العدد 2464 - الجمعة 05 يونيو 2009م الموافق 11 جمادى الآخرة 1430هـ

تشييع الوجيه راشد الزياني لمثواه الأخير

شيّعت البحرين صباح أمس (الخميس) الوجيه راشد عبدالرحمن الزياني لمثواه الأخير في مسقط رأسه (المحرق)، بحضور نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وعدد من السفراء والوجهاء، وكبار التجار في البحرين. توفي الزياني أمس الأول (الأربعاء)، عن عمر ناهز 97 عاما، بعد أن قضى حياته في خدمة الوطن والمواطنين، إذ كان مؤسسا للعديد من الشركات والمؤسسات، التي كان لها الدور الكبير في رفع مستوى الاقتصاد البحريني. وأكد عدد من التجار أن الفقيد يُعَدُّ عميدا للتجارة في البحرين، ومدرسة للمعلومات والنصائح.


وسط إجماع المشيعين بعطائه وإسهاماته في خدمة الوطن والمواطنين

البحرين تشيّع الوجيه راشد الزياني لمثواه الأخير بحضور الوزراء والسفراء

المحرق - علي الموسوي

شيّعت البحرين صباح أمس (الخميس) الوجيه راشد عبدالرحمن الزياني لمثواه الأخير، بحضور نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وعدد من السفراء والوجهاء، وكبار التجار في البحرين. ووري جثمانه الثرى في مقبرة المحرق.

وتوفي الزياني يوم أمس الأول (الأربعاء)، عن عمر ناهز 97 عاما، بعد أن قضى حياته في خدمة الوطن والمواطنين، إذ كان مؤسسا للعديد من الشركات والمؤسسات، التي كان لها الدور الكبير في رفع مستوى الاقتصاد البحريني.

وشارك في مراسم التشييع التي انطلقت من مسجد كانو وحتى مقبرة المحرق، حشد من المواطنين وكبار التجار، الذين أجمعوا على أن عطاء الفقيد كان مستمرا طوال حياته، وكانت له بصمة واضحة في مجال العمل الخيري ومساعدة المحتاجين، وخصوصا المرضى، إذ إن الفقيد أسس صندوقا خيريا لمساعدة المرضى وعلاجهم. وتلقى أفراد عائلة الزياني وأبناء الفقيد العزاء بوفاة عميد عائلتهم راشد الزياني في مسجد كانو، وتوافد عدد من السفراء والتجار لتقديم العزاء بعد انتهاء مراسم التشييع.

وأكد المشيعون أن الفقيد كان ذا أخلاق رفيعة، ويشارك الناس أفراحهم وأحزانهم. وردد المشيعون خلال المراسم بعض الجمل التي كانت تتناقل بين الأسماع، وكان من بينها «كان نعم الرجل، ولا يمكن أن تنسى فضائله وعطاؤه الذي أغرق به الجميع».

من جهته، أكد الوجيه فاروق المؤيد أن «الفقيد راشد الزياني بدأ التجارة في البحرين مع آبائنا وأجدادنا، ويعد من الرعيل الأول في التجارة، وكانت بداية حياته في تجارة اللؤلؤ، حتى تمكن من تأسيس أكبر الشركات والمؤسسات (...)».

وقال المؤيد: «إن تأسيس الفقيد لمستشفى في البحرين يعد جليا للمجتمع، ويستفيد منها المواطنون»، وأضاف «لقد كان الفقيد وفيّا مع الفقراء، ومساندا لهم (...)».

يذكر أن الفقيد من مواليد المحرق العام 1912، وكان أحد أعضاء المجلس التأسيسي الذي وضع دستور العام 1973، كما كان عضوا في مجلس الشورى لدورتين متتاليتين، وله العديد من الإسهامات الخيرية. وأسس الفقيد قبل وفاته مبرة راشد عبدالرحمن الزياني، والتي أطلقها الشهر الماضي، برأس مال مدفوع بلغ نصف مليون دينار.

ويعتبر الزياني من رواد العمل التجاري في البحرين، فهو مؤسس لمستشفى البحرين التخصصي ورئيس لمجلس إدارته، وكان عضوا فاعلا في غرفة تجارة وصناعة البحرين، كما أنه من مؤسسي بنك البحرين والكويت العام 1971، ومؤسس شركة عبدالرحمن الزياني وأولاده العام 1947.

وقلّد عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة الفقيد راشد الزياني بوسام البحرين من الدرجة الأولى، وذلك لأعماله المجتمعية ولخدمته للوطن.


الظهراني: راشد الزياني...الرجل الوطني الذي افتقدناه

الوسط - محرر الشئون المحلية

تحدث رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني عن الراحل الوجيه راشد الزياني، فقال: «في مسيرة هذا الوطن الغالي رجال أفاضل مخلصون، ساهموا في نمائه وتطوره، وأسسوا القواعد وشيدوا البناء، فأصبح صرحا شامخا بفضل السواعد الوطنية الكريمة.

وأضاف أن الراحل العزيز المغفور له بإذن الله تعالى الوجيه راشد عبدالرحمن الزياني من الرعيل الأول الذي غرس نبت العمل الوطني المخلص في هذا الوطن فكان الثمر والحصاد يافعا وزاهرا ونافعا.

وقال: عرفت المرحوم راشد الزياني منذ سنوات طويلة، وهو من بيت وعائلة كريمة ووطنية متجذرة في هذه الأرض المباركة، واقتربت منه أكثر فترة العمل في مجلس الشورى حينما كنا عضوين، فكان بحق الرجل الاقتصادي المحنك، وصاحب العقلية التجارية التي امتزجت بالفطرة والخبرة، كريم الطباع وحلو المعشر ورفيع الأخلاق، اهتم بالتعليم ودعم المتعلمين وتكفل بدراسة الكثير من أبناء الوطن، وكان يعتبر ذلك أفضل عمل خيري ووطني، فكان صاحب فكر مستنير ووسطي ووطني حتى النخاع.

وذكر، إننا لو توقفنا اليوم لنعد ونحسب المساهمات الوطنية والاقتصادية التي قدمها المرحوم راشد الزياني لهذا الوطن، لما استطعنا أن نحصيها ولا أن نوفيه حق قدره اللازم، فمن رئاسته للكثير من المصارف والمؤسسات الاقتصادية إلى المستشفى التخصصي إلى مساهماته الفاعلة في المجال التعليمي والاجتماعي، وغيرها كثير شاهدة وناطقة بأعماله وجهوده وإنجازاته رحمه الله تعالى.

وختم الظهراني: على مسيرة الخير والنماء سار أبناؤه وبناته الأعزاء على المشوار ذاته والدرب نفسه، متطلعا إلى أن تكون هناك مبرة ومؤسسة حضارية تحمل اسمه لتدون أعماله الخالدة على هذه الأرض الطيبة، داعيا الحكومة إلى أن تخلد اسم المرحوم راشد الزياني بما تراه مناسبا وفاء وتقديرا له.


الحواج: الفقيد من الرجال المهمين وفقده ثقيل على قلوبنا

اعتبر رجل الأعمال عبدالوهاب الحواج أن «فقد الوجيه راشد الزياني ثقيل على قلوبنا، وحزنّا كثيرا عندما سمعنا نبأ وفاته، فهو إنسان عزيز على قلوبنا».

وقال إن الزياني يعد من أحد الرجال المهمين في البحرين، والذين لهم باع طويل وبصمات واضحة، ستظل محفورة على مدى السنوات المقبلة.

وأكد الحواج أن إسهامات الفقيد قوية وكبيرة، إذ إنه إنسان فعال في مجتمعه، ويسعى لفعل الخير دائما، مبينا أنه وأفراد عائلة الحواج كانوا على اتصال مستمر بالفقيد، ويكنّون له الاحترام والتقدير.

وعن المواقف المشرفة التي تستحق الإشادة والتقدير، أشار رجال الأعمال إلى أن الوجيه راشد الزياني أنشأ صندوقا خيريا لعلاج المرضى، وذلك من خلال مستشفى البحرين التخصصي، الذي يرأس مجلس إدارته.

وأكد الحواج أن حضور الحشد الكبير من المواطنين والمسئولين والوزراء، يعكس تقديرهم للفقيد، وللجهود التي بذلها طوال حياته لخدمة المواطنين والوطن، وإنعاش اقتصاده.


السفير العراقي: الفقيد يعد جزءا من تاريخ البحرين الحديث

أكد السفير العراقي في البحرين غسان محسن حسين أن الفقيد الوجيه راشد عبدالرحمن الزياني يعد رجلا من رجالات البحرين، وجزءا من تاريخها الحديث، وخصوصا أنه قضى عمره الطويل في خدمة البحرين وتنمية الاقتصاد، إضافة إلى تقديم الدعم والمساندة للمواطنين، من خلال تأسيسه لمشاريع وطنية، تعود بالنفع على الشعب البحريني.

وقال: «إن الجميع يشهد للفقيد بأخلاقه الرفيعة وعطائه المستمر، فكان متواصلا مع الناس ويشاركهم مناسباتهم المختلفة، وبالنسبة لي فلقد واساني الفقيد في أحزاني، وشاركني أفراحي».

وأضاف السفير العراقي «علينا دين لهذا الرجل المعطاء، بأن ندعو له بالرحمة والمغفرة (...)».

وعن المواقف التي جمعته بالفقيد، ذكر السفير العراقي «أهداني الفقيد ذات مرة كتابا يتحدث عن تاريخ البحرين، وبعد أن قرأت الكتاب، كانت لديّ ملاحظة عن نقطة ذكرها الفقيد، والمتعلقة بإنشاء جامعة الخليج العربي، وبكل رحابة صدر تقبّل الملاحظة، وقال إنه بالفعل قد غفل عن الملاحظة التي أعطيته إياها».

وأكد أن عائلة الزياني وبعميدها الفقيد راشد الزياني لها دور مشهود في البحرين.

وأضاف «إن السنّة الكونية، تقتضي ألا يبقى أحد على قيد الحياة، وجميع البشر مآله إلى الموت، لكن السؤال يكمن في كيفية رحيل هذا الشخص أو ذلك، وماذا قدّم لأهله ووطنه ونفسه أيضا».

وبيّن السفير العراقي «أعتقد أن الفقيد قدّم كل الخير لأهله ولوطنه، وقد أسس الأعمال الإنسانية في البحرين، وذلك ما يجازى به في حياته ومماته».


أجور: الزياني عميد التجارة ومدرسة المعلومات والنصائح

قال رجل الأعمال نبيل عبدالرحمن أجور إن الفقيد الوجيه راشد الزياني كان عميدا للتجارة في البحرين، ومدرسة للمعومات والنصائح التي لا يبخل في تقديمها للشباب، وخصوصا الراغبين في تأسيس مؤسسات تجارية.

واعتبر أجور أن «الزياني كالأب النصوح لأبنائه، وكان يعطينا من خبراته السابقة في مجال التجارة وتأسيس الشركات، ونعتبره المدرسة التي نأخذ منه المعلومات التجارية».

وتحدّث أجور عن الزياني قائلا: «كان بسيطا وصاحب أخلاق في تعامله مع الناس، فضلا عن تواضعه، وتلك صفات يصعب أن تتوافر في الوقت الحالي، وإن دليل محبة الناس له، حضور الحشد الكبير من المواطنين بمختلف مستوياتهم في تشييعه لمثواه الأخير».

وذكر أجور «كنّا نزور الفقيد يوم الأربعاء من كل أسبوع في مجلسه، وهو في المقابل يتواصل معنا ويزورنا في مجلسنا كل ليلة جمعة، حتى أنه لا ينسانا من محصوله السمكي، فهوايته الصيد، وكلما خرج للبحر عاد بكميات من الأسماك ووزعها على القريبين منه».

وأكد أن الفقيد الزياني «كان على دراية تامة بكل المعلومات الخاصة بالمحرق والمنامة، وطرقاتها ومرافقها التي كانت موجودة في السابق، حتى أنه في إحدى الجلسات طلب أوراقا بيضاء وقام بتخطيط طرقات المنامة والمحرق ورسمها لأحد المهندسين الكبار (...)».

وأفاد أجور بأنه «في الفترة الأخيرة من حياته، ركّز الفقيد على الصندوق الخيري لمساعدة وعلاج المرضى، والذي يتم تمويله عن طريق مستشفى البحرين التخصصي»، مبينا «لابد لنا من رد الجميل والوفاء له على ما قدمه لنا طوال حياته، وذلك يتم بالدعاء له بالمغفرة والرحمة، إضافة إلى قراءة كتبه ومؤلفاته، والاستفادة من تجربته الطويلة في مجال التجارة وتأسيس المؤسسات والشركات، وكيف يمكن للإنسان أن يبدأ مشروعه بنفسه».


النعيمي: فقدنا رجلا فاضلا ومكافحا ذا عزم وبصيرة

قال رئيس مجلس إدارة شركة أولمبيك للمقاولات أحمد مبارك النعيمي: «فقدنا يوم أمس الأول (الأربعاء)، رجلا فاضلا ذا عزم وبصيرة، متأنيا لا يعرف الغضب، إذ كان وقورا في رده، حتى إذا اختلفت الآراء والأفكار».

وقال النعيمي: «كان الفقيد رجلا مكافحا ومتفائلا، وحتى بعد أن تقدم به العمر، ترى لديه الهمة، كهمة الشباب وعزمهم، وله دور كبير وإسهامات خيرية كثيرة بالمجتمع، وفي مختلف المجالات التي لا تعدى ولا تحصى».

وأفاد بأن «من المواقف التي لا أنساها، عندما كنت عضوا معه في مجلس إدارة إحدى المؤسسات، إذ إنه وعندما يشتد الكلام وتسخن النقاشات، نراه هادئا ويعطي ردودا عقلانية، بكل أدب واحترام (...)».

العدد 2464 - الجمعة 05 يونيو 2009م الموافق 11 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً