العدد 1564 - الأحد 17 ديسمبر 2006م الموافق 26 ذي القعدة 1427هـ

العاهل: لن نسمح لفئة بالسيطرة على أخرى

في حديثه إلى رؤساء تحرير الصحف المصرية عن الشأن البحريني:

أوضح عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة فى حديث إلى رؤساء تحرير الصحف المصرية ووكالة أنباء الشرق الأوسط أثناء استقباله لهم فى المنامة أمس الأول (السبت) في رده على سؤال بشأن مقاطعة المعارضة فى البحرين لجلسة افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة أمس الأول احتجاجاً على تشكيل الحكومة: أن «ما حدث فى افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة أن نواباً معينين لم يريدوا حضور الجلسة حتى يتفاهموا مع إخوانهم على المناصب وهذا حقهم، وإذا حضروا تحدث التعددية التي نؤيدها أما إذا لم يحضروا تكون التعددية ناقصة ويكون المواطنون الذين انتخبوهم غير ممثلين في البرلمان».

وقال الملك إنه «حتى الأطراف المعارضة هنا لها ولاء لنا وللدولة، والوزراء ليسوا أعضاء في البرلمان حتى يكون البرلمان أكثر ديمقراطية»، مشيراً إلى أن النواب يسنون التشريعات ثم يرفعونها إلى «الشورى» الذي يرفعها إلى الحكومة لتبدي ملاحظاتها قبل إقرارها.

وأكد أن «الملك ليست لديه سلطة دكتاتورية على التشريعات ولا الحكومة أو المجلس النيابي، وإذا أرادت فئة أن تسيطر على البرلمان فماذا عن باقي الفئات؟ وخصوصاً أن البحرين بلد صغير ولا يقبل أن يسيطر حزب واحد أو فئة واحدة على الآخرين وعلى الجميع أن يعبروا عن آرائهم بحرية كاملة».


العاهل في حديث إلى رؤساء تحرير الصحف المصرية:

البحرين تشتمل على التعددية ولن نسمح لفئة بالسيطرة على أخرى

المنامة - أ ش أ

قال عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في حديث إلى رؤساء تحرير الصحف المصرية ووكالة أنباء الشرق الأوسط أثناء استقباله لهم في المنامة أمس الأول (السبت) في رده على سؤال بشأن مقاطعة المعارضة في البحرين لجلسة افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة أمس الأول احتجاجاً على تشكيل الحكومة: «إن المعارضة لها أصول وهي موجودة في بريطانيا فقط باعتبارها جزءاً من البرلمان أما النظام في البحرين فيشتمل على التعددية بحيث لا نسمح لفئة أن تسيطر على الأخرى، ولا يوجد ما يسمى بالحزب المعارض إلا في بريطانيا».

وأوضح أن «ما حدث في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة أن نواباً معينين لم يريدوا حضور الجلسة حتى يتفاهموا مع إخوانهم على المناصب وهذا حقهم، وإذا حضروا تحدث التعددية التي نؤيدها أما إذا لم يحضروا تكون التعددية ناقصة ويكون المواطنون الذين انتخبوهم غير ممثلين في البرلمان».

وقال الملك إنه «حتى الأطراف المعارضة هنا لها ولاء لنا وللدولة، والوزراء ليسوا أعضاء في البرلمان حتى يكون البرلمان أكثر ديمقراطية» مشيراً إلى أن النواب يسنون التشريعات ثم يرفعونها إلى الشورى الذي يرفعها للحكومة لتبدي ملاحظاتها قبل إقرارها».

وأكد أن «الملك ليست لديه سلطة دكتاتورية على التشريعات ولا الحكومة أو المجلس النيابي، وإذا أرادت فئة أن تسيطر على البرلمان فماذا عن باقي الفئات؟ وخصوصاً أن البحرين بلد صغير ولا يقبل أن يسيطر حزب واحد أو فئة واحدة على الآخرين وعلى الجميع أن يعبروا عن آرائهم بحرية كاملة».

وقال العاهل: «إن السلطة القضائية مستقلة تماماً والنواب يشاركون في التشريع، وأنا رأس السلطة التنفيذية ورئيس السلطات الثلاث».

وفي ضوء الانتخابات الأخيرة قال جلالته: «إن أي نجاح في أي جزء من العالم العربي هو نجاح للجميع، إذ يعكس المستوى الحضاري في الإدارة والانفتاح والشفافية».

وأضاف العاهل أن «الأمر أصبح مهماً ولابد من الاستفادة من دروس الماضي، ومن المهم في أي تجربة ديمقراطية أن تكون نابعة من البلد نفسه ومن قيمه ومبادئه وآماله وكفاحه وماضيه، ولا يمكن أن نستورد شيئاً (معلباً) من الخارج ونعتمده لأوضاعنا الداخلية وقد سرنا بهذه الروح في البحرين بانفتاح وشفافية ولا توجد أسرار ولابد من الرؤية الواضحة».

وأوضح جلالته أن «المشكلة عندما تحاول تبرير أمر لا يجب أن يكون، وتحاول إيجاد المبرر له إعلامياً أو رسمياً، أما الشيء الذي يأتي من مبدأ نبيل ومعرفة مع بعض الجرأة تكون الأمور أفضل».

وقال: «لقد سرنا مع الأغلبية، ووجدنا أنها متفهمة للأمور وليس شكا في تفهم الانفتاح والحملات الانتخابية وتقبل النتائج، المهم الصالح العام للبلاد وهذا ما وجدناه في صالح البحرين وأدى إلى ثقة متبادلة، وحين هيأنا الظروف والقوانين الضامنة للمال والاستثمار أقدم الناس على الاستثمار في القطاع الخاص وهذه ظاهرة صحية، إذ إن الحكومات لا تستطيع القيام وحدها بكل شيء ولابد من دور مهم للقطاع الخاص».

وأشار إلى أن «بعض الأنظمة لاتزال تقيد حركة الناس، والبعض يتطلع لانفتاح أكثر من اللازم، ولكن المهم التوازن في كل شيء بين الاقتصاد الحر حتى لا يؤدى إلى التضخم وارتفاع الأسعار والمسألة ترتبط بالعرض والطلب».

وقال العاهل: «لقد أنشأنا في البحرين المجلس الاقتصادي برئاسة ولي عهد البحرين وله خبرة جيدة في هذا المجال، ويتولى إدارة الاقتصاد في المملكة، والمؤشرات الأولية تشير إلى تطور الاقتصاد الذي يؤدي إلى الاستقرار السياسي».

وبشأن الضمانات الموجودة في البحرين لضمان تطبيق ديمقراطية سليمة بعيداً عن الطائفية، قال العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة: «إن الأعداء هم الذين يستفيدون من التشرذم والطائفية، وضماناتنا في هذا الصدد هي المستوى العلمي لغالبية شعب البحرين، كما أن القوانين تؤكد الواجب الوطني».

وأكد العاهل أن «الوعي الموجود لدي المواطنين هو الضمانة في مثل هذه الأمور، ومن واجب التعليم والإعلام الحديث في هذه الأمور والتحذير من مخاطر الانقسامات التي تضعفهم وتضعف دولتهم». مشيراً في هذا الصدد إلى الوضع الراهن في العراق، إذ إن عراق اليوم ليس كما كان من قبل وأصبح لا يستطيع القيام بدوره ولكن عندما يصبح تحت قيادة واحدة يستعيد دوره المنشود.

وأكد جلالته أهمية العلاقات المتميزة بين البحرين ومصر والتي تدعمها العلاقات والمشاورات المستمرة مع الرئيس حسني مبارك بشأن القضايا التي تهم الأمة العربية عموماً، ومنطقة الخليج خصوصاً. مشيراً إلى أن: «مصر مسئولة مع أشقائها العرب عن الأمن العربي وقد ساهمت بالمال والرجال طوال تاريخها ولم تتردد يوماً واحداً في دعم قضايا الأمة العربية». موضحاً أن التنسيق بين مصر ودول الخليج العربية مستمر وهناك مناورات مشتركة بين الجانبين في إطار التعاون العربي المشترك.

وأضاف أن «لمصر دوراً مهماً في الأمن العربي ككل، ومنطقة الخليج جزء مهم من الأمة العربية، ومصر سند لدول الخليج وقاعدة أساسية في الأمن العربي وهذا شيء متفق عليه، وعندما تتحدث مصر يستمع إليها الجميع».

ونوه العاهل بأن «موقف مصر أيام احتلال العراق للكويت كان أحد الأمثلة المهمة على دورها في منطقة الشرق الأوسط». معرباً عن أمله في ألا يتكرر ما حدث من العراق للكويت مع أية دولة أخرى.

وبشأن ما يتردد بين الحين والآخر عن وجود أطماع إيرانية في منطقة الخليج... قال جلالته إنه «لا توجد مثل هذه الأطماع ولم يصدر من إيران ما يشير إلى وجود مثل هذه المطامع، بل شاهدنا العراق يغزو الكويت ويحاول احتلالها والسيطرة عليها».

وأضاف العاهل أن «هناك تعاوناً مشتركاً مع إيران، من دون أي تدخل في شئوننا الداخلية وفى إطار قوانين كل دولة والتي تنظم هذا التعاون». واصفاً العلاقات بين دول الخليج وإيران بأنها «طبيعية وجيدة»، مشيراً إلى أنه على رغم وجود مشكلة الجزر الثلاث بين إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة فإن حجم التجارة بين البلدين يصل إلى 20 مليار دولار.

وأردف الملك حمد بن عيسى قائلاً: «إننا دعاة سلام ونسعى إلى تنمية وتطوير بلادنا من دون الدخول في صراعات أو حروب»... مشيراً إلى أن «الحرب العراقية الإيرانية كانت طاحنة، وراح ضحيتها مئات الآلاف من الجانبين، ولم تطلب أية دولة خليجية من العراق دخول هذه الحرب، كما كان يروج البعض أن هذه الحرب دفاع عن دول الخليج ضد أطماع إيران».

وأشار إلى أن «قرار العراق دخول الحرب مع إيران كان لأسباب بين البلدين وانتهت إلى ما انتهت إليه».

وبشأن تداعيات قضية الملف النووي الإيراني، وأثرها على منطقة الخليج قال جلالته: «إن الجميع يتجه الآن إلى التقنية النووية السلمية كما أعلنت مصر عن ذلك أخيراً». وأضاف أن تحقيق مستوى جيد من التقدم والاستعداد يعطى القوة لمواجهة جميع الأطماع من مختلف الاتجاهات»، مشيراً إلى أن «إيران لديها اليوم مشاكل في الاقتصاد والعمالة والأمن وهي تحاول حل هذه المشاكل بالتعاون مع جيرانها ولها صلات قوية بالبحرين والإمارات وقطر وسلطنة عمان والكويت، كما أن هناك اتفاقات تجارية وأمنية بين السعودية وإيران».

وقال عاهل البحرين إن «هذه العلاقات مع إيران تقوم على أساس الاحترام المتبادل، كما أن دول الخليج لم تعد بسيطة أو ضعيفة ولا يمكن ابتلاعها من أي قوة، كما أن التجارب علمتنا أن العمل العسكري لا يمكن أن يحسم قضية، ولنا في ذلك أمثلة كثيرة، فالعدوان الإسرائيلي الأخير على جنوب لبنان أسفر عن تدمير البنية التحتية، وألحق خسائر كبيرة بالبشر والاقتصاد اللبناني، ولم يحسم القضية، وغير ذلك من الأمثلة الكثير... في فلسطين والعراق وغيرهما من المناطق». مشيراً إلى أن «إيران كانت لها أطماع في منطقة الخليج أيام حكم الشاه لأنه كان يطالب باحتلال العديد من الجزر في الخليج وانتهى الأمر الآن، كما أن دول الخليج تمكنت من تقوية نفسها، وتدعيم قوتها الذاتية، ووصلت إلى مستوى متقدم في هذا المجال، كما أن قرار دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم الأخيرة بتنمية الطاقة السلمية النووية قرار سليم جداً في إطار الاتجاه لإنتاج طاقة بديلة بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، وقد أيدنا مشروع إيران السلمي في هذا الاتجاه» .

وردا على سؤال بشأن الوضع في العراق، وكيفية الخروج من المأزق الراهن، قال جلالته: «إن الوضع الحالي في العراق مؤسف للغاية، إذ تحولت قوات ما سمي بتحرير العراق إلى قوات احتلال، وكان هذا هو أحد أهم أسباب تقسيم العراق».

وكشف العاهل عن أنه «ذهب إلى الرئيس الأميركي جورج بوش قبل الهجوم على العراق وأبلغه بأنه لا داعي للحرب، لأن قوات التحالف ستكسب هذه الحرب بما لديها من قوات وعتاد، ولكن السؤال هو: ماذا بعد الحرب؟».

وقال إن رأي الرئيس بوش وقتها هو أنه «سيتبع دخول هذه القوات العراق أكبر سياسة إعمار في تاريخ البشرية وسيتم بناء العراق من جديد، ولكن ما حدث الآن مختلف تماماً عما ذكره بوش وقتئذ».

كما كشف العاهل عن أنه بعد عودته من الولايات المتحدة، وتأكده من أن الحرب ستقع لا محالة في العراق، طلب من الرئيس العراقي السابق صدام حسين الحضور إلى البحرين واستعداده لاستضافته فيها، وأن يترك العراق حتى لا يقع لبلاده دمار كبير، وخسائر للشعب العراق ولكنه لم يرد ووقعت الحرب وجرى ما جرى ومازال يجري حتى الآن من دمار وقتل للأبرياء».

وقال ملك البحرين إنه «كان قد أعلن عن مبادرة لإعداد دستور للعراق تحت خيمة عربية وليس تحت خيمة الاحتلال، ووجه الدعوة إلى العراقيين للحضور إلى البحرين لإعداد الدستور الجديد من دون أي ضغوط خارجية».

وأضاف أن «الدستور الحالي يقسم العراق، وأتعجب كيف وافقوا عليه؟ وقد عرضت المساعدة وشاركنا في مؤتمرات أخرى من دون جواب، كما عقد أخيراً مؤتمر مكة للمصالحة وحضره علماء الدولة، وكنا نأمل عقده في البحرين ثم عقد اجتماع آخر في الجامعة العربية، وعادوا إلى العراق وداروا في حلقة مفرغة حتى الآن».

وأردف الملك قائلاً: «لقد كان رأينا للأميركان والإنجليز منذ بداية الأزمة أن يستفيدوا من تجربة تركيا وباكستان، وإذا أخطأ صدام حسين فهناك حلول كثيرة غير الحرب، ولكن أكبر خطأ ارتكبته الولايات المتحدة في العراق هو محاولة تطبيق نموذج (معلّب) للديمقراطية من الخارج».

وأشار العاهل إلى أن «معظم الموجودين من القيادات حالياً في العراق القادمين من الخارج كانوا يعيشون في إنجلترا، ونحن غير مطمئنين لما يجري الآن في العراق، ونأمل أن يجتاز هذه الأزمة قريباً».

وقال جلالته: «إننا لا نتفق مع الأميركيين في الأسلوب الديمقراطي الذي زعموا اتباعه في العراق، كما أن العراق الجديد الذي وعدوا به بعد رحيل صدام حسين لم يتحقق بعد ولا يمكن أن يناقش الأميركان الوضع في العراق بينما لا يناقشه العرب». معرباً عن أمله في ظهور عراق عربي مسلم قوى يقوم بدوره التنموي والحضاري.

وأضاف الملك حمد بن عيسى أن «اللوم في أزمة العراق يقع على العراقيين أنفسهم، لأن حل الأزمة لن يكون أميركياً»، مشيراً إلى أن امتداد الخطر من العراق إلى الخليج هاجس يؤرق دول الخليج.

وأردف العاهل قائلاً: «إننا نتألم لما يجري في العراق لأن بيننا صلات جوار ونسب وعلاقات، ونأمل في عودة الأمن والاستقرار للعراق في أقرب وقت».

وطالب العراقيين بالمصالحة فيما بينهم، وإجراء الحوارات لحل الخلافات، مشيراً إلى أن الأجندات مختلفة، والعراق مقسم ولو تم الاتفاق على رأي صحيح فإننا نؤيده ولو اتفق المجتمعون على شيء مشترك لوحدة التراب العراقي لكنا اتفقنا معهم، ولكن للأسف كل يبحث عن مصلحته، متسائلاً: ما هو ذنب الشعب العراقي في كل ما يجرى ونحن نتألم لما نشاهده؟.

وأعرب جلالة الملك حمد بن عيسى عن أمله في أن يتفق العراقيون لصالح بلادهم وشعبهم.

وبشأن رؤيته لما يجري في العالم العربي وخصوصاً في لبنان وفلسطين، قال العاهل: «إن ما يجري في لبنان يجعلنا نسعى دائماً للمساعدة والأمر بأيدي اللبنانيين ولا نستطيع التدخل في شئونهم الداخلية، وأعتقد أن الأمور تسير في اتجاه المصالحة ونحن ندعوهم دائماً للحوار الوطني من أجل مصلحة بلادهم».

وبالنسبة إلى ما يجري في فلسطين، قال عاهل البحرين: «نحن ندعو باستمرار لوحدة الفصائل الفلسطينية منذ بداية المشكلة، ونحن دعاة سلام مثل مصر ولا نريد إلا السلام وصالح الجميع».

وأردف جلالته قائلاً: «ندعو الفلسطينيين للاتحاد فيما بينهم، وندعو الإسرائيليين لتسهيل أمور السلام، أما التصعيد فإنه لا يفيد السلام أو الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ونحن نريد السلام الشامل والعادل في المنطقة».

وأكد العاهل أن «الأوضاع الحالية لا تخدم القضية الفلسطينية بل تخدم الجانب الآخر، الذي ننصحه دائماً بتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني» متسائلا: «لماذا تخاف (إسرائيل) من السلام والعرب دائماً دعاة سلام؟».

