طوق متظاهرو المعارضة الأوكرانية أمس الإثنين (2 ديسمبر/ كانون الأول 2013) مقر الحكومة بهدف إرغام السلطة على الرحيل بعد القمع العنيف في نهاية الأسبوع للتظاهرات التي تنظم احتجاجاً على قرار الحكومة التراجع عن توقيع اتفاق مع الاتحاد الأوروبي ما أغرق البلاد في أسوأ أزمة سياسية تشهدها منذ عقد.
واعتبر رئيس الوزراء الأوكراني أن التظاهرات «غير مشروعة وخارجة عن السيطرة».
وقال ميكولا أزاروف إن «رجال السياسة الذين انضموا إلى هذه التحركات زادوا من توتر الوضع الذي أصبح خارجاً عن السيطرة».
وأضاف «يتم استخدام أساليب غير مشروعة، ويتم إرسال أشخاص لمهاجمة أجهزة السلطة».
وندد الاتحاد الأوروبي بأعمال العنف الأخيرة ودعا كييف إلى ضبط النفس فيما دان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يريد علاقات أقرب مع هذه الجمهورية السوفياتية السابقة بالتظاهرات المناهضة للحكومة.
وقطع أكثر من ألفي متظاهر من المعارضة صباح أمس (الإثنين) الطرق المؤدية إلى مقر الحكومة في وسط كييف عملاً بتعليمات صدرت الأحد بهدف إرغام الحكومة على الاستقالة.
وتجمع المتظاهرون وبينهم بطل العالم في الملاكمة سابقاً فيتالي كليتشكو حول مقر الحكومة قادمين من ساحة الاستقلال الواقعة على مسافة بضع مئات الأمتار وحيث قضى الآلاف منهم الليل بعد تظاهرة مؤيدة للاتحاد الأوروبي ومناهضة للسلطة شارك فيها ما لا يقل عن مئة ألف شخص الأحد.
كما جرت تظاهرات في مدن أخرى ما يجعل حركة التعبئة حالياً الأكبر منذ الثورة البرتقالية العام 2004.
وقطع مؤيدون للمعارضة بسياراتهم الطرقات في محيط مقر الحكومة.
وردد المتظاهرون «أزاروف إلى السجن» في إشارة إلى رئيس الوزراء الأوكراني و «لتحيا أوكرانيا» قبل أن يؤدوا النشيد الوطني.
وأعلنت السلطات أن 190 شخصاً أصيبوا بجروح بينهم عناصر من الشرطة ومتظاهرون وأكثر من 40 صحافياً.
وقال إيفان فيليبوفيتش (51 عاماً) وهو صاحب إحدى السيارات التي كانت تغلق المداخل المؤدية إلى مقر الحكومة لـ «فرانس برس»: «لقد سئمنا من حكومة العصابات وقطاع الطرق هذه. كلهم فاسدون».
وأضاف «نريد التقارب مع دول عادية، وليس مع روسيا»، ورفع على سيارته علم أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.
وكان المتظاهرون يوزعون المشروبات الساخنة على الموجودين تحت الثلوج.
وكان عدد من الشرطيين يتولون حراسة الطرق المؤدية إلى مقر الحكومة صباح الإثنين فيما شاهدت مراسلة وكالة «فرانس برس» بالقرب من المكان أربع شاحنات لقوات مكافحة الشغب الخاصة.
ودعا قادة المعارضة مساء الأحد إلى احتلال الحي الحكومي في وسط كييف حتى استقالة الحكومة والرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
ونفى الناطق باسم رئيس الوزراء فيتالي لوكيانينكو الإثنين الشائعات التي تحدثت عن احتمال فرض حالة الطوارئ. وقال كما نقلت عنه وكالة «إنترفاكس»: «لم يتم التطرق إلى هذه المسألة».
وأعلنت المعارضة التعبئة بعدما بدلت السلطة الأوكرانية الأسبوع الماضي موقفها فعلقت توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي للتقرب أكثر من روسيا.
من حانبه، دعا الاتحاد الأوروبي الاثنين السلطات والمعارضة إلى الهدوء بعد أعمال العنف التي شهدتها كييف في نهاية الأسبوع.
وقالت الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، مايا كوسيانسيتش «نطالب كل أطراف المجتمع الأوكراني بحل خلافاتها بشكل سلمي». وأضافت أن «التظاهرات يجب أن تجرى في جو سلمي» مطالبة أيضاً مجدداً السلطات الأوكرانية بإبداء «ضبط النفس» حيال المتظاهرين.
وفي برلين، اعتبرت الحكومة الألمانية الإثنين أن التظاهرات المناهضة للحكومة في كييف تثبت أن الشعب الأوكراني «يميل إلى أوروبا». ونقل المتحدث باسم الخارجية الألمانية عن الوزير غيدو فسترفيلي قوله خلال مؤتمر صحافي «أثبتت التظاهرات الالتزام الراسخ الداعم لأوروبا لآلاف الأوكرانيين».
من جهته دان الرئيس الروسي أثناء زيارته يريفان الإثنين التظاهرات معتبراً أنها «لا تشبه ثورة» وأشار إلى أنها غير مرتبطة كثيراً «بالعلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي».
لكن يانوكوفيتش الذي أبقى على برنامج زيارته إلى الصين المرتقبة من 3 إلى 6 ديسمبر، يعتزم زيارة موسكو بعد ذلك لتوقيع «خريطة طريق للتعاون» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
والإدارة الأوكرانية التي حرصت على التأكيد أنها ستبقي على توجهها الأوروبي رغم تعليق عملية الشراكة، أعلنت أيضاً أنها سترسل وفداً إلى بروكسل هذا الأسبوع لبحث التعاون الاقتصادي.
العدد 4105 - الإثنين 02 ديسمبر 2013م الموافق 28 محرم 1435هـ