حينما سعينا في «الوسط الرياضي» إلى إطلاق هذه الصفحة السنوية الرمضانية، كان هدفنا الرئيسي توثيق حقبة زمنية من تاريخ الرياضة البحرينية بالحقائق والوثائق والصور التي لا تقبل الشك او التأويل من خلال تسليط الضوء على حياة ضيف الصفحة لكونه يمثل جزءا كبيرا من تاريخها...

أما الهدف الآخر فهو خلو مكتبتنا العامة من الكتب والدراسات التي توثق تاريخ الرياضة البحرينية وتحفظه من الاندثار، وتساعد الباحث والمحقق وطالب العلم ممن يرغبون في الاطلاع على الحقبة الزمنية التي انطلقت منها الرياضة البحرينية.

فحينما التقينا في أول حلقة رمضانية برئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم ورئيس اللجنة الاولمبية سابقا الشيخ عيسى بن راشد ال خليفة، سلطنا الضوء على مرحلة بدايات لعبة كرة القدم في الأندية، ومرحلة إشهار الاتحاد البحريني لكرة القدم، ثم اهتمام الحكومة بالرياضة بقطاع الرياضة بعد تشكيل المجلس الاعلى للشباب والرياضة واللجنة الاولمبية البحرينية.

وحينما خصصنا هذه الصفحة لمدير ادارة التربية الرياضية والكشفية والخدمات الطلابية جاسم امين، كنا نهدف الى تسجيل تاريخ الرياضة المدرسية والدور الكبير البارز الذي لعبته في تكوين الفرق والمنتخبات المدرسية وممارسة الالعاب الرياضية الفردية والجماعية. كما سلطنا الضوء على جانب كبير من تاريخ لعبة كرة السلة البحرينية.

وحينما سجلنا طوال شهر رمضان الكريم على هذه الصفحة تاريخ لعبة كرة اليد البحرينية بالوثائق والادلة والبراهين والصور. كان المتحدث خبير لعبة كرة اليد البحرينية المحاضر الدولي عبدالجليل اسد. واليوم نسعى جادين لتسجيل تاريخ الرياضة النسائية والمراحل التي مرت بها من خلال لقائنا مع ابرز وجه رياضي نسوي عرفته الساحة الرياضية البحرينية والخليجية الشيخة حياة بنت عبدالعزيز ال خليفة عضو المجلس الاعلى للشباب والرياضة عضو اللجنة الاولمبية البحرينية رئيس الاتحاد البحريني لكرة الطاولة، والتي عرفناها لاعبة وقائدة لمنتخب الطائرة والطاولة في بداية تأسيس المنتخبات النسوية.

محدثتنا تعد نفسها مثالا لأي فتاة بحرينية، تسعى جادة لخدمة وطنها وتشريفه في كل المحافل التي تشارك فيها، وتتمنى أن تكون دائما في واجهة العمل، غير متخلية عن أية مسئولية توكل إليها، بل يزيدها إصرار وعزيمة على أن تقدم الأفضل والأحسن. وهناك في حياتها محطات لا يمكن أن تنساها أو تغادر مخيلتها. لأنه بمثابة وسام تضعه على صدرها وتفخر بالحصول عليه لأنها أخلصت وتفانت من اجل الحصول عليه.

تقول الشيخة حياة عن تلك المحطات: «على الرغم من أن جميع مراحل حياتي بالنسبة لي هامة، واعتز بكل موقف عاصرته، إلا أنني اعتز بالدرجة الأولى بحصولي على وسام الكفاءة من الدرجة الأولى في يوم الوفاء في الحفل التكريم الذي شرفه عاهل البلاد حفظه الله الملك حمد بن عيسى يوم 12 أكتوبر/ تشرين الثاني 2002 فهو قد كان بمثابة حلم وقد تحقق».

وتواصل «أما المرحلة التي تشرفت فيها بالعمل تحت رئاسة وتوجيهات نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك حينما كان وزيرا للخارجية وقيادته لفريق العمل الخاص بقضية الخلاف الحدودي بين البحرين وقطر، وخصوصا فترة نظر محكمة العدل الدولية في موضوع الخلاف الذي امتد ما بين العام 1991 وحتى صدور الحكم في مارس/ آذار 2001. إن ما يميز تلك المحطة الإحساس بالفخر والاعتزاز لأنني تشرفت بالعمل فيه، ووجدنا جميعا من فيض قيم العمل والإخلاص فيه من قبل الشيخ محمد بن مبارك القائد المحنك، وحينما صدر الحكم حظينا والذين عملوا في القضية بتكريم من عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى وحصلنا على وسام البحرين من الدرجة الثانية. في تلك المحطة الزمنية رفضت رئاسة اتحاد الطاولة وفضلت أن أتفرغ تماما للقضية».

وتتابع محدثتنا «أما المحطة الثانية فقد كانت تكريما لمنتخب كرة الطاولة للسيدات وهو أول منتخب يحصل على المركز الثاني في البطولة العربية الخامسة التي أقيمت في المغرب، وهو أول انجاز للفتاة الرياضية البحرينية في تاريخ الرياضة البحرينية، كما يعد انجازا تاريخيا لاتحاد كرة الطاولة لأنها أول ميدالية عربية يفوز بها. وقد تشرفت أن أكون قائدة لهذا المنتخب الذي يضم الأخوات الشيخة نورة بنت عبدالله وشهرزاد الموسوي ومنى سلوم».

وأضافت «وقد حظي هذا المنتخب في حفل تكريم الرياضيات بتكريم من قبل صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة، وكانت لفته كريمة ودعما معنويا وتأكيدا لدور المرأة في العملية التنموية».

وتواصل الشيخة حياة حديثها بالقول: «أما التكريم الذي خصني شخصيا فقد كان حصولي على جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي في حفل كبير أقيم تحت رعاية ولي عهد دبي سمو الشيخ حمدان بن محمد وبحضور لفيف من القياديين الرياضيين، قد حصلت على هذا الجائزة لمساهماتي الكبيرة في إثراء الحركة الرياضية النسائية في مملكة البحرين والوطني العربي».

وتختتم حديثها بالقول: «ما يزيدني فخرا -أيضا- هو الحصول على دبلوم الاستحقاق من اللجنة الاولمبية الدولية عن مساهماتي الفعالة في مجال الرياضة النسائية».