تضاربت الأنباء ليل أمس بشأن اقتراب ساعة الصفر لإعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، فيما شاعت أنباء عن احتمال الانتهاء من إعدامه خلال ساعات أو أيام . ورجحت معلومات من مصادر مختلفة أن إعدام الرئيس المخلوع سيتم قبل ظهر اليوم (السبت)، مستندة إلى إقامة منصة تنفيذ الحكم واستحضار ممثلي الجهات الواجب حضورها، فضلاً عن إعلان أعلى درجات الاستنفار في صفوف القوات الأميركية والعراقية، واعلان حال الانذار المرتفع في كل السفارات الاميركية في مختلف البلدان. ونقلت قناة «الحرة» الأميركية عن مصدر عراقي مسئول قوله «ما لم يتم تنفيذ حكم الإعدام في صدام خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة فإنه سيتم تأجيل التنفيذ إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى».
وتوترت الأجواء السياسية العراقية في انتتظار تنفيذ حكم الإعدام شنقاً ، في حين أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الجمعة أن «لا مراجعة ولا تأخير» في قرار تنفيذ الاعدام. وتحدثت مصادر عن أن الأميركيين طلبوا من هيئة دفاع صدام تسلم أغراضه الشخصية. ومن جهته، صرح رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع أن الجانب الأميركي طلب من محاميه تسلم «الأغراض الشخصية المتعلقة بصدام أو تخويل أي شخص بتسلمها».
ومحلياً، تباينت ردود فعل البحرينيين تجاه خبر اقتراب ساعة الصفر لاعدام صدام حسين، اذ قال النائب جواد فيروز: «إن الاعدام هو المصير المحتوم لما اقترفه الرئيس المخلوع صدام حسين، فهذه نتيجة حتمية لكل الطغاة والجبابرة الذين أزهقوا الأرواح وأذاقوا الويل لشعوبهم وإن إعدامه سيسدل الستار على حقبة مظلمة من تاريخ العراق والمنطقة»، موضحاً أن «هذا الحكم كان متوقعاً لما ارتكبه الطاغية من جرائم باشرها شخصياً ويكفي إعدامه الإمام محمد باقر الصدر لكي ينال هذا الحكم».
وقال النائب عيسى أبو الفتح: «إنه مهما اختلفت الآراء بشأن ما جرى في أيام حكم صدام حسين إلا أن وضع رقبته على المشنقة ما هي إلا بداية لوضع رقاب زعماء العرب بمختلف مسمياتهم على المشنقة من قِبل أميركا وحلفائها»، مشيراً إلى أن «صدام زعيم عربي ارتكب أخطاء كبيرة، إلا أنني أختلف مع إعدامه في يوم أعياد المسلمين وهذا استهزاء بالدول العربية والإسلامية».
وأصدرت جمعية التجمع القومي الديمقراطي بياناً أدانت فيه تصديق محكمة التمييز العراقية على حكم الإعدام بحق صدام حسين، واعتبرت الرئيس العراقي «الرئيس الشرعي للعراق والقائد المجاهد».
وقال البيان «إن إعدام القائد المجاهد صدام حسين (...) بقدر ما يشكل من جريمة نكراء تتحمل مسئوليته ومسئولية ما تؤول إليه حوادث العراق الإدارة الأميركية وعملاؤها في العراق من الأحزاب الطائفية العميلة، فإن هذا الإعدام هو محاولة يائسة لإعدام النهج القومي التحرري والمشروع النهضوي القومي العربي الذي بنته قيادة العراق المناضلة وحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق».
بغداد، هلسنكي - أ ف ب، د ب أ
انتظر العراق أمس بتوتر موعد تنفيذ حكم الإعدام شنقاً للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، الذي أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الجمعة أن «لا مراجعة ولا تأخير» فيه، في وقت تحدثت فيه مصادر أن الأميركيين طلبوا من هيئة دفاع صدام تسلم أغراضه الشخصية.
وقال المالكي في تصريحات أدلى بها خلال استقباله عدداً من أسر الشهداء وبثتها قناة «العراقية» الناطقة باسم الحكومة أن «لا أحد بإمكانه نقض حكم الإعدام بحق صدام». وأضاف «لا مراجعة ولا تأخير في تنفيذ الحكم ضد صدام»، معتبراً أن «من يرفض إعدام صدام يستهين بشهداء العراق وكرامتهم».
من جهته، صرح رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع بأن الجانب الأميركي طلب من محاميه تسلم «الأغراض الشخصية المتعلقة بصدام أو تخويل أي شخص بتسلمها»، لكنه قال إن الأنباء التي تحدثت عن تسليم صدام للسلطات العراقية غير صحيحة.
وقال إن «الرئيس صدام لم يسلم للسلطات العراقية لكن كل شيء متوقع».
وأوضح متحدث باسم الجيش الأميركي اللفتنانت كولونيل كريس غارفر أن صدام يخضع لسلطة العراقيين لكن «لأسباب أمنية» لن يكشف ما إذا نقل مادياً من سجنه العسكري الأميركي. وأوضح أن صدام «قانونياً سلم إلى العراقيين منذ أكثر من عام (...) وبطلب من الحكومة العراقية أبقيناه في سجن أميركي لأسباب أمنية».
على صعيد متصل، أكد أحد أعضاء هيئة الدفاع عن صدام أمس في عمان أن «هيئة الدفاع لم تتلقَ أية معلومة بشأن موعد أو تاريخ تنفيذ الحكم». وقال المحامي عصام الغزاوي إن «هيئة الدفاع عن الرئيس صدام لم تتلقَ أي معلومة بشأن موعد أو تاريخ تنفيذ الحكم عليه». وأضاف «ليس لدينا أية معلومة ولا شيء ينص على موعد الإعدام إن كان غداً (اليوم) أو أي يوم آخر». من جانبه، قال محامٍ آخر إن صدام قابل اثنين من إخوته غير الأشقاء يوم الخميس ونقل رسائل شخصية إلى عائلته. وقال بديع عارف أحد محامي صدام إن اللقاء النادر مع أخويه من أمه سبعاوي ووطبان إبراهيم حسن التكريتي المحتجزين لدى قوات أميركية عقد تلبية لطلب صدام وتم داخل زنزانته التي تخضع لحراسة مشددة في سجن ببغداد.
إلى ذلك أكدت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الأوروبي أمس معارضتها لإعدام صدام. وقال وزير الخارجية اركي توميويا خلال مؤتمر صحافي في هلسنكي إن «الاتحاد الأوروبي يرفض عقوبة الإعدام التي يجب ألا تطبق في هذه الحال أيضاً». وحذرت مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لويز أربور مساء الخميس من الاستعجال في تنفيذ الإعدام ضد الرئيس السابق للجرائم التي ارتكبها بحق الإنسانية.
وفي اليمن دعا رئيس الوزراء اليمني عبد القادر باجمال أمس الرئيس الأميركي جورج بوش لمنع تنفيذ الإعدام، قائلاً إن مثل هذا التحرك سيؤدي إلى مزيد من العنف في العراق.
من جهته، أعلن مدير مركز قيادة الشرطة الوطنية في وزارة الداخلية العراقية عبدالكريم خلف أن قوات الأمن ستفرض إجراءات أمنية مشددة مع تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس المخلوع. وقال خلف «هناك إجراءات أمنية تتناسب مع هذا الحدث من خلال إنزال قوات أمنية تضمن عدم تعرض شعبنا لأي اعتداء».
من جهة أخرى، أشار مصدر في مكتب المالكي إلى أن «هناك تقاليد اجتماعية وقانونية تنص على عدم تنفيذ أحكام الإعدام خلال الأعياد الوطنية والدينية». وكان مسئول كبير في الإدارة الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته أعلن الخميس أن البيت الأبيض يتوقع تنفيذ حكم الإعدام بصدام في وقت قريب جداً «ربما» اعتباراً من اليوم السبت. لكن هذا المسئول أشار إلى أن القرار يعود إلى الحكومة العراقية.
ميدانياً، قتل تسعة أشخاص على الأقل بينهم إمام وأصيب ثمانية آخرون في هجوم انتحاري استهدف مسجداً للشيعة في بلدة خالص شمال بغداد كما أفادت أمس مصادر متطابقة. وقال الضابط في شرطة مدينة بعقوبة المجاورة الملازم أول محمد عبدالرزاق إن انتحارياً فجر نفسه ظهر أمس بعيد انتهاء صلاة الجمعة في مسجد الخالص. وأضاف المصدر نفسه في اتصال هاتفي من بغداد أن تسعة أشخاص قتلوا بينهم إمام المسجد خالد حميد وجرح ثمانية آخرون.
في سياق متصل، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أمس أن جندياً بريطانياً قتل في انفجار قنبلة على جانب الطريق بينما كان يقوم بدورية في البصرة?
العدد 1576 - الجمعة 29 ديسمبر 2006م الموافق 08 ذي الحجة 1427هـ