أصدر قضاة بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي حكماً أمس (الجمعة) يطالب ليبيا بتسليم سيف الإسلام ابن الزعيم الراحل معمر القذافي إلى المحكمة التي تريد محاكمته فيما يتصل بجرائم مزعومة ارتكبت أثناء الثورة التي أطاحت بوالده. وجادلت ليبيا في حق المحكمة الجنائية الدولية في محاكمة سيف الإسلام القذافي استناداً إلى أن الولاية القضائية للمحكمة الدولية تنعدم ما دامت السلطات الليبية تعتزم اتخاذ إجراءاتها ضد سيف الإسلام بموجب المبدأ القائل بأنها لا تتدخل إلا إذا كان النظام القانوني المحلي غير قادر على القيام بالمهمة.

لكن قضاة المحكمة الدولية رفضوا المزاعم الليبية قائلين إن محامي الحكومة الليبية لم يثبتوا أن السلطات في بلادهم تحقق في القضية نفسها التي يبحثها المدعون في المحكمة الدولية. ويمكن لليبيا الطعن على الحكم.

وشكك القضاة أيضاً فيما إذا كانت لليبيا سيطرة كاملة على المكان الذي يُحتجز فيه سيف الإسلام. وسيف الإسلام (40 عاماً) محتجز لدى السلطات في مدينة الزنتان حيث لا تملك الحكومة المركزية نفوذاً يُذكر. وجاء في القرار المكتوب الذي أصدره قضاة المحكمة «ليبيا ليست قادرة حتى الآن على تأمين نقل القذافي من مكان احتجازه في حراسة ميليشيا الزنتان إلى سلطة الدولة».