صرّح ممثل الأمم المتحدة في البحرين السيد آغا بأن التغيرات المناخية التي تشهدها جميع المناطق هي من أبرز المشكلات التي أصبحت تؤثر على العالم اليوم.
ولفت آغا، خلال احتفال نظمته جمعية المهندسين البحرينيين أمس (الخميس) بمناسبة يوم البيئة العالمي الذي جاء تحت شعار «العالم يحتاج أن تتحدوا لمكافحة التغيرات المناخية»، إلى أن العالم يقف أمام مشكلة التغيرات المناخية التي أثرت على الناس أنفسهم من جهة، إلى جانب أنها أثرت على عدد من الجوانب البيئية كالمياه والاحتباس الحراري.
ونوّه آغا بأن التغيرات المناخية أصبح من الصعب تغيرها أو التقليل منها، إلا أنه أصبح من الضروري على كل الناس في جميع أنحاء العالم التعاون مع بعضهم بعضا وخصوصا أنهم يملكون الفرصة لتقليل انبعاث الغازات الأمر الذي سيساهم في التخفيف من مشكلة التغيرات المناخية التي يواجه العالم اليوم.
وأوضح آغا أن 2.6 مليون شخص في العالم يعانون من التلوث وبما فيهم البحرين، داعيا إلى ضرورة وجود خطة استراتيجية لوقف انبعاثات الغازات. وأشار آغا إلى أنه في العام 2007 كان العالم يحذّر من الأنشطة التي يقوم بها الإنسان إذ إنها كانت تؤثر على الغلاف الجوي، مبينا أن أي تحرك الآن يقوم به الخبراء من أجل الحد من التغيرات المناخية ستظهر نتائجه على المدى البعيد، داعيا الجميع التحرك الآن بدلا من التماطل.
من جانبه قال رئيس جمعية المهندسين البحرينية عبدالمجيد القصاب: «إن تغير المناخ في العالم هو القضية الأكثر تحديا اليوم، فهي تتطلب مشاركة كل فرد لضمان سلامة وأمن الموارد البيئية المحدودة نسبيا». وأضاف أن «التقارير الإخبارية أشارت مؤخرا إلى أن التغير المناخي هو المسئول عن وفاة نحو 300 ألف شخص سنويا، وخسائر مالية تقدر بـ 125 مليار دولار (...) وقد توقعت هذه التقارير أنه بحلول العام 2030 سترتفع نسبة الوفيات في جميع أنحاء العالم إلى ما يقارب 500 ألف شخص بسبب هذه التغيرات المناخية وخسائر تعادل 300 مليار دولار.
ولفت القصاب إلى أن العالم يواجه اليوم ما هو أسوأ من هذا، فهناك ما يقارب من 175 مليون طفل سيتأثرون سنويا بتغير المناخ والكوارث الطبيعية وذلك خلال العقود المقبلة، مشيرا إلى أن التقارير أكدت أن نسبة زيادة الوفيات من الأطفال خلال الأعوام العشر الماضية كانت أكثر من 50 مليون حالة وفاة وذلك حتى العام 2005.
وأوضح القصاب أن التقارير أكدت أن 96 في المئة من جميع الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية في العالم وقعت في البلدان النامية في الأعوام الماضية الأخيرة، في الوقت الذي بلغ فيه عدد ضحايا تغير المناخ في البلدان التي تمتلك موارد بشرية ومالية محدودة 99 في المئة.
وذكر القصاب أن موضوع تغير المناخ أصبح من أكبر التحديات الإنسانية الناشئة في عصرنا، مشيرا إلى أن هذه التغيرات تعتبر المشكلة البيئية الرئيسية التي تواجه العالم على نطاق واسع. ولفت إلى أن التهديد الذي يشكله تغير المناخ للسلام والأمن والتنمية المستدامة يحتاج إلى معالجة على الصعيد الفردي والمجتمعي والإقليمي والعالمي.
كما تطرق القصاب إلى الهدف من الفعالية التي أقيمت والتي تهدف إلى إضفاء وجه إنساني على المسائل البيئية، وتمكين الناس من أن يصبحوا عناصر فاعلة في التنمية المستدامة والمنصفة، إلى جانب الترويج لمفاهيم تدفع المجتمعات المحلية من تغيير موقفها تجاه القضايا البيئية بشكل يضمن لجميع الأمم والشعوب مستقبلا أكثر أمانا وازدهارا.
كما ذكر القصاب المبادرات التي اتخذتها الجمعية للحفاظ على البيئة على مدار العقود الماضية، إذ سعت الجمعية على تنظيم المؤتمرات الدولية وحلقات العمل وحلقات دراسية عن العديد من المواضيع، بالإضافة إلى تنظيم المؤتمرات المتخصصة والمتنوعة التي تناقش العديد من القضايا والمواضيع، كالمؤتمر السنوي الذي يقام بشأن معدات وتقنيات ترشيد الطاقة والمياه في يونيو/ حزيران الجاري ومؤتمر البيئة الذي عقد في العام 2007 ومعرض المهن الهندسية السنوي. كما أشار القصاب إلى أن الجمعية قامت بالاتفاق مع شركة Recycling For Charity لتوفير حاويات مقابل مبنى الجمعية لتدوير بعض المخلفات الناتجة عن الجمعية والقابلة للتدوير مثل الورق والزجاج.
العدد 2464 - الجمعة 05 يونيو 2009م الموافق 11 جمادى الآخرة 1430هـ