العدد 3924 - الثلثاء 04 يونيو 2013م الموافق 25 رجب 1434هـ

كيري يدعو إسرائيل لاستئناف المفاوضات محذراً من أنها قد تكون الفرصة الأخيرة للسلام

وجه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري تحذيراً قوياً لإسرائيل لكي تستأنف مفاوضات السلام المجمدة منذ فترة طويلة مع الفلسطينيين معتبراً أنه في حال فشلت الجهود الحالية لإحياء عملية السلام فقد لا تكون هناك فرصة أخرى.

وقال كيري الإثنين أمام منتدى تنظمه الجالية اليهودية الأميركية في واشنطن «الوقت يمر بسرعة. إذا لم ننجح الآن فلن يكون أمامنا ربما فرصة أخرى» للتوصل إلى السلام.

ويأتي تحذير كيري فيما أشارت تقارير إلى أنه يخطط للعودة إلى الشرق الأوسط في غضون أيام في رحلته الخامسة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ أن أطلق جهود إحياء المفاوضات في مطلع فبراير/ شباط.

وأضاف كيري في خطاب أمام مئات الأشخاص في واشنطن توجه فيه مباشرة إلى السلطات والشعب الإسرائيليين «لا يمكننا أن ندع المستقبل رهينة خيبات آمال الماضي. لا يمكننا أن نجعل انعدام السلام نبوءة تتحقق من تلقاء نفسها».

وحث كيري في خطابه الحاضرين على تصور ما قد يحصل في حال فشلت جهوده للسلام قائلاً إن «غياب السلام يتحول إلى نزاع دائم».

وأضاف «سوف نجد أنفسنا في حلقة مفرغة من الهجمات والأعمال الانتقامية التي ستغلق، بكل ما للكلمة من معنى، الباب أمام حل الدولتين»، مشدداً على أن الجمود الراهن «هو ببساطة لا يحتمل».

وشدد كيري في خطابه على حل الدولتين، مؤكداً أن «حل الدولة الواحدة هو ببساطة غير موجود لأي من الطرفين».

وتابع أن «الحملة المغرضة لنزع الشرعية عن إسرائيل ستأخذ زخماً».

وحين قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، صوتت تسع دول فقط ضد ذلك. وحذر كيري من أنه المرة المقبلة يمكن أن تعارض دول أقل مثل هذه الخطوة.

وخلال الأشهر الأربعة الماضية، خاض وزير الخارجية الأميركية دبلوماسية مكوكية تهدف إلى إيجاد طريقة لاستئناف المحادثات المباشرة بين الطرفين المعلقة منذ أواخر 2010.

وقام بزيارة القدس ورام الله في 23 و 24 مايو/ ايار في إطار زيارته الرابعة إلى المنطقة خلال شهرين، وهو نفس عدد الزيارات التي قامت بها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال ولايتها لأربع سنوات.

وشدد كيري على أنه يعتمد استراتيجية بعيدة عن الأضواء قائلاً إنه لن يكشف عن أطر خطته قبل أن يتخذ الطرفان القرارات الصعبة للعودة إلى طاولة المفاوضات.

وأكد أنه «مع اعتماد الخيارات الصائبة والتحلي بالشجاعة والتصميم الكافيين، سيكون هناك مستقبل مختلف جداً محتمل لإسرائيل».

وتعهد بأن «السلام سيأتي بثمار» للإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال «اؤكد لكم بأن دولة فلسطينية مستقرة مع حدود مضمونة واقتصاد مزدهر ستقوي أمن إسرائيل ومستقبل إسرائيل».

وتابع كيري أن «حل هذا النزاع ستكون له بالنسبة للطرفين نتائج شاملة وسيكون في مصلحة الجميع. والعكس صحيح. وعدم حله سيؤدي إلى عواقب خطيرة للطرفين».

وبعدما أقر بوجود شكوك عميقة، قال إنه يجب على الجميع اقتناص الفرصة المتاحة.

وتابع «في هذا النزاع، من غير المضمون أن يكون الغد مثل اليوم. والذين يعتقدون بذلك لأن هناك جدار ولأن هناك أمن أكثر وأشخاص أقل يصابون إنما يخدعون أنفسهم بأن هذا الأمر يمكن أن يستمر. الواقع أنه لا يمكن أن يستمر».

وحذر أيضاً الإسرائيليين من عواقب السماح بانهيار السلطة الفلسطينية معتبراً أن ذلك قد يؤدي إلى انتفاضة جديدة.

وقال كيري «فشل القيادة الفلسطينية الحديثة سيؤدي إلى ظهور ما نريد تجنبه. التطرف نفسه في الضفة الغربية الذي شهدناه في غزة وبعض أقسام جنوب لبنان».

ويشترط الفلسطينيون لاستئناف المفاوضات وقف الاستيطان واعتراف إسرائيل بحدود ما قبل حرب 1967 كأساس للمفاوضات، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معتبراً هذه المطالب «شروطاً مسبقة» يجب على الفلسطينيين أن يتخلوا عنها لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ سبتمبر/ أيلول 2010.

العدد 3924 - الثلثاء 04 يونيو 2013م الموافق 25 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً