قصف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس الأحد (5 مايو/ أيار 2013) مواقع داخل الأراضي السورية في هجوم هو الثاني خلال 48 ساعة قالت إسرائيل إنه لمنع وصول أسلحة إلى حزب الله، بينما حذرت دمشق من أن هذه الاعتداءات تجعل الوضع الإقليمي «أكثر خطورة».

وقالت الخارجية السورية في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن إن الهجوم أدى إلى «العديد من الشهداء والجرحى... وتدمير واسع». واستهدف القصف مركزاً للبحث العلمي في جمرايا سبق أن استهدف في يناير/ كانون الثاني الماضي، إضافة إلى مخزن للأسلحة وفرقة للدفاع الجوي، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي في بيروت.

«الجامعة» تدعو مجلس الأمن للتحرك... والمعارضة تسيطر على أجزاء من مطار عسكري

دمشق: القصف الإسرائيلي «يفتح الباب» على «جميع الاحتمالات»

دمشق، نيويورك - أ ف ب، رويترز

اعتبرت الحكومة السورية أمس الأحد (5 مايو/ أيار 2013) أن القصف الجوي الإسرائيلي على مواقع عسكرية شمال غرب دمشق فجر أمس «يفتح الباب» على «جميع الاحتمالات»، ويجعل من الوضع المعقد في المنطقة «أكثر خطورة»، وذلك في بيان أصدرته على إثر اجتماع استثنائي. ودانت مصر أمس «العدوان الإسرائيلي» على سورية معتبرة أنه «انتهاك للمبادئ والقوانين الدولية» فيما دعت الجامعة العربية مجلس الأمن إلى «تحرك فوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية».

وجاء في البيان الذي تلاه وزير الإعلام عمران الزعبي «أن حكومة الجمهورية العربية السورية تؤكد أن هذا العدوان يفتح الباب واسعاً أمام جميع الاحتمالات، وخاصة أنه يكشف بما لا يدع مجالاً للشك حجم الارتباط العضوي بين مكونات الحرب على سورية»، في إشارة إلى النزاع المستمر لأكثر من عامين.

وتابع الوزير السوري «على المجتمع الدولي أن يدرك أن تعقيدات ما يجري في المنطقة بعد هذا العدوان باتت أكثر خطورة، وعلى الدول الداعمة لإسرائيل أن تعي جيداً أن شعبنا ودولتنا لا يقبلان الهوان».

وشدد على أن الحكومة «تؤكد أهمية مواصلة انجازات جيشها في مكافحة أدوات إسرائيل في الداخل، وأنه يكون دائماً من حقها بل من واجبها حماية الوطن والدولة والشعب من أي اعتداء داخلي أو خارجي بكل الطرق والوسائل والإمكانات المتاحة».

واتهمت الخارجية السورية إسرائيل «بالتنسيق» مع المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وحتى مع عناصر «جبهة النصرة» التي بايعت تنظيم «القاعدة».

وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية المصرية إن «مصر تدين العدوان الإسرائيلي على سورية» وتعتبره «انتهاكاً للمبادئ والقوانين الدولية ومن شأنه أن يزيد الوضع تعقيداً فضلاً عن تهديده الأمن والاستقرار في المنطقة». وأضاف البيان «ان مصر على رغم معارضتها الشديدة لما يجري في سورية من سفك للدماء واستخدام لأسلحة الجيش السوري ضد أبنائه، وسعيها لإيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية، إلا أنها في الوقت ذاته ترفض الاعتداء على سورية أو المساس بسيادتها واستغلال أزمتها الداخلية تحت أية ذريعة كانت».

ودعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس مجلس الأمن الدولي إلى «التحرك الفوري من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سورية». ودان العربي، في تصريح صحافي، «عمليات القصف الإسرائيلية للأراضي السورية»، محذراً من «التداعيات الخطيرة الناجمة عن تلك الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية» وطالب «مجلس الأمن بالتحرك الفوري من أجل وقفها ومنع تكرارها».

كما عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس عن القلق البالغ بخصوص أنباء وقوع هجمات إسرائيلية على أهداف في سورية، لكنه قال إنه لا يمكن للأمم المتحدة التأكد من وقوع الهجمات.

من جانبه اعتبر «الجيش السوري الحر» أن بلاده تقصف «على يد بشار الأسد وإسرائيل»، بحسب ما قال المنسق السياسي والإعلامي، لؤي مقداد. وقال مقداد «نحن بالتأكيد يزعجنا ويزعج أي إنسان سوري أن تقصف سورية، لكن سورية اليوم تقصف على يد (الرئيس السوري) بشار الأسد وإسرائيل».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال أمس الأول إن من حق إسرائيل أن تأخذ حذرها من نقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله. وخلال المقابلة التي أجرتها معه شبكة «تيليموندو» التي تبث بالإسبانية لم يعلق أوباما على ما إذا كانت الضربات الجوية وقعت أم لا. وقال «سأترك الأمر للحكومة الإسرائيلية كي تؤكد أو تنفي حدوث الغارة». لكنه أوضح أن مثل هذه الضربات سيكون لها ما يبررها.

جاء ذلك في وقت سيطر فيه مقاتلو المعارضة السورية على أجزاء واسعة من مطار عسكري في محافظة حلب في شمال سورية، غداة مقتل قائده في الاشتباكات التي مازالت مستمرة فيه، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني مساء أمس «لاتزال الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة مستمرة في محيط وداخل مطار منغ العسكري الذي سيطر مقاتلون على أجزاء واسعة منه». وكان مدير المرصد رامي عبدالرحمن أفاد في وقت سابق بأن المقاتلين يحققون تقدماً في المطار غداة مقتل قائده العميد علي محمود أمس الأول (السبت) مع اثنين من مرافقيه في إطلاق نار «خلال الاشتباكات التي تدور في حرم المطار» الواقع على مسافة 37 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة حلب.

وفي مدينة بانياس الساحلية (شمال غرب)، أفاد المرصد عن قصف متقطع يطاول الأحراج المحيطة بالأحياء الجنوبية ذات الغالبية السنية، والواقعة ضمن محافظة طرطوس ذات الغالبية العلوية. وكان المرصد أفاد أمس الأول عن العثور على جثث 62 شخصاً على الأقل بينهم 14 طفلاً، قتلوا بعد اقتحام القوات النظامية مدعومة بمسلحين موالين لها من العلويين، وذلك بعد يومين من مقتل 51 شخصاً في قرية البيضا الواقعة جنوب بانياس.

في محافظة حمص، تدور اشتباكات على أطراف مدينة القصير بين المقاتلين المعارضين الذين يسيطرون عليها، والقوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني الحليف لدمشق، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن المدينة تتعرض لقصف يستخدم فيه الطيران الحربي.

وفي محافظة درعا، أفاد المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور على الأطراف الشمالية لبلدة خربة غزالة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، مع محاولة القوات النظامية «اقتحامها لفتح الأوتوستراد الدولي بين دمشق ودرعا». وأدت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة أمس إلى مقتل 35 شخصاً في حصيلة أولية للمرصد.