العدد 4095 - الجمعة 22 نوفمبر 2013م الموافق 18 محرم 1435هـ

حفل زفاف للاجئين سوريين داخل مخيم في كردستان العراق

احيا عروسان من اكراد سوريا حفل زفافهما في احدى زوايا مخيم كركوك للاجئين السوريين في اقليم كردستان العراق في اجواء احتفالية عفوية حضرها العديد من الاطفال.

ورغم ان المخيم شهد 15 زواجا الا ان هذه المرة الاولى التي ينظم فيها حفل زفاف بحضور مغنيين وبالمراسم التقليدية.

واقيم الحفل على ارض ترابية حيث خصص للعروسين مقعدان، وقد تم اعداد المكان على عجل بما يؤدي الى اخفاء السياج الحديدي للمخيم.

وبدا العروسان سعيدين لدخولهما الحياة الزوجية واستمتعا باغان اداها مطربون من الشباب فيما ادى المحتفلون رقصات الدبكة الكردية.

وارتدى العريس ويدعى جفان خالد (23 عاما) بدلة العرس التقليدية ذات اللون الاسود فيما ارتدت العروس بدلة بيضاء.

وقال خالد لفرانس برس ان "العروس قريبتي وتزوجنا في غياب والدينا نحن الاثنين".

واضاف "لا تزال اسرنا تعيش في مدينة القامشلي ولم ينزحوا معنا. لكن مع هذا نحن قررنا الزواج وطلبت يدها من اشقائنا الذين يعيشون هم ايضا في المخيم".

واضاف "نحن مجبرون ان نقيم حفل زفافنا هنا لانه لا يوجد لدينا مكان اخر. ونحن سعداء لان اغلبية سكان المخيم اليوم يشاركوننا الحفل".

وتابع "لم نقم بارسال بطاقات الدعوة كما هو متبع في هذه المناسبات وانما دعونا اهلنا وجاء الاخرون من تلقاء انفسهم ونحن سعداء لمشاركتهم لنا"..

وعلى الرغم من بساطة المكان وحفل الزفاف ايضا، الا ان المراسم لم تخل من العادات والتقاليد المتبعة وخصوصا لجهة توزيع الحلويات، حسب الامكانيات، على الحاضرين واهداء المصوغات الذهبية للعروس.

وبدت السعادة على وجه العروس التي لم تخف مع ذلك حزنها لانها لم تحظ بعرس طبيعي في بلادها.

وقالت شيخا خالد (18 عاما) "كل ما كنت اتمناه ان يجري زفافنا في مكان اخر غير المخيم".

واضافت "كنت احب ان نقيم حفل زفافنا في قاعة او مكان اوسع وبحضور العديد من الاقرباء ولكن الان نحن مجبرون على اقامة حفل زواجنا هنا حيث نعيش كلاجئين ولا نعرف متى سنعود او هل سيطول بقاؤنا هنا. ولهذا قررنا الزواج".

ويقيم نحو 13975 لاجئا سوريا كرديا داخل مخيم كوروكوسك الذي يقع على بعد نحو 30 كلم غرب مدينة اربيل (350 كلم شمال بغداد)، عاصمة اقليم كردستان العراق.

وقد شيد هذا المخيم عقب موجة النزوح الجماعي للاجئين السوريين التي شهدتها المنطقة في منتصف اب/اغسطس الماضي، حيث وصله في البداية نحو خمسة الاف شخص قبل ان يتضاعف العدد مع مجيء لاجئين اتى معظمهم من حلب والقامشلي ودمشق، وفقا لادارة المخيم.

واعلنت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة حينها ان اكثر من 30 الف سوري دخلوا العراق خلال ايام هربا من المعارك بين المسلحين الاكراد والمعارضين الموالين لتنظيم القاعدة، في احد اكبر عمليات اللجوء السوري منذ بدء النزاع في هذا البلد المجاور في اذار/مارس 2011.

وبحسب ارقام الامم المتحدة، فان محافظات اقليم كردستان الثلاث تستقبل حاليا اكثر من 185 الف لاجئ سوري.

وبحسب عبدالله علي المؤذن داخل المخيم، فان "هذه اول حفلة زفاف تقام بهذا الشكل بحضور مغنين ولباس العروسين التقليدي".

لكنه اشار الى ان المخيم شهد 15 زواجا من دون حفلات باستثناء عقد قران رجل دين.

ولا توثق عقود الزواج رسميا في الوقت الحالي ويكتفون بعقد رجل الدين ويؤجلون الامور الرسمية لحين العودة الى سوريا.

وشارك عدد من سكان المخيم في حفل الزفاف وانضم القسم الاكبر منهم الى الحفل بملابس عادية غير تلك التي اعتادوا ارتداءها في مثل هذه المناسبات.

وتقول المواطنة ام محمد (33 عاما) وبدت سعيدة وهي تردد الاغاني الوطنية "نحن مخنوقين في المخيم ورأينا ان هذا العرس مناسبة جيدة لنغير الجو ونريح اعصابنا".

واضافت "استمتعنا بمشاهدة هذه الدبكة وهذين العروسين اللذين يستعدان لدخول الحياة الزوجية".

بدورها، قالت سيدة اخرى تدعى روزين احمد (37 عاما) "صحيح نحن اليوم سعداء لكنها فرحة ناقصة لاننا كنا نتمنى ان نقيم هذا العرس على ارضنا في سوريا".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً