العدد 3939 - الأربعاء 19 يونيو 2013م الموافق 10 شعبان 1434هـ

أسانج يدخل عامه الثاني في سفارة الإكوادور في لندن من دون أمل بالخروج

يدخل مؤسس موقع «ويكيليكس»، جوليان أسانج عامه الثاني داخل السفارة الإكوادورية في لندن التي لجأ إليها هرباً من إمكان ترحيله الى الولايات المتحدة، من دون آمال كبيرة بشأن اقتراب مغادرته لهذا السجن الدبلوماسي على رغم اقتناعه بأنه «انتصر في الحرب».

ويقول هذا الاسترالي البالغ 41 عاماً في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»: «كنا نمثل موقعاً راديكالياً صغيراً مصممين على نشر الحقيقة بشأن الحرب وأجهزة الاستخبارات والفساد على أعلى المستويات، من خلال مهاجمة جبهة «البنتاغون» ووزارة الخارجية الأميركية ... وكانت حظوظنا بالفوز في الأصل معدومة. لكننا انتصرنا».

ويتحدث هذا الناشط الإلكتروني الذي يمثل مصدر إزعاج للسلطات الأميركية بعد نشر موقعه مئات آلاف الوثائق السرية الدبلوماسية والعسكرية، عن اعتقاله في لندن في 7 ديسمبر/ كانون الأول 2010.

ويوضح «لقد أمضيت 10 أيام في سجن انفرادي و590 يوماً قيد الإقامة الجبرية». وخلال هذه الفترة خسر أسانج معركة مع القضاء البريطاني الذي وافق على تسليمه إلى السويد للمثول أمام المحكمة بتهمة اعتداءين جنسيين ينفي ارتكابهما.

وأعقبت الماراتون القضائي الربكة الدبلوماسية. وفي 19 يونيو/ حزيران 2013، يصادف ذكرى مرور 365 يوماً على لجوء أسانج قرصان المعلوماتية السابق الذي تحول إلى محارب على الإنترنت، الى سفارة الإكوادور الواقعة على مقربة من متجر هارودز الفاخر في العاصمة البريطانية. ويحرس شرطي قوي البنية مدخل السفارة أمام الباب المصفح لهذا المقر الدبلوماسي. كما يقوم شرطيون آخرون بالوقوف ليلاً نهاراً تحت شرفة السفارة التي أطل منها أسانج للمرة الأخيرة نهاية العام الماضي.

وتلقى أسانج تحذيراً بأنه في حال خرج ولو للحظة من السفارة الإكوادورية فإنه سيتم اعتقاله وترحيله إلى السويد.

إلا أن ما يخشاه أسانج هو إمكان ترحيله أيضاً الى الولايات المتحدة ومحاكمته بتهمة الخيانة. ويبدي أسانج اقتناعه بأن الولايات المتحدة في عهد الرئيس باراك أوباما أو «الذئب المتلبس بثوب حمل» على حد تعبيره، تريد «الانتقام» منه.

ويؤكد الناشط صاحب الشعر الأشقر عزمه مواصلة معركته. من على الأريكة الذهبية في السفارة، يبدو وجهه أبيض وذقنه من دون حلاقة. ويقول إنه يشعر في السفارة أنه «في منزله».

وخلفه، تضم المكتبة كتباً عتيقة، ومنها كتاب أشعار للشاعر الأوروغواياني أيميليو أوريبي وكتاب جغرافي وجيولوجي عن الإكوادور. ويوضح أسانج أن «هناك أوضاع أسوأ من وضعي». ففي الجانب الآخر من الأطلسي، يحاكم الجندي الأميركي برادلي مانينغ المحلل السابق للاستخبارات في العراق، أمام محكمة عسكرية بتهمة تسريبه الوثائق السرية لموقع «ويكيليكس».

ويقول مؤسس «ويكيليكس»: «مستقبل وحرية الصحافة في الولايات المتحدة وسائر أنحاء العالم على المحك». كما أن محاكمة مانينغ التي يصفها الناشط الأسترالي بـ «المسرحية» هي أيضاً محاكمة غيابية لأسانج بتهمة التواطؤ.

مع ذلك، يشيد أسانج بأن هناك «أبطالًا» آخرين يواصلون معركته. ومن بين هؤلاء إدوارد سنودن، العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) الذي كشف «إلى أي مدى الولايات المتحدة أصبحت دولة رقابة غدارة للشعوب».

ويستمد اللاجئ الى السفارة الإكوادورية قوته أيضاً من مواصلة موقع «ويكيليكس»، «الذي هو اليوم أقوى مما كان قبل عامين»، كشف وثائق سرية على الرغم من الحصار المصرفي المفروض عليه، وبأنه يحصل على دعم متزايد من الولايات المتحدة وبريطانيا «وفي كل أنحاء القارة الأميركية اللاتينية».

وفي أستراليا، 25 إلى 28 في المئة من الناخبين بحسب استطلاعات رأي مستعدون لانتخاب أسانج في مجلس الشيوخ ولتعزيز «مشروعيته السياسية».

ويحيط بأسانج مجموعة من المؤيدين المتحمسين بينهم شخص غواتيمالي يرتدي قميصاً طبعت عليه صور مارتن لوثر كينغ، نلسون مانديلا، غاندي، اينشتاين وأسانج. وزار أسانج في بداية «حصاره» عدد من الشخصيات من خلفيات مختلفة بينهم المغنية الأميركية ليدي غاغا ومصممة الأزياء فيفيين ويستوود والمخرج الأميركي أوليفر ستون وممثل اليسار الراديكالي في فرنسا جان لوك ميلونشون.

إلا أنه اختلف مع عدد من أنصاره. فبعدما كانت من أشد مؤيديه لفترة طويلة، باتت جيميما خان ابنة الملياردير جيمس غولدسميث تخشى تحوله إلى زعيم «يطلب من أتباعه ولاء أعمى».

ويقول أسانج إن حل قضيته يصطدم بـ «مشكلة تتعلق بهيبة الولايات المتحدة وبريطانيا والسويد».

أين سيكون بعد عام؟ «في أستراليا على ما آمل. أو في الإكوادور أو أنني سأجوب العالم»، يقول أسانج.

ويضيف «تسألونني كيف أتخطى الصعوبات المتعلقة بالاحتجاز (داخل السفارة)؟» ويجيب «روحي ليست محتجزة».

العدد 3939 - الأربعاء 19 يونيو 2013م الموافق 10 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً