العدد 4114 - الأربعاء 11 ديسمبر 2013م الموافق 08 صفر 1435هـ

الآلاف يصطفون لإلقاء نظرة الوداع على مانديلا

اصطف الآلاف أمس الأربعاء (11 ديسمبر/ كانون الأول 2013) لإلقاء نظرة الوداع على زعيم جنوب إفريقيا الراحل نيلسون مانديلا الذي يرقد جثمانه في بريتوريا في المبنى الذي شهد تنصيبه العام 1994 ليصبح أول رئيس أسود للبلاد.

وانضم المشاركون من الشخصيات العامة والمشاهير الذين حضروا من مختلف الدول إلى آلاف من أبناء جنوب إفريقيا في مبنى يونيون بلدينغ المقام على تل يطل على بريتوريا لإلقاء نظرة أخيرة على جثمان بطل مكافحة الفصل العنصري الذي يعتبر أباً للديمقراطية في جنوب إفريقيا. واصطف الآلاف في الشوارع لدى مرور الموكب الذي تقدمته دراجات نارية تابعة للشرطة وحمل النعش الأسود الذي لف بعلم جنوب إفريقيا متجهاً إلى مقر الحكومة الرسمي.

ونقل جثمان مانديلا من جوهانسبرغ حيث أقيم له أمس الأول (الثلثاء) حفل تأبين رسمي إلى العاصمة بريتوريا أمس. وكانت وفاة مانديلا يوم الخميس عن 95 عاماً قد أثارت موجة من الحزن والحداد في البلاد التي تولى رئاستها بين عامي 1994 و1999.

وقال ثابيلو دلاميني وهو مدرس يبلغ من العمر 48 عاماً انتظر الموكب في الشارع طوال ساعتين مع طفليه «هذه لحظة مهمة بالنسبة لي ولأطفالي».

وتأزمت الحركة المرورية في بريتوريا منذ ساعات الصباح الأولى وأغلقت المحلات على طول طريق الموكب أبوابها. وأزعج إغلاق المحلات وحالة المرور الصعبة بعض سكان بريتوريا. وسيدفن مانديلا يوم الأحد في مسقط رأسه ببلدة كونو على تلال إقليم الكيب الشرقي على بعد 700 كيلومتر جنوبي جوهانسبرغ.

ومن بين من ألقوا نظرة الوداع على الزعيم الراحل المغني بونو وعارضة الأزياء ناعومي كامبل ورئيس زيمبابوي روبرت موجابي وآخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا فريدريك ديكليرك الذي تقاسم جائزة نوبل للسلام مع مانديلا.

وقال حبيب الرحيم (66 عاماً) وهو مدرس للدين الإسلامي «أريد أن أراه. حتى لو اضطررت للوقوف هنا لثلاث ساعات أريد أن أراه. هذه فرصتي الأخيرة».

وخيمت الكآبة على الأجواء على عكس مراسم التأبين التي أقيمت في ضاحية سويتو بجوهانسبرغ حين رقصت الحشود وغنت تحت المطر تكريماً لذكرى مانديلا وقوبل الرئيس جاكوب زوما بصيحات الاستهجان.

وحولت وفاة مانديلا الأنظار عن مجموعة من فضائح الفساد في إدارة زوما لكنها أبرزت أيضاً الاختلاف الكبير بين أول ورابع رئيس أسود لجنوب إفريقيا.

وعلى الرغم من انتقاد صحف جنوب إفريقيا اللاذع لزوما أمس (الأربعاء) فإنها انتقدت أيضاً بشدة الحشود لإطلاقها صيحات استهجان خلال مراسم تأبين رجل اشتهر بقدرته على المصالحة مع الأعداء السابقين ومسامحتهم.

ويعتبر هذا الاستقبال لزوما علامة مقلقة لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم الذي يتجه إلى الانتخابات العام المقبل. ولكن بعد أن فاز بنحو 66 في المئة من الأصوات العام 2009 فإن من غير المرجح أن يفقد الغالبية العام المقبل. وشهدت أعوام زوما الخمسة في رئاسة الجمهورية فضائح ونمواً اقتصادياً ضعيفاً واضطرابات اجتماعية وعمالية.

العدد 4114 - الأربعاء 11 ديسمبر 2013م الموافق 08 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً