نشب نزاع حاد داخل حركة طالبان باكستان اليوم السبت(2 نوفمبر/تشرين الثاني2013) حول ترشيح زعيم جديد للحركة عقب مقتل زعيمها السابق حكيم الله محسود في هجوم لطائرة أمريكية بدون طيار، حسبما قال أعضاء في الجماعة المتمردة.
وكان (مجلس) شورى حركة طالبان باكستان قد أعلن في بادئ الأمر أنه اختار القائد المتشدد خان سعيد ساجنا زعيما جديدا لها. لكن سرعان ما تم الطعن في هذا الاختيار من قبل جماعات داخل حركة حركة طالبان.
ومن الواضح أن اجتماع حركة طالبان باكستان قد رشح ساجنا، لكن اجتماع منفصل في أفغانستان عارض القرار.
وقال قائد للحركة لوكالة الأنباء الألمانية إن المجلس سيجتمع مجددا لمحاولة الوصول إلى قرار على خلفية تلك الاعتراضات. وأضاف أن اجتماعات منفصلة ستعقد لاختيار زعيم جديد لحركة طالبان باكستان في مناطق القبائل الباكستانية وإقليم نورستان في أفغانستان، حيث تختبئ هناك بعض جماعات طالبان باكستان.
وقتل حكيم الله محسود أمس الجمعة عشية بدء الحكومة وحركة طالبان محادثات السلام بعد عقد من الصراع.
وينتمي ساجنا إلى مجموعة داخل حركة طالبان كانت تؤيد إجراء محادثات سلام مع الحكومة،وكان مقربا من الزعيم السابق ومؤسس حركة طالبان باكستان بيعة الله محسود،الذي قتل أيضا في غارة لطائرة بدون طيار عام 2009 .وقال وزير الإعلام برفيز رشيد إن الحكومة لن توقف جهودها الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام مع المتشددين على الرغم من الهجوم.
وأضاف رشيد :"لقد زللنا جميع العقبات أمام فتح حوار مع حركة طالبان وسنستمر في محاولة البناء على ذلك".
وقال أحد قادة المسلحين في بلدة ديرا إسماعيل خان شمال غرب باكستان إنه من المبكر للغاية القول ما إذا كانت الحركة المسلحة ستستجيب لمبادرات الحكومة.
وقال محللون إن مستقبل طالبان الباكستانية ومحادثات السلام المقترحة يعتمدان على مدى نجاح الزعيم الجديد في الحفاظ على الحركة متحدة.
وقال عرفان شهزاد،كبير الباحثين في معهد دراسات السياسة البحثي :"إذا انقسمت الحركة إلى عدة مجموعات،فلن يكون من السهل على الحكومة التعامل مع كل واحدة منها".وأعلنت الحكومة الباكستانية حالة التأهب القصوى خلال الليل بعد مقتل حكيم الله محسود تحسبا لهجمات انتقامية.
وأمرت بتعزيز الإجراءات الأمنية حول المطارات والمنشآت الرئيسية الأخرى.وتم نشر الجيش اليوم السبت في جميع المدن الرئيسية القريبة من المناطق القبلية بعدما حذرت وكالات الاستخبارات من أن طالبان ربما تشن هجمات للانتقام لمقتل زعيمهم.وقال مسؤول إن حكيم الله محسود دفن اليوم السبت.
وقتل محسود وأربعة من المتشددين الاخرين عندما أطلقت طائرة بدون طيار أربعة صواريخ على مجمع في منطقة داندي داربا خيل بمنطقة وزيرستان الشمالية المضطربة قرب الحدود الأفغانية.وقال مسؤول أمني إن زعيم المتمردين الذي لقي حتفه الى جانب مساعديه دفنوا في أماكن متفرقة بالمنطقة القبلية لكنه امتنع عن الكشف عنها تحديدا.
وكان محسود /34 عاما/ قد تزعم حركة طالبان باكستان المحظورة وهي جماعة تضم أكثر من 12 فصيلا للمتمردين منذ عام2009 ، وخلف مؤسس الحركة بيعة الله محسود.وينحدر ساجنا من منطقة لاداه في اقليم وزيرستان الجنوبية القبلية بالقرب من الحدود الأفغانية.