تتزعَّم الولايات المتحدة، وماليزيا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، قائمة أعلى المستثمرين الأجانب في مجال عمليات «الاستيلاء علي الأراضي» في إفريقيا وغيرها، وفقاً لتقرير جديد صادر عن تحالف عالمي يضم نحو مئة منظمة أهلية وحكومية.
وعلى الصعيد العالمي، تعاقد المستثمرون الأجانب - أو على وشك التعاقد - على نحو 45 مليون هكتار من الأراضي في إفريقيا، وجنوب آسيا، وأميركا اللاتينية.
وهذا يعادل 60 في المئة من الأراضي الزراعية في أوروبا، وفقاً للبيانات التي جمعها «التحالف الدولي للأراضي»، وهو ائتلاف عالمي لما يقرب من 100 من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحكومية الدولية بما فيها البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وتعتبر إفريقيا الهدف الرئيسي لعمليات «الاستيلاء على الأراضي» من قبل المستثمرين الأجانب، وفقاً لتقرير التحالف العالمي.
ويخصص ما يقرب من نصف هذه الأراضي لإنتاج الغذاء والنصف الآخر لإنتاج المحروقات الزراعية (الوقود الحيوي)، وفقاً للبيانات التي جمعها «التحالف الدولي للأراضي».
في هذا الشأن، يشرح مايكل تايلور - من منظمة «التحالف الدولي للأراضي» - أن «إفريقيا هي موقع صفقات الأراضي الرخيصة، ومعظم المستثمرين هم من دول غربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا».
ويفيد لوكالة إنتر بريس سيرفس أن «بعض المستثمرين لا يزرعون هذه الأراضي، وإنما يهتمون فقط بالمضاربة فيها».
وبدورها، صرحت تيريزا أندرسون، من «مؤسسة غايا» - وهي الشريك البريطاني للشبكة الإفريقية للتنوع البيولوجي - لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن «المستثمرين الدوليين يدفعون المجتمعات الريفية إلى النزوح من أراضيهم الزراعية، وأراضي الرعي، والغابات، والأراضي التقليدية».
يذكر، أن معظم الأراضي المنتجة للغذاء في إفريقيا تديرها المجتمعات المحلية بنظام المشاركة.
وفي آسيا وأميركا الجنوبية، لا يحظي مئات الملايين من صغار ملاك الأراضي والرعاة والسكّان الأصليين بالوثائق الرسمية الخاصة بملكية الأراضي.
وعندما يناسب الحكومات، تراها تتجاهل العرف المتبع على مدى عقود طويلة من الزمن، وتبيع أو تؤجر أراضيهم إلى شركات خاصة.
وتلاحق شركات خاصة - ذات رأس المال الخاص من صناديق التقاعد وشركات الاستثمار- الأراضي المنتجة للأغذية التي تعتبر في منظورها السلعة عالية الربح المقبلة. وعن هذا، أجرى خبراء جامعة جورجيا مؤخراً تقييماً لمجموع 34 صفقة لاستملاك الأراضي في إفريقيا، وخلصوا إلى أن الأهالي المحليين فقدوا في معظم الحالات «أراضيهم وسبل معيشتهم من دون أي فوائد حقيقية في كثير من الأحيان».
ستيفن لييهي
وكالة إنتر بريس سيرفس
العدد 3946 - الأربعاء 26 يونيو 2013م الموافق 17 شعبان 1434هـ