يحاجج الرئيس أوباما في كلمته الإذاعية الأسبوعية من أجل اتخاذ عمل عسكري محدود وهادف لمحاسبة الحكومة السورية على انتهاكها للأعراف الدولية التي تحظر استخدام الأسلحة الكيميائية. يمكن الاستماع إلى كلمة الرئيس باللغة الإنجليزية على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض. وفيما يلي الترجمة العربية:
الكلمة الإذاعية الأسبوعية: الدعوة إلى عمل عسكري محدود في سوريا
كلمة الرئيس باراك أوباما
الكلمة الإذاعية الأسبوعية
البيت الأبيض
7 أيلول/سبتمبر 2013
قبل ثلاثة أسابيع تقريبًا، قُتل أكثر من 1000 مدني- بمن فيهم مئات الأطفال- في سوريا في أسوأ هجوم بالأسلحة الكيميائية شهده القرن الحادي والعشرون. وقد قدمت الولايات المتحدة إلى العالم قضية قوية تثبت أن الحكومة السورية كانت مسؤولة عن ذلك الهجوم المروّع على شعبها.
لم يشكل ذلك اعتداءً مباشرًا على الكرامة الإنسانية فحسب، وإنما أيضًا خطرًا جسيمًا على أمننا القومي. وثمة سبب وجيه جعل حكومات تمثل 98 بالمئة من سكان العالم تتفق على حظر استخدام الأسلحة الكيميائية. وليس مرد ذلك فقط لأنها تسبب الموت والدمار بأبشع طريقة عشوائية وغير إنسانية ممكنة- وإنما أيضًا لأنها قد تقع في أيدي المنظمات والجماعات الإرهابية التي تتمنى إيذاءنا.
ولهذا السبب، أعلنت خلال العطلة الأسبوعية الماضية أنني قررت بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة أن على الولايات المتحدة أن تتخذ إجراءً عسكريًا ضد النظام السوري. ولم يكن ذلك قرارًا اتخذته باستخفاف. فقرار استخدام القوة العسكرية هو أجلّ قرار رسمي يمكن لنا أن نتخذه كدولة.
وبصفتي زعيم أعرق ديمقراطية دستورية في العالم، فإنني أعلم أيضًا أن بلدنا سيكون أقوى إذا تصرفنا سوية، وأن أفعالنا ستكون أنجع. ولهذا السبب، طلبت من أعضاء الكونغرس أن يناقشوا هذه المسألة ويصوتوا على السماح باستخدام القوة.
إن ما نتحدث عنه ليس تدخلا مفتوحًا بغير حدود. فهذا لن يكون عراقًا آخر أو أفغانستان أخرى. لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض، وسوف يكون أي عمل نقوم به محدودًا من حيث الزمن والنطاق- ومصممًا لردع الحكومة السورية عن قتل شعبها بالغازات السامة مرة أخرى، وإنهاك قدرتها على فعل ذلك.
إنني أعلم أن الشعب الأميركي منهك بعد عقد من الحروب، حتى بعد أن وضعت الحرب العراقية أوزارها، ومع تقلص الحرب في أفغانستان. ولهذا السبب نحن لم نقرر وضع قواتنا في خضمّ حرب يخوضها الآخرون.
غير أننا نظل نحن الولايات المتحدة الأميركية. إننا لن نشيح بأبصارنا عن صور مثل تلك التي شهدناها من سوريا. ذلك أن عدم الرد على هذا الهجوم الشنيع سيفاقم خطر استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، أو قد تقع هذه الأسلحة في أيدي الإرهابيين الذين قد يستخدمونها ضدنا؛ ناهيك عن أن ذلك يرسل إشارة مروعة إلى دول أخرى مفادها أنه لن تكون هناك عواقب لاستخدام هذه الأسلحة. كل هذه الأمور تشكل تهديدًا خطيرًا لأمننا القومي.
ولهذا السبب لا يمكننا أن نتجاهل هجمات بالأسلحة الكيميائية من هذا النوع- حتى لو حدثت على بعد نصف العالم منا. ولهذا السبب أهيب بأعضاء الكونغرس من كلا الحزبين أن يتلاقوا ويهبّوا لنجدة العالم الذي نود أن نعيش فيه؛ العالم الذي نريد أن نورثه لأبنائنا ولأجيال المستقبل.
وشكرًا لكم.