وقال: «إن المشكلة الحالية بالنسبة للفلسطينيين تتمثل في عدم الاتفاق فيما بينهم»، مؤكداً أن الاتفاق يخدم القضية الفلسطينية بالدرجة الأولى.

وبشأن تصوراته للأوضاع في الأراضي الفلسطينية بعد دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، قال العاهل البحريني: «إنه من الصعب تقييم التصرفات الفلسطينية تحت الاحتلال، ولو كانت فلسطين مستقلة ولها كيانها لكان من الممكن تقييم أوضاعها، أما اليوم وهي تحت الاحتلال فإن الأمر مختلف ونحن ندعوهم للاتفاق فيما بينهم ولا أعتقد أن هناك شعباً ترك الكفاح ونال استقلاله».

وأضاف عاهل البحرين «إن الكفاح قد يكون سلمياً أو دموياً، ونحن نؤيد الكفاح السلمي، وقد صبرنا على الاحتلال في الخليج أكثر من 150 عاماً حتى حصلنا على استقلالنا»، وقال: «إن ثروة الخليج لا يمكن أن تكون للخليج فقط بل هي ثروة عالمية، ويجب أن نطوي صفحة الماضي ونتفرغ للتنمية والرخاء».

وأشار إلى أنه «لم يتبقَ في العالم الآن احتلال عسكري لأراضي الغير سوى في الشرق الأوسط في فلسطين والعراق وأفغانستان»، مشيراً إلى أن «الحروب تؤدي إلى الدمار ولا يمكن لـ (إسرائيل) أن تكسب في حربها ضد فلسطين».

وقال عاهل البحرين إن «أميركا والقوات الدولية لن تربح في حربها في العراق وأفغانستان، ولابد من التفاهم بين الشعوب من أجل التنمية»، مشيراً إلى ما حدث في فيتنام على سبيل المثال من حروب ودمار، وأصبح هناك تعاون تجاري واقتصادي وثيق الآن بين فيتنام والولايات المتحدة.

وبشأن مشاوراته المستمرة وعلاقاته مع الرئيس حسني مبارك، قال جلالته إن «الرئيس مبارك يحظى باحترام وتقدير البحرين مملكة وشعباً وقد فعل الكثير من أجل البحرين والأمة العربية ولا يدخر وسعا لتحقيق الخير للأمة العربية، ومصر دولة كبيرة نقدرها ونحترمها وساعدتنا كثيراً بخبراتها في مختلف المجالات وتقف إلى جانبنا».

وأضاف العاهل أن «العلاقة مع الرئيس مبارك بدأت منذ أيام الوالد الشيخ عيسى رحمه الله، وقد واصلت المسيرة معه ويجمع بيننا قاسم مشترك هو حب الطيران، وعندما كان الرئيس مبارك في القوات الجوية وفي طريقه إلى الهند يتوقف في البحرين للتزود بالوقود وكان يقول إن الخدمات الجوية في البحرين من أفضل الخدمات التي يجدها في العديد من المطارات».

وأشار إلى أن «الرئيس مبارك أنجز الكثير في مصر، ونحن دائماً نتطلع إلى ما يجرى في مصر ونستفيد منه ولا نستغني عن مصر وخبرائها وعروبتها ومواقفها الداعمة للبحرين ونحن بلد واحد».

وقال: «إن الرئيس مبارك يكفيه أنه كسر قدسية التمسك بالرئاسة وفتح المجال أمام الانتخابات الرئاسية وأصبح الوضع واضحاً في مصر»، مضيفاً: «في العالم العربي الأنظمة الجمهورية أكثر من الملكية، وظلت الملكيات تعدل من أوضاعها بينما نسيت الجمهوريات نفسها فتقدمت الملكيات وتأخر الباقون، وحققت مصر تقدماً كبيراً عن كل الجمهوريات، وهي تعدل الآن أمورها الاستراتيجية والوطنية بشكل مرض جداً للمراقب من الخارج مقارنة بما يجرى في جمهوريات أخرى».

وبشأن المشروعات المستقبلية في البحرين، قال الملك حمد بن عيسى إن «هناك العديد من المشروعات الاقتصادية والسياسية والاستثمارية إضافة لمشروع إقامة جسر جديد مع قطر على غرار جسر البحرين - السعودية إضافة لإقامة فرع لجامعة القاهرة في البحرين ومشروعات لتوسعة المطار وإدارة أفضل للموانئ»?

العدد 1564 - الأحد 17 ديسمبر 2006م الموافق 26 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً