صوت مجلس النواب في جلسته الاستثنائية أمس (الإثنين) لصالح إحالة مقترح برغبة تقدم به النائب علي شمطوط يدعو معالجة أوضاع مرضى فقر الدم المنجلي، إلى اللجنة المختصة (الخدمات)، رافضين بذلك طلب النائب بإحالته إلى الحكومة مباشرة.

ومن جهته، قال النائب علي شمطوط «أهل مكة أدرى بشعابها، رئيس الوزراء يوجه يوم الأحد والإثنين والثلثاء والخميس والوزير نائم، لو كانت هناك متابعة صحيحة ما أحد مات، مرضى السكلر يومياً يموتون وما أحد ليهم... ما أحد يحس فينا».

وأضاف «الوزير ماذا يريد؟ هل يريد أن نأتي برئيس الوزراء يتابعه يومياً؟ أنا أطالب من خلال هذه الجلسة جميع المسئولين، اذهبوا لرؤية معاناة المرضى، وأطالب من خلال المجلس أن يقال الوزير والوكيل المساعد للمستشفيات، بالأمس واحد مات، وهناك آخر في وحدة العناية المركزة».

غير أن رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني رد عليه «تشطب كلمة الوزير نائم».

وفي تعليقه، ذكر وزير مجلسي الشورى والنواب عبدالعزيز الفاضل «هناك توجيهات من رئيس الوزراء وهناك الكثير من الأمور تمت والمذكرة فيها اتهامات وأمور قد تكون غير صحيحة ولو يتم إحالتها إلى اللجنة المختصة سيكون أفضل لتوضيح الأمور».

أما النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالله الدوسري فذكر «ألمني ما تحدث به علي شمطوط وهذا الرجل يعاني وهو بعض الأحيان تصيبه نوبات في الجلسات وأكثر من مرة كلمت وزير الصحة للعناية به، قد تكون هناك توجيهات فهل هناك متابعة لهذه التوجهات».

وأردف «إذا أردت أن تقتل الأمر حوله إلى اللجان ومرضى السكلر يموتون وأنتم تريدون إحالة الموضوع إلى لجنة، والموضوع يحتاج من الوزير والمسئولين العناية بهؤلاء المرضى، وعلى الحكومة أن تتخذ الإجراء المناسب وبالسرعة الممكنة».

وعاد رئيس المجلس النائب خليفة الظهراني ليؤكد «قضايا بهذا الحجم لا يوجد أسهل من التصويت على رسالة وتحال إلى الحكومة ولكن عندما موضوع يذهب إلى لجنة مختصة وهي تستدعي الوزير والوكيل وكل مختص لدراسته ووضع توصيات ووضع النقاط على الحروف والمجلس يساهم لما يتخذ مثل هذا القرار فإنه يساهم بشيء إيجابي في هذه القضية».

وتابع «الموضوع فيه أكثر من توصية وأكثر من اتهام عندما يذهب بهذه الصورة، وليس كلما يقال أو يسمع صحيح ونحن ننتقد ولكن بعقل، وهل نرى هناك تقصير في الحكومة لهذه الدرجة؟ أنا الرئيس الفخري وهناك تطورات من إنشاء مبنى وتفريغ أطباء متخصصين، ونحن لم نخطئ لكي يتم التأشير علينا ولا أحد يوقف في البلعوم ليقول ما تقولونه خطأ وما أقوله صح».

ومن جانبه، قال النائب الثاني لرئيس المجلس عادل المعاودة «نحن ملزمون أن نخاطب الرئاسة ونحن قدمنا منذ العام 2003 اقتراحاً لإقامة عيادة خاصة لمرضى السكلر، كم يحتاج هذا المركز أو العيادة مليون أو مليونين وما يجري هو تعامل مع المرض وليس العلاج».

وأردف «نحن ما استطعنا ننتظر الإسعاف عندما سقط شمطوط من الألم وهذه حالة واحدة، ونحن ذهبنا إلى الطوارئ ورأينا مريضاً يوم ونصف اليوم يرقد على سرير الطوارئ الذي لا يصلح ليرقد عليه أحد، ويجب أن تأتي الحكومة هنا وتسأل لا أن يذهب الاقتراح للحكومة، وأنا ذهبت بنفسي إلى هناك، وعلى اللجان الحكومية أن تقول ماذا فعلت من عشر سنوات».

أما النائب ابتسام هجرس فأوضحت «أكثر من مرة زرتهم ولا أحد معهم يعطيهم ولا ممرضة، تصدر الأوامر ولكن من ينفذها؟ وشبابنا يومياً يروحون يومياً والأمر يجب تنفيذه بشكل سريع، واللجنة تقرر وكل أسبوع يذهب واحد منهم».

فيما قال النائب عبدالحليم مراد «لا ننكر جهود الحكومة، ولكن يجب أن نعترف في قصور، فمنذ متى يطرح الملف حتى تم تسييسه، عندما ذهبنا بشمطوط للمستشفى، لا يوجد أحد يستقبلك ولا يوجد طبيب متخصص، ودليل على القصور أن عدة أسئلة وجهت للوزير وكل مرة يعتذر وأستغرب من الفاضل يقول أن أنجزنا وأقول دع الوزير يأتي المجلس أولاً».

وأكمل «هذا الملف تم تسييسه من قبل أطراف وجمعيات بسبب القصور، ولا أحد يتصور حجم الألم والدموع والآهات التي يعانيها هؤلاء المرضى».

غير أن الظهراني رد عليه «أنت قلت كلمة نعرفها ونفهمها وأحياناً نؤجل قولها ولكن ألحين أعيد وهذا الموضوع ابتدأ يأخذ طريق أن البعض يحاول يسيسه ويخلق منه مشكلة وأقول لك إنني في الفترة الأخيرة كنت جداً مقتنع من هذا الأمر لدرجة أني أقول لإخواني في جمعية السكلر أن يعفوني من الرئاسة الفخرية، لأن هناك من يريد أن يستغل الأمر».

وواصل الظهراني «ليس هناك أسهل من الكلام وتوجيه الاتهامات ولا نصير نفس بعض دول الخليج كل يوم استجواب وزير حتى وصل الحال برفض بعض النظفاء والمخلصين للوزارة، ونخاف أن يسمع ملكنا هذا الكلام في المستقبل».

أما النائب عيسى الكوهجي فشدد «بعض الوزراء مقصرون في التوجيهات الصادرة عن رئيس الوزراء، وشمطوط ما قاله هو ما يشعره وما يحس به ونحن لا نحس به هنا، فلماذا نقول غلط؟».

وعاد الوزير الفاضل ليقول «مثل ما اقترحت من البداية أننا نتحدث وهناك طرف غير حاضر وهي وزارة الصحة، والوزير أكد أن المبنى المخصص لمرضى السكلر سيفتح قبل نهاية العام وهناك فريق أميركي متخصص سيتم الإتيان به البحرين».

وأخيراً، أفاد النائب جمال صالح «قضية مثل قضية السكلر يجب ألا نأخذها بحماسة، المشكلة تصيب الكثير من أبناء الوطن وهناك حملات للوقاية من هذا المرض والتشريعات حدت من أعداد المصابين».

إلى ذلك، وافق مجلس النواب على تقرير لجنة الخدمات بخصوص الاقتراح برغبة (بصيغته المعدلة) بشأن دراسة أسعار استقدام الخدم ورواتبهم ومدى ملاءمتها لأوضاع الأسر البحرينية.

كما أقر النواب تقرير لجنة الخدمات بخصوص الاقتراح برغبة (بصيغته المعدلة) بشأن تخصيص حضانات متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة في كل محافظة من محافظات البحرين.