العدد 3936 - الأحد 16 يونيو 2013م الموافق 07 شعبان 1434هـ

فوز روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية يحيي دور الإصلاحيين

يرى المراقبون أن فوز حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية يسمح بعودة المعتدلين والإصلاحيين إلى الساحة السياسية بعد أن خضعوا منذ سنين عدة لضغوط غير مسبوقة.

وأوضح المحلل المقرب من المحافظين، أمير محبيان لوكالة «فرانس برس»: «أن عملية اختفاء الإصلاحيين من النظام السياسي توقفت جزئياً مع الفوز الجلي الذي حققه روحاني».

فقد انتخب رجل الدين المعتدل بغالبية 50,6 في المئة من الأصوات من الدورة الأولى وبتقدم واضح جداً بحصوله على 18,6 مليون صوت، أي أكثر بثلاث مرات من منافسه الأول رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف.

وروحاني المحافظ الذي اقترب من الرئيس المعتدل السابق أكبر هاشمي رفسنجاني يدين بفوزه إلى حد كبير إلى انسحاب الإصلاحي محمد رضا عارف، لكن أيضاً إلى دعم الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي الذي تمت تلبية دعوته إلى التعبئة.

وقال رئيس المجلس الوطني الإيراني الأميركي، مقره في واشنطن، «فيما يمسك المحافظون بالمؤسسات الرئيسية في البلاد أثبت الإصلاحيون والمعتدلون أنهم ما زالوا قادرين على القيام بدورهم بالاعتماد على مناصريهم في المجتمع».

ومنذ العام 2009 وقمع الحركة الاحتجاجية التي تلت إعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد بقي الإصلاحيون في عزلة عرضة لضغوط غير مسبوقة.

فقد تم توقيف عشرات المسئولين وإبعاد آخرين عن مناصبهم. كما وضع مرشحاهما مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذان نددا بعمليات التزوير ودعوا أنصارهما إلى النزول إلى الشارع قيد الإقامة الجبرية منذ العام 2011.

وفي الأشهر الأخيرة رفع الإصلاحيون بقيادة خاتمي رأسهم مع الاحتفاظ بقدر كبير من الحذر.

وفي هذا الصدد قال محبيان «مع فوز حسن روحاني لن يعود هناك ضغوط عليهم شرط أن يتجنبوا اختيار مواقف متطرفة».

وأضاف «إن على الإصلاحيين أن يعلموا أن تعريض روحاني الذي كان دوماً في الوسط لطلبات متمادية ومتطرفة سيقضي على الفرص التي وفرها هذا الانتخاب كما كانت الحال في عهد خاتمي».

ففي نهاية رئاسته سعى قسم من الإصلاحيين إلى دفع خاتمي لاختيار طريق المواجهة مع السلطة.

وقال مسئول معتدل لـ «فرانس برس» طالباً عدم كشف هويته «إن من أول المطالب التي بإمكان الإصلاحيين أن يتقدموا بها هو الإفراج عن موسوي وكروبي، ما سيضع حسن روحاني في موقف حساس وسيخلق له مشاكل في داخل الحكم».

وبعد الإعلان عن فوزه مباشرة مساء السبت دعا بعض المتظاهرين بين آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في وسط طهران إلى الإفراج عن هاتين الشخصيتين.

وأضاف محبيان «إن أراد تجنب المشاكل سيتعين عليه شل المتطرفين في المعسكرين (الإصلاحيين والمحافظين) وهي مهمة صعبة لا سيما وأن لدى قسم من الناخبين الذين عبأوا طاقاتهم تطلعات كبيرة للانفتاح السياسي والثقافي».

ورأى المحلل السياسي، محمد صالح صدقيان الذي مقره في طهران «إن روحاني سيستخدم بعض الإصلاحيين من أصحاب الخبرات ولكن ليس الذين كانوا ضالعين في أحداث 2009».

وتوقع أيضاً «أن يكون في الواقع للرئيس السابق رفسنجاني، تأثير كبير أكثر من الإصلاحيين في حكومة روحاني المقبلة التي ستكون حكومة وحدة وطنية».

وذلك من شأنه أن يرضي خاتمي الذي بات زعيماً مسلماً به لدى الإصلاحيين. وللسيطرة على الحركة أنشأ مجلسا استشارياً يضم أبرز المسئولين في تياره وذلك لتجنب أي انزلاق وتحديد السياسة الواجب انتهاجها. وتحالفه مع رفسنجاني من شأنه أن يدفع الإصلاحيين إلى مزيد من الاعتدال.

العدد 3936 - الأحد 16 يونيو 2013م الموافق 07 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً