كشفت الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين (السبت والأحد) عن سوء تخطيط وتصميم الشوارع والطرق الرئيسية والأزقة والممرات الواقعة في مختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى ضعف شبكات الصرف الصحي في بعض المناطق.
إلى ذلك، كشف أحد المسئولين في الأرصاد الجوية بشئون الطيران المدني عن أن كمية الأمطار التي شهدتها المملكة منذ يوم أمس (الأحد) لم تشهدها منذ عقود، كما أن تلك الكمية من الأمطار الغزيرة فاقت الرقم الذي سجله شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام 1974.
ومن جهته، شكا عضو المجلس البلدي عن الدائرة السادسة في محافظة الوسطى صادق ربيع من عدم تعاون وزارة الأشغال والإسكان مع المجلس البلدي، موضحاً أن وزارة «الأشغال» عطلت مشروع البيوت الآيلة للسقوط مدة 4 أعوام.
وذكر ربيع أن وزارة شئون البلديات والزراعة أبدت تعاونها مع المجالس البلدية، مفيداً أن المجلس البلدي بالتنسيق مع وزارة الشئون البلدية سيقوم اليوم (الإثنين) باستئجار صهاريج من المملكة العربية السعودية لشفط مياه الأمطار التي ملأت شوارع المملكة.
وفي الديه سقط جزء كبير من سقف منزل لعائلة بحرينية مكونة من 6 أشخاص بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت أمس (الأحد) على أرجاء المملكة.
الوسط - عادل الشيخ، علي طريف
كشفت الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين (السبت والأحد) سوء تخطيط وتصميم الشوارع والطرق الرئيسية والأزقة والممرات الواقعة في مختلف مناطق المملكة، كما كشفت افتقار بعض المناطق إلى شبكات صرف صحي، ما جعل الوضع فيها محرجاً وغير صحي بعد أن طفت بعض الأوساخ من تلك المجاري لتغزو بيوت المواطنين، إضافةً إلى انتشار الروائح الكريهة في تلك المناطق. وزارة الكهرباء والماء (وخصوصاً قسم طوارئ الكهرباء) لم تنجُ من سيل شكاوى المواطنين هذا الشتاء، بعد أن اعتقدت أن وتيرتها هدأت إثر صيف ساخن. مواطنون كثر شكوا انقطاعاً للتيار الكهربائي بعد هطول تلك الأمطار، في حين رد قسم طوارئ الكهرباء على استغاثاتهم بموسيقاه المعهودة، ما أدى إلى إثارة غضب الأهالي.
وامتدت الشكاوى إلى المجالس البلدية، و«الإسكان»، بعد أن أوصل المواطنون شكواهم من عدم تسجيل منازلهم ضمن البيوت الآيلة للسقوط على رغم قدمها، أو من عدم جعل بيوتهم (الإسكانية وغير الإسكانية) ضمن خطة الترميم أو إعادة البناء، بعد أن أصبحت تحوي بركاً للماء بدلاً من أن تكون غرفاً للنوم والجلوس.
وفي هذا الصدد، أشار المواطنون الشاكون إلى تصريحات وتوجيهات رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة قبل يومين والتي حثّ فيها المسئولين والوزراء على النزول إلى الشارع والاستماع إلى شكاوى وملاحظات المواطنين، واستقبالهم بصدرٍ رحب. وطالبوا عبر «الوسط» المسئولين بتفعيل تلك التوجيهات، وتطبيقها على أرض الواقع.
يشار إلى أن الأمطار التي هطلت يوم أمس ويوم أمس الأول بكثافة على أرجاء المملكة تسببت في الكثير من المشكلات للمواطنين. وكشفت الكثير من العيوب في الطرق، وخصوصاً للقاطنين منهم في البيوت الآيلة للسقوط أو التي تقع في مستوى أدنى من البيوت الأخرى، ما يؤدي إلى تجمع المياه بالقرب منها.
مواطنون يستنجدون بـ «الوسط»
إلى ذلك، تلقت «الوسط» الكثير من الاتصالات من المواطنين من مختلف مناطق المملكة يشكون فيها مما سببته الأمطار من تلفيات لهم في منازلهم القديمة أو الآيلة للسقوط التي كان بعضها مسجلاً ضمن قوائم البيوت الآيلة للسقوط والتابعة للمجالس البلدية، وأخرى لم ينلها الحظ لتسجل ضمن تلك القوائم، أو أن تلك الاتصالات كانت تشكو من سوء تخطيط وتصميم الشوارع والطرق العامة والأزقة. من جانبهم، تحدث الكثير من المواطنين عن المشكلات التي أصابت منازلهم، وهنا تستعرض «الوسط» بعض تلك الحالات، وتعتذر لبقية المواطنين المتصلين عن عدم نشرها شكاواهم لكثرتها.
شكا المواطن حمد عيسى الدوسري الوضع: «استأجر والدي كراجاً للسيارات للنوم فيه بعد غزو مياه الأمطار سبع غرف من منزلنا الذي أصبح مكاناً غير مناسب للجلوس».
مواطن آخر، يدعى علي أحمد راشد من منطقة مدينة عيسى قال: «مستوى منزلي هابط عن عددٍ من المنازل، ما جعل الماء يتجمع بكثافة ويدخل إلى داخله من جميع الاتجاهات، حتى وصل ارتفاع الماء إلى ثلاثة أقدام، الأمر الذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي».
أما المواطن رمضان علي سهوان من منطقة مدينة عيسى فأوضح أن مياه المجاري دخلت إلى المنزل بعد امتلائها بمياه الأمطار، ما أدى إلى أن تطفو الأوساخ على الشوارع العامة، ومن ثم إلى المنازل الواقعة على مستوى هابط من الأرض، لافتاً إلى أن المياه وصلت إلى داخل عدد من غرف المنزل.
المواطنة زينب حسن حسين من منطقة السنابس اشتكت الوضع حاكية لـ «الوسط»: «هطول الأمطار تسبب في انفجار الكهرباء بالمنزل، وموظفو طاقم الطوارئ التابعون لوزارة الكهرباء والماء قاموا بإزالة المحوّل وقطع التيار لاختراق مياه الأمطار جدران وأسقف المنزل، ما يجعل ربط التيار الكهربائي بالمنزل خطراً»، موضحة أن المنزل يقطنه 18 شخصاً.
المواطن رياض عباس أحمد من منطقة بني جمرة أكد أن منزلهم من دون تيارٍ كهرباء بسبب هطول الأمطار، مضيفا أن مياه الأمطار تتساقط من المراوح والجدران ومن كل مكان في المنزل، موضحا أن المنزل مسجل ضمن البيوت الآيلة للسقوط.
أما المواطنة أم محمد من منطقة البلاد القديم فقالت إن مياه الأمطار اخترقت جميع أنحاء المنزل، مضيفة «مشكلتي بدأت منذ العام 2004 وحتى الآن لقدم منزلي، إذ بادرت بالتسجيل ضمن البيوت الآيلة للسقوط إلا أن الجهة المعنية لم توافق على طلبي، وهأنذا أعاني من بركةٍ من الماء».
مواطن آخر من منطقة سفالة بسترة (مجمع 609) أوضح أن بعض البيوت انقطع عنها التيار الكهربائي منذ 3 أيام، وبعضها لأكثر من يوم، مشيراً إلى أن بعض المحطات وما يسمى بـ «فولتات» غرقت في بركٍ من مياه الأمطار، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل، مضيفاً أن الأهالي وبدورهم قاموا بالاتصال عدة مرات بقسم طوارئ الكهرباء، إلا أن الأهالي لم يلقوا أية ردود، كما شكا أهالي منطقة واديان بسترة من انقطاع التيار الكهربائي للسبب ذاته.
ربيع: الوضع كارثة... ومواطنون باتوا في المساجد
من جهته، قال عضو المجلس البلدي عن الدائرة السادسة في المحافظة الوسطى صادق ربيع إن الكثير من المواطنين قضوا ليلة أمس الأول في دور العبادة وفي سياراتهم وفي بيوت أقربائهم بسبب اقتحام الأمطار منازلهم، وأضاف «أن البحرين تعيش في كارثة بسبب المشكلات التي سببتها الأمطار».
وتساءل ربيع عن رجال الشرطة والدفاع المدني ورجال قوة الدفاع في المساهمة في التقليل من هذه الكارثة ومساعدة المجتمع في ذلك، ذاكراً أن وزارة شئون البلديات والزراعة أبدت تعاونها مع المجالس البلدية، مفيداً أن المجلس البلدي وبالتنسيق مع وزارة الشئون البلدية سيقوم اليوم (الاثنين) باستئجار صهاريج من المملكة العربية السعودية لسحب مياه الأمطار التي ملأت شوارع المملكة.
وفي الآن ذاته، شكا ربيع عدم تعاون وزارة الإسكان والأشغال مع المجلس البلدي، موضحا أن الوزارة عطلت مشروع البيوت الآيلة للسقوط لمدة أربعة أعوام، مؤكداً أن المجلس البلدي سيرفع رسالة إلى جلالة الملك يطالب فيها جلالته بتحويل موازنة البيوت الآيلة للسقوط للمجالس، مرجعاً ذلك إلى عدم قدرة وزارة الإسكان والأشغال على إتمام عملية إعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط. وعقد مجلس بلدي الشمالية اجتماعاً طارئاً مساء أمس لمناقشة المشكلات البلدية التي سببها هطول الأمطار.
«الأرصاد»: الأمطار فاقت هطول ديسمبر 1974
إلى ذلك، كشف أحد المسئولين في الأرصاد الجوية بشئون الطيران المدني أن كمية الأمطار التي شهدتها المملكة منذ يوم الأحد الماضي لم تشهدها منذ عقود، كما أن تلك الكمية من الأمطار الغزيرة فاقت الرقم الذي سجله شهر ديسمبر/ كانون الأول للعام 1974، وذلك بعد أن بلغ المجموع الكلي لكمية الأمطار التي هطلت في هذا الشهر وحتى يوم الأحد (113.6 مليمترا)، ويعتبر هذا الرقم قياسياً جديداً لشهر ديسمبر، إذ كان الرقم السابق (96.2 مليمترا)، وكان ذلك في العام 1974، علماً بأن متوسط الهطول لهذا الشهر يبلغ (13.9 مليمترا). وتوقع مصدر مسئول في الأرصاد الجوية بشئون الطيران المدني أن يكون الطقس خلال اليومين المقبلين بارداً وغائماً جزئياً أحياناً، مع هبات رياح شمالية غربية من نشطة إلى قوية السرعة، ثم تبدأ بالانخفاض تدريجياً بدءاً من يوم الأربعاء المقبل.
وكانت المملكة شهدت طقساً غير مستقر يومي السبت والأحد الماضيين، إذ هطلت أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة صاحبتها هبات للرياح بلغت سرعتها 35 عقدة وخصوصاً على المناطق البحرية.
وبسبب الرياح الشمالية الغربية والأمطار المصاحبة التي تأثرت بها المملكة يوم (الأحد) فقد كان الطقس بارداً جداً مع انخفاض ملحوظ في درجة الحرارة، إذ تدنت إلى 10 درجات مئوية وقت الظهيرة، علماً بأن المتوسط اليومي لدرجات الحرارة العظمى لهذا الشهر يبلغ 22.5 درجة مئوية.
الدوسري: لا حوادث بليغة
أوضح مدير الثقافة المرورية في الإدارة العامة للمرور موسى الدوسري لـ «الوسط» أن حركة السير ليوم أمس (الأحد) كانت أكثر من طبيعية، وذلك لعدم وجود كثافة سيارات من الصباح حتى فترة الظهيرة، إذ كانت الحركة شبه معدومة. وقال الدوسري: «المشكلة تكمن في وجود بعض الشوارع التي تعاني من كثافة تجمع مياه الأمطار، وفي هذه الحال يكون هناك تنسيق بيننا وبين دائرة المجاري على أساس تحديد الشوارع التي عادةً ما تكون فيها نسبة المياه كثيفة وعالية جداً بحيث تؤثر على حركة السير»، مضيفاً «وبعد تحديد تلك الشوارع تقوم إدارة المجاري بإرسال عددٍ من الصهاريج للقيام بعملية سحب المياه». وعلى الصعيد ذاته، بيّن الدوسري أن 12 إشارة ضوئية في مختلف المحافظات الخمس تعطلت يوم أمس (الأحد) بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت، مشيراً إلى وجود إشارات رئيسية ضمن تلك الإشارات الضوئية المتعطلة التي من بينها: إشارة تقاطع شارع واحد (بجسر سترة) المؤدي للبندر وهي إشارة مهمة وحساسة، إضافة إلى إشارة شارع القصر وهي تقع جنب «فندق الرويال» في العاصمة المنامة، وتعطل إشارة تقع على شارع أم النعسان في منطقة الرفاع، وأخرى تقع على شارع الشيخ حمد، وأخرى على شارع تقاطع اللؤلؤ، إضافة إلى الإشارة الضوئية القريبة من مبنى «بتلكو» في العاصمة المنامة بالقرب من الحديقة المائية، وكذلك تعطل الإشارة الضوئية المؤدية لمنطقة النعيم، وإشارة ضوئية أخرى في منطقة عراد.
ولفت الدوسري إلى وجود اتصال مستمر بين الإدارة العامة للمرور وإدارة تصميم وتخطيط الطرق باعتبارها الجهة المسئولة عن التحكم في الإشارات والمسئولة عن إصلاحها.
وأضاف الدوسري «لم يتم تسجيل أية حوادث بسيطة أو بليغة، سوى عددٍ من حوادث التلفيات الخفيفة التي كانت أقل من المعدل المعتاد، وذلك بسبب عدم وجود أية سيارات، وخصوصاً أن يوم أمس كان إجازة، إذ فضل كثير من المواطنين والمقيمين البقاء في البيوت لكثرة الأمطار التي هطلت على المملكة، ما ساهم في التقليل من حركة المرور وبالتالي قلة الحوادث»?
العدد 1564 - الأحد 17 ديسمبر 2006م الموافق 26 ذي القعدة 1427هـ