تحدّثت شركة سيد جنيد عالم، التي تعد واحدة من أكبر شركات التجزئة التجارية في البحرين، عن خطط للتوسع في الأسواق العالمية ينتظر أن تبدأ في العام 2015 لتقوية مركزها في سوق العطور الذي تنتجه في مصنعها في البحرين، والبالغ نحو 15 ألف قنينة يومياً من مختلف الأنواع.

كما ذكرت أنها تطرح سنوياً 25 عطراً جديداً في الأسواق التي تعمل فيها؛ إذ إن لديها 18 محلاً لبيع العطور في البحرين، من ضمن 145 محلاً تنتشر على بقعة جغرافية واسعة، من بينها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت وتركيا وباكستان.

وأبلغ فهد جاويد أختر، وهو مصمم احترافي «الوسط» في مقابلة خاصة، أن الشركة العائلية هي واحدة من أكبر 10 شركات تعمل في مجال العطور في الخليج، ولكنها أكبر شركة تجزئة تجارية في البحرين. وفهد هو الأخير في سلسلة طويلة من الملاك ترجع إلى نحو قرن عندما بدأت الشركة عملها في البحرين في العام 1910.

وقال فهد: «لدينا محل لبيع العطور في شارع الشيخ عبدالله، وهو يعمل منذ نحو 100 سنة. يتم تصنيع العطور في مصنع الشركة الواقع في المنطقة الصناعية في سترة؛ إذ ينتج بين 12 و 15 ألف قنينة يومياً، لكننا نخطط للتوسّع في الأسواق الدولية».

وأضاف «سيتم افتتاح فروع في لندن في العام 2015، وكذلك باريس، والصين، وإسبانيا وفنلندا وألمانيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعضها فروع تابعة وأخرى عن طريق شركاء. الآن يتم بيع العطور خارج المنطقة في كل من روسيا ولبنان وباكستان؛ إذ لدينا 30 محلاً مع شريك باكستاني».

ويعمل في الشركة، التي أسّسها جنيد عالم، الباكستاني الأصل، في العام 1910؛ إذ بدأ صناعة العطور محلياً، نحو 800 موظف، في حين ينتشر 145 محلاً في البحرين والمملكة العربية السعودية واليمن ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر وتركيا والكويت والأردن.

ورد على سؤال بشأن صناعة العطور فأوضح فهد أنها «صناعة غير سهلة؛ إذ إن بعض العطور تحتاج إلى عامين لإخراجها إلى حيز الوجود، ويجب على العاملين في هذه الصناعة متابعة الموضة في الأسواق العالمية. كما تحتاج إلى حضور معارض عالمية».

وبيّن فهد، وهو عضو مجلس الإدارة، أن الصناعة تحتاج إلى متابعة السوق فيما يخص التصاميم التي تطرح، وشركة «جنيد عالم» لديها أرخص العطور ولكن أفضلها؛ إذ إن الأسعار تبدأ من 5 دنانير ترتفع تدريجياً، «وتتميز الشركة بالتصاميم الجاذبة التي تطرحها في الأسواق».

وأعطى فهد مثالاً على ذلك حيث قال إن سعر «عود لوسي» يبلغ 15 ألف دينار للكيلو، في حين أن سعر «عود الكينام» يبلغ 300 ألف دينار للكيلو، وهو أغلى حتى من سعر الذهب والألماس». ويجلب هذا العود عادة من دول جنوب شرق آسيا التي تشتهر بزراعته. وتوقع أن ترتفع أسعار العود بين 30 إلى 40 في المئة خلال العشر سنوات المقبلة.

لكنه بين أن الشركة لا تشارك في معرض الجواهر العربية، والذي من المقرر أن يفتتحه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة يوم الثلثاء (19 نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2013)، والذي يعد واحداً من أكبر المعارض في المنطقة.

وبيّن فهد، الذي نال شهادة الدبلوم من جامعة البحرين قسم إدارة أنظمة المعلومات (Management Information Systems) العام 2012، أن «أهل الخليج لديهم خبرات في العود، وأن المواطنين البحرينيين يفضلون شراء المسك والعود، في حين أن المواطنين السعوديين يرغبون في العود الصافي (المخلط).

وأجاب على سؤال عن أهداف توسع الشركة العائلية في الأسواق الدولية فذكر «أي شركة لابد أن تكبر وتتوسع، وكذلك لتقوية مركزها. كما نهدف إلى طرح منتجات جديدة في الأسواق الدولية لإثبات وجودنا كشركة بحرينية، وبالتالي تقوية مركزها في الأسواق الدولية».

ولم يذكر فهد حجم سوق العطور في البحرين، التي تعد أصغر أسواق المنطقة، لكن تجاراً بينوا أن مبيعات العطور أصبحت تجارة مربحة؛ وخصوصاً في أوقات تصادف الأعياد وكذلك الحج إلى الأماكن المقدّسة في المملكة العربية السعودية.

وقد أفاد صاحب أعمال أن سوق العطور وأدوات التجميل في مملكة البحرين تنمو بنحو 10 في المئة سنوياً، في حين أن مجمل المبيعات تزيد على 90 مليون دولار، «خصوصا وأنها أصبحت جزءاً مهمّاً من الكماليات في ظل النمو الاقتصادي والتجاري الذي تنعم به المنطقة».

وينتظر أن يرتفع حجم سوق العطور، التي تشكل نسبة كبيرة من تجارة التجزئة في بعض دول المنطقة، إلى نحو 10 مليارات دولار خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، من نحو 3,5 مليارات دولار سجّلت في العام 2011. وتعدّ المملكة العربية السعودية أكبر سوق لتجارة العطور ومواد التجميل، تليها دولة الإمارات العربية المتحدة.