شكك الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول (الإثنين) في أن يؤدي أي تحرك عسكري أميركي كبير في سورية مثل إقامة منطقة حظر جوي إلى إنقاذ أرواح أو تغيير مجرى النزاع في هذا البلد.
ورد أوباما خلال مقابلة أجراها معه الصحافي تشارلي روز وبثتها شبكة «بي بي إس» العامة مساء الإثنين، على منتقديه الذين يحضونه على التدخل في النزاع السوري مؤكداً أنه ليس هناك من حل سهل وحذر من أنه «إذا ما أقمنا منطقة حظر جوي، فقد لا نكون نحل فعلياً المشكلة».
وكان أعضاء في مجلس النواب الأميركي أعلنوا الأسبوع الماضي عن خطط لتسليح المعارضة السورية بعدما خلصت إدارة أوباما إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم أسلحة كيمياوية.
واتهم بعض أعضاء الكونغرس أوباما بالتردد في الملف السوري، لكن الرئيس الأميركي حذر من مخاطر كبرى قد تواكب العمل العسكري المباشر مكرراً التعبير عن تصميمه على عدم التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط.
ورداً على دعوات لإغلاق المجال الجوي للطائرات الحربية السورية عبر القوة الجوية الأميركية قال أوباما «الواقع أن 90 في المئة من القتلى لم يسقطوا بسبب الضربات الجوية التي شنها سلاح الجو السوري».
واضاف «سلاح الجو السوري ليس جيداً بالضرورة، لا يمكنهم التصويب بشكل دقيق جداً» مشيراً إلى أن معظم التحركات تتم «على الأرض».
وحول احتمال إقامة «ممر إنساني» لإنقاذ مدنيين في مناطق تسيطر عليها المعارضة قال أوباما إن مثل هذه الخطوة ستتطلب غارات جوية لا تعرف عواقبها بما يشمل التسبب بالمزيد من القتلى في صفوف المدنيين.
وأوضح الرئيس الاميركي «إذا تمت إقامة ممر إنساني، فهل هذا يعني بالواقع الالتزام ليس فقط بوقف الطائرات من الوصول إلى الممر لكن أيضاً الصواريخ؟».
وتابع في المقابلة التي أجرتها معه «بي بي إس» قبل مغادرته إلى قمة مجموعة مجموعة الثماني في إيرلندا الشمالية «وفي حال حصل ذلك، هل أنه يعني أنه يجب ضرب الأسلحة في دمشق وأن نكون على استعداد حينئذ لقصف دمشق؟ وماذا سيحصل إذا سقط ضحايا مدنيون؟».
وفي تصريحات علنية غير معتادة للرئيس بخصوص الخيارات العسكرية، قال أوباما إن القصف سينطوي على مخاطر بضرب موقع للأسلحة الكيمياوية عن طريق الخطأ ما يمكن أن يؤدي إلى انتشار عناصر كيمياوية في الهواء».
وتساءل أوباما «هل قمنا بمسح كل منشآت الأسلحة الكيمياوية داخل سورية للتأكد من أننا لا نلقي قنبلة على منشأة أسلحة كيمياوية تؤدي إلى تبعثر أسلحة كيمياوية ومقتل مدنيين، وهذا تحديداً ما نحاول منعه».
وأوحى أوباما بأنه حذر إزاء إمداد المسلحين بالمزيد من الأسلحة المتطورة ورفض حجج بعض أعضاء الكونغرس والمعلقين بأن مثل هذه الخطوة يمكن أن تغير مسار النزاع.
وأضاف «أي مفهوم يقول بأن الأمر يتطلب مجرد بضع مضادات للمروحيات أو مضادات دبابات لعكس مسار الأمور، أعتقد أنه لا يتسم بالواقعية في تحليل الوضع».
وتابع أوباما أن بعض منتقدي الموقف الحالي اقترحوا «أن نتدخل بقوة عبر إقامة مناطق حظر جوي وممرات إنسانية وأمور أخرى» مشيراً إلى أن ذلك «مجرد حل تبسيطي».
وفي إشارة إلى الاجتماعات في البيت الأبيض مع ضباط عسكريين، قال أوباما «سيكون من الصعب عليكم أن تفهموا تعقيد الوضع وكيف أنه يجب علينا عدم المسارعة للدخول في حرب أخرى في الشرق الأوسط، إذا لم تشاركوا في مثل هذه الاجتماعات».
لكن أوباما رفض أيضاً طرح ألا يكون للولايات المتحدة أي دور لتلعبه في هذا الخصوص.
وقال إن واشنطن «لديها مصالح جدية هناك وليس فقط مصالح إنسانية». وأوضح «لا يمكننا السماح بوضع حيث تستمر الفوضى في بلد كبير يقع على حدود دولة مثل الأردن الواقعة أيضاً على حدود إسرائيل».
وأوضح أوباما أنه يعارض الوقوف إلى جانب السنة في النزاع السوري كما تطالب بعض الأطراف في المنطقة معتبراً أن ذلك لن يخدم المصالح الأميركية.
وأضاف أن الإدارة الأميركية تريد وجود حكومة متسامحة «غير طائفية» في سورية.
العدد 3938 - الثلثاء 18 يونيو 2013م الموافق 09 شعبان 1434هـ