سيترك الرحيل المحتمل لجوزيه مورينهو عن قيادة ريال مدريد في نهاية الموسم الجاري رئيس النادي فلورنتينو بيريز في موقف صعب إذ سيكون في حاجة إلى إيجاد البديل المناسب للرجل الذي طالما وصفه بأنه «أفضل مدرب في العالم».

وكان البرتغالي هو محور الاهتمام أمس (الأربعاء) بعد فشل فريقه في بلوغ نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا للموسم الثالث على التوالي.

وما أن أطلق الحكم الإنجليزي هاوارد ويب صافرة نهاية المباراة، حتى بدأ مورينهو يتلقى النقد سواء على مدونات الجماهير أو المواقع الإلكترونية.

وفي ظل الرغبة العارمة في إحراز بطولة أوروبا للمرة العاشرة في تاريخ النادي والأولى منذ 2002 تعاقد بيريز مع المدرب البرتغالي المثير للجدل الذي قاد إنتر ميلان الإيطالي لإحراز اللقب الأوروبي في 2010.

وبعد الخروج من بطولة أوروبا الثلثاء أمام بوروسيا دورتموند حينما فشل ريال في تعويض خسارته 4/1 في لقاء الذهاب ألمح مورينهو بشكل مباشر إلى أن أيامه في العاصمة الإسبانية اقتربت من نهايتها.

وأحرز كريم بنزيمة وسيرجيو راموس هدفين قرب النهاية ليتلقى ريال دفعة في اللحظات الأخيرة لكن الفوز 2/صفر لم يكن كافيا لوصول النادي الإسباني إلى المباراة النهائية يوم 25 أيار/ مايو الجاري.

وردا على سؤال حول استمراره في منصبه الموسم المقبل إذ يرتبط بعقد مع ريال حتى 2016 قال مورينهو لمحطة آي.تي.في الرياضية: «ربما لا استمر. لا أعرف موقفي لكني أريد أن أكون موجودا في الأماكن التي يحب الناس أن يروني فيها».

وأضاف مورينهو في مؤتمر صحافي في وقت لاحق مشيرا إلى تشلسي «بعض الأندية تحبني وخصوصا فريق معين، في إسبانيا الأمر مختلف. بعض الناس يكرهونني والكثير منهم في هذه الغرفة».

وتأتي إشارة مورينهو إلى تشلسي بعدما ذكرت عدة تقارير في الفترة الأخيرة أن المدرب البرتغالي اقترب من العودة للنادي الذي أحرز معه لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في 2005 و2006 لكنه في المقابل لم يتمكن من إحراز اللقب القاري معه.

وإذا ترك مورينهو ريال في نهاية الموسم سيكون قد أحرز لقب الدوري الإسباني مرة واحدة إذ جمع رقما قياسيا من النقاط وإذا تغلب على اتلتيكو مدريد في نهائي الشهر المقبل سيكون قد أحرز لقب كأس ملك إسبانيا مرتين.

ويعتبر هذا الأمر جيدا بصفة عامة لكن بالنسبة لريال فإن النجاح ينبغي أن يرتبط أيضا بأوروبا وهو ما لم يحدث في ظل خروجه من الدور قبل النهائي في المواسم الثلاثة.

ووفقا لخبراء تسويق فإن شخصية مورينهو ربما تكون تركت تأثيرا سيئا على سمعة النادي.

وعين مورينهو كمدير رياضي إضافة إلى منصبه كمدرب في خطوة غير معتادة لأي ناد في إسبانيا إذ يزيد ذلك من نفوذ المدرب ويكون مسئولا عن تطوير قطاع كرة القدم.

وتتطلب الخطة التسويقية الجيدة وجود نجاح على أرض الملعب إضافة إلى امتلاك النادي لسمعة تجذب الجماهير على استثمار أموالها وأوقاتها.

ولا يحظى مورينهو بتأييد كل الجماهير التقليدية في ملعب سانتياغو برنابيو لكنه في المقابل يملك شعبية كبيرة لدى جماهير الالتراس المتشددة.

فحتى قبل مباراة الثلثاء، كانت غالبية جماهير النادي الملكي تريد رحيل مورينهو وخصوصا بعد هزيمة فريقها المهينة 1/4 في دورتموند.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «ماركا» المدريدية بموقعها على الإنترنت أمس (الأربعاء) أن 82 في المئة من قراء الصحيفة يعتقدون أن مورينهو لن يبقى في منصبه.

وإذا قرر مورينهو الرحيل سيكون بذلك قد ترك تركة ثقيلة على أي مدرب قادم وربما يتذكره كثيرون بأفعاله السلبية.

ومن ضمن هذه الأفعال الاعتداء على تيتو فيلانوفا عندما كان يعمل كمساعد لمدرب برشلونة خلال شجار ووضع أصبعه في عينه والشكوى المستمرة من تحيز الحكام والصدامات العديدة مع الصحفيين ومسئولي ريال مدريد وإشاراته إلى حصول برشلونة على أفضلية في المعاملة من الاتحاد الأوروبي.

كما استبعد مورينهو الحارس والقائد ايكر كاسياس الذي يحظى بشعبية جارفة بين العديد من الجماهير.

وذكرت تقارير أن بيريز ربما يتعاقد مع كارلو انشيلوتي وهو مدرب سابق أيضا لتشلسي لكنه يقود الآن فريق باريس سان جيرمان الفرنسي.

وتختلف شخصية انشيلوتي كثيرا عن مورينهو وسبق له الفوز بدوري أبطال أوروبا مع ميلان في 2003 و2007 بينما خسر النهائي في 2005.

وبعد الجدل والصخب الموجودين حول مورينهو لسنوات ربما يكون انشيلوتي هو ما يحتاجه ريال لاستعادة الهدوء المطلوب من أجل إحراز اللقب القاري العاشر.