وصل الموفد الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس الإثنين (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) دمشق، المحطة الأبرز ضمن جولته الإقليمية لتحقيق توافق حول عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة، بمشاركة النظام والمعارضة المنقسمة حول المؤتمر.
ووصل الإبراهيمي قرابة الساعة 13,15 (11,15 تغ) إلى فندق شيراتون وسط دمشق، برفقة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي غادر بعد دقائق قليلة، بحسب ما أفادت صحافية في وكالة «فرانس برس».
ولم يدل أي من الرجلين بتصريحات من الفندق.
وكان الإبراهيمي وصل صباح الإثنين إلى مطار بيروت قادماً من طهران، وانتقل منه عن طريق البر إلى دمشق، في زيارة هي الأولى منذ قرابة عام.
وكان مصدر حكومي سوري أفاد وكالة «فرانس برس» الأحد أن زيارة الإبراهيمي «قد تستمر ليومين». وسورية هي المحطة الثامنة ضمن جولته الإقليمية لحشد تأييد حول مؤتمر جنيف 2 الذي جرى الكلام عن عقده في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، من دون أن يتأكد هذا الموعد.
وشملت جولة الإبراهيمي غالبية الدول الإقليمية المعنية بالنزاع السوري وأبرزها إيران وتركيا والعراق وقطر، باستثناء المملكة العربية السعودية.
وفي مقابلة نشرتها مجلة فرنسية أمس (الإثنين) اعتبر الإبراهيمي أن الرئيس بشار الأسد يمكن أن يساهم في المرحلة الانتقالية نحو «سورية الجديدة» من دون أن يقودها بنفسه.
وأضاف «علمنا التاريخ أنه بعد أزمة مماثلة (في إشارة إلى النزاع السوري) لا يمكن العودة إلى الوراء. الرئيس الأسد يمكنه إذاً أن يساهم بشكل مفيد في الانتقال بين سورية الماضي، وهي سورية والده (الرئيس الراحل حافظ) وسورية، وما اسميه الجمهورية السورية الجديدة».
وأبدى الإبراهيمي حذره حول مشاركة المعارضة في مؤتمر جنيف 2.
وقال إن المؤتمر المزمع عقده نوفمبر «هو بداية مسار. نأمل في أن تتمكن المعارضة من الاتفاق على وفد ذي صدقية وقدرة تمثيلية. لا يجب أن تكون لدينا أوهام: لن يحضر الجميع. المرحلة اللاحقة لهذا المسار يجب أن تشمل أكبر عدد ممكن».
ولم تتضح بعد المواقف النهائية لطرفي النزاع الأساسيين من هذا المؤتمر، الذي يأتي استكمالاً لمؤتمر جنيف الأول الذي عقد في الثلاثين من يونيو/ حزيران 2012 بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا.
وأعلنت 19 مجموعة مقاتلة بارزة بينها «لواء التوحيد» و»أحفاد الرسول» و»أحرار الشام» و»صقور الشام»، السبت أن المشاركة في المؤتمر هي «خيانة (...) تستوجب المثول امام محاكمنا».
ورداً على هذه التهديدات، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه «من المشين أن يقوم بعض هذه المنظمات المتطرفة، الإرهابية التي تقاتل القوات الحكومية في سورية بإطلاق تهديدات، وهي ليست المرة الأولى».
وأضاف أن «هذه التهديدات موجهة إلى الذين سيتجرأون على الذهاب إلى مؤتمر جنيف الذي اقترحته روسيا والولايات المتحدة».
في السياق نفسه، اتهم الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الإثنين، المملكة العربية السعودية، بعرقلة مساعي التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، قائلاً «هناك دولة إقليمية ما زالت غاضبة جداً (...) والحرف الأول من اسم هذه الدولة هو المملكة العربية السعودية»، مشيراً إلى ان هذا الغضب مصدره أن «الأمور لم تجر لمصلحتها».
وأضاف «لا يمكن ان تبقى المنطقة مشتعلة لأن ثمة دولة غاضبة (...) هي الآن تسعى إلى تعطيل أي حوار سياسي وتأجيل جنيف 2».
وعلى صعيد تفكيك الترسانة الكيماوية السورية تنفيذاً لقرار أصدره مجلس الأمن الدولي بعد توافق روسي أميركي، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس (الإثنين) أن أعمال العنف منعت مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من الوصول إلى موقعين كيماويين في سورية.
وجاء في بيان صادر عن هذه المنظمة في لاهاي أن المفتشين «أنهوا أعمال التحقق في 21 من 23 موقعاً أعلنت عنها سورية» مضيفاً أن «الموقعين الباقيين لم يتم تفتيشهما لأسباب أمنية».
ميدانياً، استعادت القوات النظامية بلدة صدد المسيحية التاريخية في محافظة حمص (وسط)، بعدما دخلها مقاتلون معارضون بينهم جهاديون في الأيام الماضية، في سعيهم للسيطرة على مخازن أسلحة قريبة منها، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).
وكان المقاتلون المعارضون دخلوا مطلع الأسبوع الماضي أجزاء واسعة من صدد، بهدف التقدم نحو بلدة مهين السنية القريبة منها، في محاولة للسيطرة على مخازن أسلحة فيها.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المقاتلين انسحبوا من صدد في اتجاه مهين حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة.
وفي شمال شرق سورية، أفاد المرصد عن اشتباكات بين عناصر «الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة وكتائب أخرى من جهة، ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من جهة أخرى، إثر هجوم للجهاديين على حواجز للمقاتلين الأكراد في تل حلف ومشرافة وأصفر نجار.
من جهة أخرى،خطف مقاتلون إسلاميون متشددون بينهم جهاديون مرتبطون بـ «القاعدة»، أحد أعضاء مجلس الشعب السوري وشيخ عشيرة بارزة في دير الزور (شرق) مساء الأحد، بحسب ما أفاد المرصد السوري.
العدد 4070 - الإثنين 28 أكتوبر 2013م الموافق 23 ذي الحجة 1434هـ