انتهز وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل فرصة انعقاد منتدى بشأن الأمن في آسيا يحضره وفد عسكري صيني أمس السبت (1 يونيو/ حزيران 2013) في سنغافورة، ليتهم بكين بالتجسس الإلكتروني، في ظاهرة تتسع وتثير قلق واشنطن.
وبهدف الضغط على السلطات الصينية على ما يبدو قبل قمة بين الرئيسين باراك أوباما وشي جينبينغ الأسبوع المقبل، أكد وزير الدفاع الأميركي من جديد أن الاقتطاعات في موازنة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لن تؤثر على الاستراتيجية الأميركية لآسيا المحيط الهادئ.
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز الأدوات الأميركية في المنطقة وخصوصاً لمواجهة الصعود العسكري للصين. وقال هيغل أمام كبار مسئولي الدفاع في آسيا خلال المنتدى الذي ينظم سنوياً إن «الولايات المتحدة عبرت عن قلقها من التهديد المتزايد لعمليات الاختراق الالكترونية التي يرتبط بعضها بالجيش والحكومة الصينيين على ما يبدو».
ويحضر المنتدى عدة وزراء وكذلك عسكريون صينيون بينهم أحد خمسة نواب رئيس الأركان، الجنرال تشي جيانغو.
وقال هيغل «علينا الاعتراف بالحاجة إلى قواعد سلوك مشتركة في عدد كبير من المجالات»، مؤكداً في الوقت نفسه أن تشكيل مجموعة عمل أميركية صينية بشأن الانترنت «أمر إيجابي».
وكان البنتاغون تحدث في تقرير قدمه إلى الكونغرس مطلع مايو الماضي عن حملة واسعة للتجسس المعلوماتي تقوم بها بكين لجمع تفاصيل عن البرامج الدفاعية الأميركية.
وتأتي اتهامات هيغل بعد أيام من الإعلان عن نجاح قراصنة صينيين في اختراق أنظمة معلوماتية تتضمن معطيات عدة أنظمة أميركية للأسلحة. ونفت بكين كل هذه الاتهامات.
ويفترض أن يبحث الرئيس الأميركي الذي تحدث عن مناقشات «حادة» مع الصينيين بشأن التجسس الالكتروني، هذه المسألة مع نظيره الصيني في القمة التي ستجمعهما في السابع والثامن من يونيو في كاليفورنيا.
وفي تحذير مبطن، أكد تشاك هيغل أن الولايات المتحدة ستواصل عملية «إعادة التوازن» في الوسائل العسكرية الأميركية في آسيا المحيط الهادئ على الرغم من الاقتطاعات الآلية في ميزانية البنتاغون والتي قد تصل إلى 500 مليار دولار على مدى عشر سنوات. وقال محذراً إنه «سيكون من التهور تصور أن التزامنا في آسيا لا يمكن أن يستمر، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار انه حتى في أقصى السيناريوهات المرتبطة بالموازنة، سيبقى الجيش الأميركي يمثل أربعين في المئة من نفقات الدفاع العالمية».
العدد 3921 - السبت 01 يونيو 2013م الموافق 22 رجب 1434هـ