العدد 4104 - الأحد 01 ديسمبر 2013م الموافق 27 محرم 1435هـ

صحيفة: قادة «الجيش السوري الحر» تحوَّلوا لأمراء حرب لجمع الملايين

مبانٍ مدمرة على جانبي أحد شوارع حلب - AFP
مبانٍ مدمرة على جانبي أحد شوارع حلب - AFP

ذكرت صحيفة «صندي تلغراف» أمس الأحد (1 ديسمبر/ كانون الأول 2013) أن قادة الجيش السوري الحر الذي بدأ كمجموعة بسيطة من المقاتلين الذين يحاربون لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، تحولوا إلى أمراء حرب لجمع الملايين من الرشوة والابتزاز.

وقالت إن قائداً في الجيش السوري الحر، لم تكشف عن هويته، كان يقود سيارة رباعية الدفع من طراز (بي إم دبليو) في مدينة أنطاكيا التركية ويراقب رجاله وهم ينقلون عبر النهر براميل مهرّبة من النفط السوري إلى تركيا مقابل أوراق نقدية أميركية ويشعر بالفخر لما أصبح عليه خلال أقل من ثلاث سنوات حين تحول من فلاح عادي إلى أمير حرب، ومن بائع سجائر بقرية في محافظته إلى حاكم محافظة يسيطر على حواجز تفتيش وعلى طرق التهريب. وأضافت الصحيفة أن الجيش السوري الحر، الذي يضم مجموعات إسلامية معتدلة، كان محط آمال الغرب للإطاحة بالرئيس الأسد، لكنه تحول في شمال سورية إلى مؤسسة جنائية إلى حد كبير يهتم قادته بجني المال من الفساد والخطف والسرقة بدلاً من محاربة النظام السوري، وفقاً لسلسلة من المقابلات التي أجرتها مع قياديين فيه.

ونسبت الصحيفة إلى قائد لواء عمر المختار في منطقة جبل الزاوية، أحمد القنيطري قوله «هناك العديد من القادة في الثورة لا يريدون إسقاط النظام ويفضّلون القتال لأنه جعلهم أمراء حرب وينفقون ملايين الدولارات، ويعيشون في قصور، ويركبون سيارات فاخرة».

وأشارت «صندي تلغراف» إلى أن قادة الجيش السوري الحر «كانو يُشاهدون في مقاهي انطاكيا وهم منكبون على الخرائط لمناقشة الهدف المقبل لعملياتهم في بداية الحرب السورية، إلا أن الحرب ضد نظام الرئيس الأسد أصبحت منسية بعد مرور نحو ثلاث سنوات على اندلاعها، وصار هؤلاء يناقشون الآن المخاوف من تنامي تأثير الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في سورية، والدولة الإسلامية في العراق والشام، والإجرام والفساد اللذين يهيمنان على المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة».

وقالت الصحيفة إن مناطق شمال سورية «أصبحت مقسمة على شكل إقطاعيات يديرها أمراء الحرب المتنافسون، وتخضع فيها كل مدينة وبلدة وقرية لسيطرة قائد مختلف من قادة الجيش السوري الحر بسبب الغياب الشامل لسيادة القانون، وتنتشر فيها نقاط التفتيش، وهناك ما يقرب من 34 حاجز تفتيش على الطريق القصيرة من الحدود التركية إلى محافظة حلب وحدها، ويتنافس الرجال من أجل السيطرة على الأراضي والمال والأسلحة وطرق التهريب واحتكار غنائم الحرب، وفقاً لمدنيين ساخطين من المنطقة». وأضافت أن تهريب الوقود «أصبح تجارة مزدهرة ويقوم المهربون والمقاتلون بنقل النفط الخام من الحقول الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في شمال سورية من خلال طرق غير مشروعة على طول الحدود التي يسهل اختراقها مع تركيا، وقامت بعض الألوية المتمردة بالتوقف عن القتال ضد النظام تماماً للقيام بتهريب النفط وتحقيق عوائد لجيوبها، واستخدامه من قبل جماعات أخرى».

ونقلت عن ناشط معارض يُدعى (أحمد) يعيش في مدينة الرقة بالقرب من مستودعات النفط في سورية قوله «كان المتمردون يحاربون النظام فعلاً قبل نحو ثلاث سنوات، وقام الجيش السوري الحر بالسيطرة على الحدود والوقود، غير أن الثورة تحولت بعد ذلك إلى معركة من أجل النفط، وهناك جماعات متمردة من حلب ودير الزور وحتى حمص تأتي إلى الرقة للحصول على حصتها من الغنائم». وأشارت « صندي تلغراف» إلى أن «المنافسة بين مؤيدي الجيش السوري الحر، قطر والسعودية، وغياب الالتزام العسكري الحقيقي من القوى الغربية، والاقتتال الداخلي بين الجماعات المسلمة، ساهم في تراجع هذا الجيش قبل أن يتم تكوينه بشكل صحيح، كما أدى غياب الدعم المالي والعسكري إلى السماح لتنظيم القاعدة بإقامة موطئ قدم له في سورية».

في سياق آخر، أعلن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد أن أي قرار لن يصدر عن مؤتمر «جنيف - 2» المقرر عقده في يناير/ كانون الثاني المقبل «إلا بموافقة» الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المقداد في مقابلة مع قناة «الميادين» نقلت مقاطع منها صحيفة «الوطن» السورية أمس إن «الوفد الذي سيذهب إلى جنيف سيحمل تعليمات وتوجيهات ومواقف وقراءات الرئيس الأسد وأيضاً فإن الحلول لن تتم إلا بموافقة الرئيس الأسد».

ميدانياً، قتل ما لا يقل عن 20 شخصاً في غارة شنها الطيران السوري أمس (الأحد) هي الثانية خلال 24 ساعة على مدينة الباب التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في شمال البلاد، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن مروحيات نفذت الغارتين بإلقاء براميل متفجرة على هذه المدينة شمال شرق محافظة حلب.

العدد 4104 - الأحد 01 ديسمبر 2013م الموافق 27 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 2:19 ص

      بوعلي

      تلفيق وكذب والله ناصر المظلومين وان كره الكافرون

    • زائر 5 | 1:33 ص

      عجبي

      هؤلاء الناس لن تقوم لهم قائمه لان قلوبهم شتى و هذا لكي تعرفوا بأن الحرب على سوريا هي مؤامره
      دنيئه فيها كسب مصالح لعدة مصالح و ليس لشيئ اخر ارواح ناس ابرياء راحت و السبب هالارهابيين احد قال لكم تتدخلون بين شعب و رئيسه؟!

    • زائر 2 | 11:31 م

      متى

      متى الفرج للشعب السوري ؟

اقرأ ايضاً