اتهمت السلطة الفلسطينية، أمس الجمعة (8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013)، إسرائيل، بالمسئولية عن «اغتيال» الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وأكدت على أن الجهود ستستمر لـ «معاقبة مقترفي هذه الجريمة». وقالتوفيق الطيراوي، رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية بظروف وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في مؤتمر صحافي برام الله، إن «عرفات لم يمت بسبب تقدم السن ولم يمت موتاً طبيعياً... إسرائيل المسئول الأول والأساس والوحيد في قضية اغتيال عرفات».

وأضاف «أخذنا آلاف الشهادات لأشخاص فلسطينيين وغير فلسطينيين حول العالم بهدف الكشف عن سؤال واحد، كيف مات ياسر عرفات». وتابع «اللجنة لديها معطيات وقرائن وبينات، والنتائج قربتنا للحقيقة، وجاءت لتعزز ما توصل له التحقيق من القرائن والبينات بعد 3 سنوات من العمل المهني الصامت»، مشدداً على أن «اللجنة ستستمر في التحقيق .. ولا يمكن أن تترك من قام بهذه الجريمة من دون عقاب».

بدوره، أكد رئيس اللجنة الطبية بلجنة التحقيق، عبد الله البشير، أن عرفات لم يكن يعاني عند «استشهاده» من أي مرض يتعلق بالقلب والشرايين وأي مرض آخر، مشدداً على أن «تطور الحالة المرضية لعرفات ناتج عن مادة سامة»، مشيراً الى أن هذا ما خلصت إليه لجنة التحقيق الفلسطينية.

وطلب وزير العدل الفلسطيني، علي مهنا الجمعة من فرنسا تسليم تقريرها حول العينات البيولوجية لياسر عرفات الى لجنة التحقيق الرسمية حول وفاة الزعيم الفلسطيني وإلى القضاء الفلسطيني. وقال مهنا في مؤتمر صحافي عقده في رام الله بالضفة الغربية «لم نتلقَ أي جواب حتى الآن من الطرف الفرنسي. لقد بعثنا برسالة جديدة إلى الفرنسيين نطالب فيها بتسريع إرسال النتائج وما زلنا ننتظر». وكان وفد من الخبراء الفرنسيين اضافة الى خبراء سويسريين وروس، حصلوا على عينات من رفات عرفات في نوفمبر الماضي، وذلك للبحث في فرضية التسمم.

في غضون ذلك، نقل محققون فلسطينيون عن تقرير روسي قوله إنه توصل الى عدم كفاية الأدلة التي تعضد نظرية وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات العام 2004 نتيجة التسمم بعنصر البولونيوم.

وكانت النتائج الروسية أضعف بدرجة كبيرة من النتائج السويسرية التي أعلنتها أرملة عرفات ونشرتها قناة «الجزيرة» الإخبارية يوم الأربعاء. وفي نوفمبر الماضي استخلص خبراء من سويسرا وفرنسا وروسيا عينات من رفات عرفات بعد أن بثت قناة «الجزيرة» فيلماً وثائقياً يكشف عن رصد كميات غير معتادة من نظير عنصر البولونيوم في ملابس الزعيم الفلسطيني الراحل. وقال عبد الله بشير نقلاً عن ما خلص إليه التقرير الروسي إن نتائج التقرير الوافي عن مستويات النظير بولونيوم-210 وظهور مرض عرفات لا تعطي أدلة كافية تعضد القرار القائل بان بولونيوم-210 تسبب في متلازمة إشعاع حادة أدت إلى الوفاة. إلا أنه قال إن التقريرين السويسري والروسي رصدا «كميات كبيرة» من العنصر المشع في رفاته.

إلى ذلك، قال مصدر في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لـ «رويترز» أن المنظمة علقت حق التصويت الذي تتمتع به الولايات المتحدة بعد عامين من امتناع واشنطن عن دفع مستحقاتها للمنظمة التابعة للأمم المتحدة احتجاجاً على منحها عضوية كاملة للفلسطينيين. وأرجعت الولايات المتحدة قرار إلغاء تمويلها للمنظمة في اكتوبر العام 2011 إلى القوانين الأميركية التي تحظر تمويل أي وكالة تابعة للأمم المتحدة تعترف ضمنياً بمطالب الفلسطينيين المتعلقة بالدولة.

إلى ذلك، قالت مصادر طبية فلسطينية إن فلسطينياً قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر ليل الخميس عند حاجز عسكري جنوبي القدس. وأضافت المصادر إن الشاب من مدينة الخليل قتل بعد إصابته برصاص جنود حاجز الكونتينر جنوبي القدس. ولم يصدر تعقيب فوري من الجيش الاسرائيلي. وقال شاهد فلسطيني ومتحدث عسكري إن فلسطينياً طارد مجموعة من الإسرائيليين على طريق بالضفة الغربية وأطلق عليهم ألعاباً نارية. وأطلق جنود الرصاص على الفلسطيني فأردوه قتيلاً. ولم يصب أحد من الجنود الإسرائيليين.