العدد 1572 - الإثنين 25 ديسمبر 2006م الموافق 04 ذي الحجة 1427هـ

قلق من تصاعد الحوادث في لبنان مع اقتراب العام الجديد

تعيش الساحة اللبنانية حالاً من الترقب والقلق والتوجس خشية تصاعد الحوادث بعد انتهاء عطلات الميلاد وعيد الأضحى ورأس السنة وإقدام المعارضة على تنفيذ تهديداتها بالتصعيد.

ويخلو الشارع اللبناني تقريباً من مظاهر البهجة بقدوم الأعياد باستثناء تلك المظاهر التي تقدم عليها بعض المحلات التجارية التي تقوم بتعليق الزينة وكتابة العبارات المرحبة بالعام الجديد وإن بدت هذه المحلات خالية من الرواد تقريباً على رغم إقدام معظمها على إجراء تخفيضات وخصومات على غير عادتها في مثل تلك الأوقات من العام نظراً إلى اعتباره موسماً للإقبال على الشراء.

وانعكست أوضاع الشارع اللبناني سلباً في استقبال المحلات التجارية والمقاهي وبعض الكافيتريات التي كانت تترقب تلك الفترة كل عام، إذ عانى معظمها هذا العام من قلة الإقبال على رغم تخفيض معظمها أسعارها وإعلان ذلك بشكل واضح في محاولة منها لجذب الرواد.

وقد فرضت عطلة الأعياد نفسها على الأجواء السياسية وامتثل معظم الفرقاء بعدم التصعيد ربما لإراحة البلاد خلال هذه الفترة لاعتبارات تتعلق بالأبعاد الروحية والاجتماعية لهذين العيدين على رغم بقاء الأزمة السياسية مفتوحة على كل الاحتمالات وليس أقلها احتمال التصعيد الذي تلوح به المعارضة والردود عليها من جانب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي أكد رفضه المطلق لهذا المنطق، معتبراً أن الحديث عن قطع طريق المطار مثل قطع شريان الهواء عن لبنان لأن الموضوع يمس حياة كل اللبنانيين وليس الحكومة أو فئة سياسية معينة من دون غيرها.

وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر مقربة من رئيس الجمهورية أن الرئيس إميل لحود لن يشارك كعادته بالقداس الذي يقيمه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير بمقر البطريركية المارونية بمناسبة عيد الميلاد، فيما أكدت أوساط القصر الجمهوري أن عدم مشاركة لحود في القداس لا تعود لأسباب أمنية، مشيرة إلى أنه جرى الاتفاق على اللقاء بينه وبين صفير في مرحلة لاحقة.

ورأت أوساط لبنانية أن تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قبيل مغادرته لبنان ربما تدفع الأطراف اللبنانية إلى تحين الفرصة للتأمل فيما يمكن أن تصل إليه التحركات لإخراج المشكلة من الشارع والتماس طريقة تسمح بتقديم كل فريق تنازلات متبادلة للخروج من النفق الذي بدا مظلماً فعلاً في غمرة هذا التحدي الإقليمي- الدولي على جبهة الملف النووي الإيراني خصوصاً والذي قد ينعكس سلباً على الأوضاع اللبنانية.

ومن هنا جاء مسعى بري إلى الإعلان عن ضرورة ألا تتوقف المساعي لإنهاء الأزمة الخطيرة التي تهدد مكاسب الاستقرار والأمن وإعادة الإعمار في الصميم إذا تمادت طويلاً في العام المقبل. ولم يكن السنيورة بعيداً عن هذا المنحى إذ أكد أن يده ممدودة إلى الجميع ما قد يتيح إمكان استئناف الاتصالات اللبنانية - اللبنانية في انتظار بلورة المزيد من الآليات الممكنة لمعاودة الوساطة العربية للتوصل إلى حل.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أراد من خلال هذه التصريحات الإيحاء بأجواء إيجابية في البلاد وعدم ترك الأمور تذهب نحو مزيد من الشحن المذهبي والتصعيد خصوصاً في فترة الأعياد. موضحة أن بري سيحاول استغلال فرصة الأعياد لفتح ثغرة في الاتصالات المغلقة عسى أن يؤدي ذلك إلى إعادة التواصل بين الأطراف اللبنانية أو فتح الباب أمام معاودة الأمين العام للجامعة العربية اتصالاته ومبادرته. وجاءت تحذيرات البطريرك الماروني بطرس صفير في رسالة الميلاد مما يحدث لتحمل قلقاً على مصير هذا الوطن. معتبراً أن التراشق الذي يحدث من كل الأطراف سيتسبب في حال من الفوضى تضاف إلى التخبط الذي يحدث?

العدد 1572 - الإثنين 25 ديسمبر 2006م الموافق 04 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً