العدد 4097 - الأحد 24 نوفمبر 2013م الموافق 20 محرم 1435هـ

اوباما يسجل نقاطا في الاتفاق مع ايران حول ملفها النووي وخصومه يشككون

يعتبر الاتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي بالنسبة الى الرئيس باراك اوباما خطوة اولى جاءت متأخرة في تغيير نهج السياسة الخارجية الذي كان دائما يطمح اليه.

وهذا من الاسباب التي دفعت بخصومه الجمهوريين في التشكيك بالاتفاق ورأوا فيه عقيدة دبلوماسية تأتي من موقع ضعف ورغبة في التقرب من اعداء اميركا على حساب اصدقائها.

والاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد مفاوضات حثيثة بين طهران والقوى العظمى يعد اهم اختراق في اكثر من ثلاثين عاما من الحقد بين واشنطن وايران.

والامر يعني الكثير بالنسبة الى الرئيس الاميركي، فهذا يمثل املا بتحقيق اوجه عدة في رؤيته السياسية بما في ذلك الفكرة القائلة بان على اميركا التحاور مع خصومها. وكذلك التأكيد على ان القوة العسكرية يجب ان تكون الخيار الاخير وان الحد من الانتشار النووي يجب ان يكون في صلب السياسة الاميركية الخارجية.

واذا تطورت مبادرة ايران الى تفاهم يذهب الى ابعد من الملف النووي فهذا سيعطي لاوباما فرصة ليثبت بانه فعلا رجل دولة.

وكان تم التلميح لاول مرة الى اتفاق مع ايران في 2007 خلال نقاش رئاسي ديموقراطي في جنوب كارولاينا.

وفي هذه المناسبة رفض اوباما تصنيف ادارة بوش ل"محور الشر" وصدم الدبلوماسية الاميركية من خلال اقتراحه التحاور مع اعداء الولايات المتحدة بمن فيهم ايران.

وقال اوباما مشيرا الى مباحثات اميركية-سوفياتية اطلقها الرئيسان جون كينيدي رونالد ريغان ان "فكرة معاقبة دول من خلال عدم التحاور معها سخيفة".

وكان اوباما مد يد الولايات المتحدة الى الخصوم اذا "فتحوا قبضتهم" لكنه فشل في اقناع ايران بالتحاور خلال ولايته الرئاسية الاولى.

وقبل انتخاب الرئيس المعتدل الايراني حسن روحاني هذا العام، فان محاولات التحاور مع الخصوم لم تأت بنتائج باستثناء الانفتاح الذي اظهره المجلس العسكري الحاكم في بورما.

واكد معاونو اوباما ان نجاحات السياسة الخارجية تشمل ايضا سحب القوات الاميركية من العراق ومن افغانستان في نهاية 2014.

لكن الاتفاق الذي نجح اوباما في ابرامه مع ايران لا يقارن بالانجازات الكبرى التي حققها نيكسون مثل "الانفتاح" مع الصين او ريغن بانهاء الحرب الباردة.

واوباما الذي وصل الى السلطة منتقدا "حربا غبية" في العراق، تعهد بتفادي النزاعات في الشرق الاوسط التي لا تعرف عواقبها.

وقد كان موضع سخرية ل"قيادة الحرب في ليبيا من وراء الكواليس" ولتردده في توجيه ضربات الى سوريا. ويفضل اوباما خوض حرب بالطائرات من دون طيار.

واي اتفاق يضع حدا لبرنامج ايران النووي ويجنب عملا عسكريا اميركيا حتى وان لم يكن مثاليا، يتماشى مع رؤيته للعالم.

وقال اوباما تعقيبا على سؤال حول ايران الاسبوع الماضي "ان الخيارات العسكرية سيئة دائما".

واضاف "انها صعبة دائما ولها عواقب غير مرغوب فيها وفي هذا الوضع تحديدا لسنا واثقين من انهم لن يحاولوا انتاج اسلحة نووية اكثر فتكا في المستقبل".

واحيانا يسخر سياسيون بالقول بان اوباما استحق واخيرا جائزة نوبل السلام التي نالها في 2009.

لكن خصوم اوباما في المعسكر الجمهوري غير مقتنعين بالاتفاق.

وينتقده كثيرون لانه تحاور مع امة اعتبرت الولايات المتحدة لعقود "امبراطورية الشر".

وتراجع شعبية اوباما بعد عام على بدء ولايته الثانية لا يساعد اطلاقا.

وقال بوب كوركر الشخصية الجمهورية في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لفوكس نيوز الاحد ان "هذه الادارة تأخذ وقتا طويلا للاعلان عن الامور لكنها عكس ذلك في متابعتها" حتى النهاية.

وقال مايك روجرز الجمهوري رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب لقناة "سي ان ان" ان ايران "حصلت على اذن لمواصلة التخصيب وهذا كان شيء حاول العالم اجمع منعها من القيام به".

ويمكن لاوباما ان يستخدم سلطاته التنفيذية لتخفف الولايات المتحدة "بشكل محدود" العقوبات المفروضة على ايران مقابل تعهد طهران باتخاذ خطوات لوقف تقدمها في البرنامج النووي.

والعقوبات الجديدة التي ستفرض على ايران وسيبحثها الكونغرس في كانون الاول/ديسمبر، ستدخل حيز التنفيذ خلال ستة اشهر لدى انتهاء فترة الاتفاق المرحلي وفي حال عدم التوصل الى اتفاق نهائي.

لكن الكونغرس سيضطر الى رفع العقوبات بموجب اي اتفاق نهائي ويواجه اوباما مهمة صعبة في اقناع النواب المشككين ليس فقط في ايران بل برئيسهم.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً