع حلفائنا كي نكون مستعدين تحسباً لأي ظرف طارئ. لكني مرة أخرى أناشد حكومة كوريا الشمالية أن تسلك مسار السلام. هناك مسار فعال وحكيم للتحرك لتحسين أحوال شعبهم وأمتهم وعليهم ان يستغلوا ذلك. قدراتنا إلى جانب (قدرات) حلفائنا في المنطقة للتعامل مع الاستفزازات كما قلنا سابقاً هي قدرات تتيح لنا مجموعة قوية من الاستعدادات ونحن كما قلت بالفعل مستعدون لأي ظرف طارئ».
إلى ذلك، ذكر تقرير إخباري أن محادثات جرت بين رئيس وزراء كوريا الجنوبية تشونج هونج وون والسفير الأميركي لدى سيئول تبادل الاثنان خلالها الآراء حول سبل تعميق العلاقات الثنائية. تأتي هذه المحادثات قبل زيارة رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه المقررة لواشنطن خلال الأيام المقبلة. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن مكتب رئيس الوزراء قوله، إن السفير الأميركي سونغ كيم زار مكتب رئيس الوزراء في سيئول ليهنئه على توليه مهام منصبه، وأجرى الاثنان محادثات قصيرة لاستكشاف سبل تعميق علاقات عمرها 60 عاماً بين البلدين. كما تطرقت المحادثات إلى الاستعدادات لزيارة بارك للولايات المتحدة.
من جهة أخرى، ذكر تقرير إخباري أن النيابة العامة داهمت مقر وكالة الاستخبارات الوطنية بتهمة محاولة الوكالة التأثير على الرأي العام قبيل الانتخابات الرئاسية في العام الماضي.
ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن النيابة قولها إن فريقاً مكوناً من 25 شخصاً من وكلاء النيابة والمحققين قاموا بمصادرة ملفات رقمية ومستندات داخلية من فريق للحرب النفسية ضد كوريا الشمالية بوكالة الاستخبارات الوطنية.
العدد 3889 - الثلثاء 30 أبريل 2013م الموافق 19 جمادى الآخرة 1434هـ