العدد 4019 - السبت 07 سبتمبر 2013م الموافق 02 ذي القعدة 1434هـ

قادة عالميون وحاصلون على جوائز نوبل ينادون بعدم ضرب سورية

بينما تتأهب الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية على سورية، نصح العديد من قادة العالم السابقين، وكذلك مجموعة من الشخصيات الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة والتخلي عن التدخل المسلح في هذه الدولة العربية.

وكان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان -الذي وصف الغزو الأميركي للعراق العام 2003 بأنه «غير قانوني» و «انتهاك» لميثاق الأمم المتحدة- قد أعلن بشكل قاطع هذا الأسبوع أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في سورية.

هذا ولقد دعت ستة من الحاصلات على جائزة نوبل للسلام -بإسم مبادرة نساء نوبل- الولايات المتحدة وحلفائها لاستخدام النظام القانوني الدولي، وعلى رأسه المحكمة الجنائية الدولية، للرد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية .

وفي الوقت نفسه، قالت «مجموعة الأزمات الدولية» ومقرها بروكسل، إنه إذا مضت الولايات المتحدة قدماً في الهجوم العسكري، فإنها ستكون قد اتخذت مثل هذا الإجراء لأسباب لا علاقة لها إلى حد كبير بمصالح الشعب السوري.

وحذرت مجموعة الأزمات الدولية، «لقد قررت الإدارة الأميركية ضرورة معاقبة وردع ومنع استخدام الأسلحة الكيماوية - وهذا هو هدف يمكن الدفاع عنه، على الرغم من أن السوريون قد عانوا أثناء النزاع من فظائع جماعية أكثر فتكاً بكثير دون أن يؤدي ذلك للدفع إلى إجراءات جماعية للدفاع عنهم».

وبدوره، قال كوفي عنان، إنه حتى إذا قررت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تتخطى مجلس الأمن بالأمم المتحدة، فإن هذا المجلس المكون من 15 عضواً لديه «مسئولية أخلاقية للعثور على أرضية مشتركة، ووضع رفاه الشعب السوري في طليعة قراراته».

فهذا هو السبيل الوحيد، كما قال، لإنهاء العنف والتوصل إلى تسوية سلمية على أساس عملية سياسية شاملة.

لكن مجلس الأمن لا يزال يواجه طريقاً مسدوداً، مع تهديد روسيا والصين بإستخدام حق النقض ضد أي قرار يؤيد العمل العسكري ضد سورية.

كذلك فقد صرح كوفي عنان متحدثاً باسم «مجموعة الحكماء» المكونة من 11 عضواً: «نحث كل الدول الأعضاء (في مجلس الأمن) على انتظار تقرير مفتشي الأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، ومداولات مجلس الأمن، قبل التوصل إلى استنتاجات واتخاذ قرار بشأن مسار العمل».

و»مجموعة الحكماء» -التي أسسها العام 2007 رئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا و يرأسها كوفي عنان حالياً- تضم الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري، ورئيس الوزراء النرويجي السابق غرو هارلم برونتلاند، والرئيس البرازيلي السابق فرناندو هنريك كاردوسو، والرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، والرئيسة الإيرلندية السابقة ماري روبنسون، والرئيس المكسيكي السابق أرنستو زيديلو.

كما قال عنان في بيان هذا الأسبوع أن مجموعة الحكماء تشعر بالإستياء الشديد لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في سورية ... «إننا ندين بشدة استخدام مثل هذه الأسلحة اللا إنسانية والإجرامية. ويجب محاسبة المسئولين سواء على المستوى الفردي أو الجماعي».

وتقول الجماعة أن مفتشي الأمم المتحدة سيحددون الوقائع وينبغي على الولايات المتحدة أن تنتظر صدور تقريرهم إلى الأمين العام بان كي مون. ولا يوجد جدول زمني لصدور التقرير الذي يركز في المقام الأول على التحقق من وجود هجوم بالأسلحة الكيماوية في سورية يوم 21 أغسطس/ آب.

وتقول الولايات المتحدة إن لديها أدلة تثبت أن قوات الأمن السورية هي المسئولة عن الهجوم، لكن الرئيس السوري بشار الأسد اتهم قوات المتمردين باستخدام أسلحة الدمار الشامل.

والصراع السوري، الذي يستمر منذ سنتين ونصف، قد أدى لموت 100,000 شخصاً أو أكثر، وإصابة عدة آلاف، ونزوح أكثر من مليون لاجئ إلى الدول المجاورة، ونزوح أكثر من أربعة ملايين داخل سورية.

هذا ولقد شدد كوفي عنان علي أنه «لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع... ولذلك يجب بذل كل جهد ممكن لوقف المزيد من إراقة الدماء وإعادة تنشيط العملية السياسية لوضع حد للصراع الذي دمر سورية بوحشية».

أما الحائزات على جائزة نوبل للسلام -بما فيهن جودي وليامز (الولايات المتحدة)، وشيرين عبادي (إيران)، وتوكل كرمان (اليمن)، وميريد ماغواير (إيرلندا)، وليما غبوي (ليبيريا)، وريغوبرتا منشو توم (غواتيمالا)، فقد طلبن من مجلس الأمن الدولي أن يحيل قضية الأسلحة الكيماوية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت جودي وليامز -التي فازت بجائزة نوبل للسلام العام 1997 لجهودها ضد استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد- «نأمل أن يدرك المشرعون الأميركيون - ونظراؤهم البريطانيون- أن الشعب لا يرغب في حل هذه المشكلة من خلال المزيد من القنابل والمزيد من العنف».

وأضافت، «الأميركيون يعرفون أن أي تدخل لن يكون مجرد خطوة استراتيجية، ولن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر في الأرواح وربما حتى الانتقام من الأميركيين».

وكان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، قد خسر في الأسبوع الماضي التصويت على التدخل العسكري في سورية في مجلس العموم.

هذا وتقول مجموعة الحائزات على جائزة نوبل للسلام إن استخدام الأسلحة الكيماوية هو «جريمة حرب ينبغي التصدي لها عبر النظام القانوني الدولي الذي تم تأسيسه لمثل هذه القضايا على وجه التحديد».

العدد 4019 - السبت 07 سبتمبر 2013م الموافق 02 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً