دمرت القوات البريطانية أمس مركزاً للشرطة العراقية في البصرة بعد أن نقلت 127 سجيناً كانت تخشى أن يقوم ضباط المركز بقتلهم، في وقت اعتقلت القوات الأميركية مسئولين إيرانيين اثنين في بغداد. وقتل أمس نحو 23 شخصاً في أعمال عنف متفرقة، بينهم عشرة بسيارة مفخخة في بغداد.

وقال الميجور تشارلي بربريدج إن القوات البريطانية وجدت آثار تعذيب على السجناء الذين استهدفت العملية ضمان أمنهم، موضحاً أن سبعة مسلحين قتلوا بعدما أطلقوا نيران مدافعهم وقذائف على الجنود البريطانيين. وأوضح أن «عدداً كبيراً منهم عليهم آثار إصابات من بينها كسور في الأيدي والأقدام وأخرى ناتجة عن إطلاق نار في السيقان وآثار حروق أو إطفاء سجائر في أجسادهم كما أن الكثير منهم لم يكن بوسعهم المشي». واحتج المسئولون الأمنيون العراقيون في البصرة بشدة على العملية التي قامت بها القوات البريطانية. وأفاد بربريدج «نشرنا عدداً كبيراً من الجنود في البصرة في ساعة مبكرة من صباح اليوم (أمس) من أجل تصفية وحدة الجرائم المهمة ومركز الشرطة الذي كانت تعمل من خلاله وحداتها». وتابع «أن وحدة الجرائم المهمة في طريقها إلى التصفية». وأوضح بربريدج أن مسلحين هاجموا طابوراً من الدبابات البريطانية كانت في طريقها إلى مركز الشرطة الواقع في منطقة الجمعيات بالبصرة. وقال بربريدج «ردينا على النيران وقتلنا سبعة مسلحين». وتابع «واجهنا بعد ذلك بعض المقاومة في مركز الشرطة نفسه وحدث تبادل لإطلاق النار، لكن لم تقع أية إصابات هناك». وأوضح أنه بعد وصولها إلى مركز الشرطة الذي يضم مقر وحدة الجرائم المهمة، قامت القوات البريطانية بتامين 127 سجيناً كانوا محتجزين هناك ووجدت على الكثيرين منهم آثار تعذيب.

على صعيد متصل، احتجت الحكومة العراقية أمس على اعتقال القوات الأميركية العراقية مسئولين إيرانيين في بغداد كانت تشتبه في أنهم يخططون لهجمات في العراق. وأكد متحدث باسم الرئاسة العراقية أن القوات الأميركية اعتقلت إيرانيين اثنين كانا قد دعيا للعراق من قبل الرئيس العراقي جلال طالباني في إطار اتفاق لبناء علاقات أمنية أفضل بين البلدين. وقال المتحدث باسم الرئيس العراقي هيوا عثمان إن «شخصين دعيا من قبل الرئيس العراقي تم إلقاء القبض عليهما من قبل الأميركيين والرئيس مستاء من الاعتقالات». وأضاف «لقد دعيا في إطار اتفاق بين إيران والعراق من أجل العمل على تحسين الوضع الأمني». وأكد عثمان اعتقال إيرانيين اثنين فقط ولكنه لم يستبعد أن يكون تم اعتقال إيرانيين آخرين. وقال «لا استطيع أن أؤكد عدد المعتقلين». ومن جهته، أكد عضو البرلمان العراقي وأحد قياديي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الشيخ جلال الدين الصغير القبض على اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين واثنين من مرافقيهما مساء الخميس الماضي أثناء عودتهم من زيارة قاموا بها إليه في مسجد براثة بوسط بغداد لتقديم واجب العزاء له في وفاة والدته.

إلى ذلك، دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني توقيف الجيش الأميركي للمسئولين الإيرانيين في العراق. وقالت وكالة مهر إن حسيني «دان هذا التوقيف غير القانوني للدبلوماسيين الإيرانيين على يد القوات الأميركية». وتابع المتحدث الإيراني أن «هذا العمل يشكل انتهاكاً صارخاً لكل الأعراف والقوانين الدولية وستكون له عواقب وخيمة».

ميدانياً، أعلن مصدر أمني أن عشرة مدنيين قتلوا وجرح 15 آخرون أمس في انفجار سيارة مفخخة في الشارع التجاري الرئيسي في منطقة بغداد الجديدة (شرق العاصمة)، وبذلك يرتفع ضحايا عمليات العنف أمس في العراق إلى 23 قتيلاً. وكان مدنيان قتلا (الاثنين) في بغداد عندما فجر انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً نفسه داخل حافلة نقل عام في حي الطالبية الواقع على أطراف مدينة الصدر.

وفي مدينة الرمادي قتل ثلاثة وجرح ثلاثة آخرون من رجال الشرطة في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف نقطة للتفتيش تابعة للشرطة.

وفي مدينة السماوة قتل ثلاثة أشخاص بينهم رجل شرطة وأصيب اثنان من رجال الشرطة بجروح جراء اشتباكات متقطعة اندلعت بين ميليشيا جيش المهدي وقوات الأمن العراقية منذ مساء الأحد في ناحية الرميثة السماوة.

وفي ناحية المحاويل جنوب بغداد قتل أربعة من رجال الشرطة بينهم ضابط برتبة مقدم، إثر هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش تابعة للشرطة وسط الناحية. وفي العمارة اغتال مسلحون صباح أمس موظفاً في الإدارة المدنية لمحافظة ميسان وهو عضو سابق في حزب البعث المنحل?