أعرب وزير الصحة صادق الشهابي عن شكره وتقديره لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لتفضله برعاية مؤتمر جمعية القلب الخليجية الحادي عشر ومؤتمر رابطة القلب البحرينية الرابع خلال الفترة ما بين 26- 28 فبراير/شباط 2014، بقاعة المؤتمرات بفندق الخليج بالمنامة، مؤكداً ان هذه الرعاية نابعة من حرص الحكومة وسموه على تنفيذ الخطط والبرامج التي تستهدف تحقيق التطوير المستمر للقطاع الصحي وتطوير الكفاءات الطبية عبر مشاركتها في مختلف المحافل المتعلقة بهذا الشأن.
وقال الشهابي أن البحرين تفخر باستضافة المؤتمرات الطبية الكبيرة والتجمعات العلمية الكبيرة التي تهتم بتشخيص وعلاج الأمراض المنتشرة بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة، مبينا بأن استضافة مملكة البحرين لمؤتمر جمعية القلب الخليجية الحادي عشر ومؤتمر رابطة القلب البحرينية الرابع ما هو إلا استمرارية لعملية التطوير المنبثقة من الإستراتيجية العامة وخطط الحكومة لتحسين الخدمات الصحية بالبحرين.
وأشار وزير الصحة إلى أنه سيشارك في هذا التجمع الكبير أكثر من 500 مشارك، إضافة إلى المختصين في مجال طب وجراحة أمراض القلب، ويعتبر هذا المؤتمر من أكبر التجمعات الطبية والعلمية على مستوى الخليج سنويا، وسيشتمل على جلسات علمية وورش عمل وأوراق علمية حول الوقاية والعلاج بأمراض القلب موزعة على ثلاث أيام متتالية، إلى جانب عرض أهم البحوث والدراسات التي تمت في هذا المجال بدول مجلس التعاون.
وقد أصبحت البحرين في مصاف الدول المتقدمة التي تستضيف المؤتمرات الكبيرة والهامة، وتستقطب الخبرات الهامة على مستوى العالم، مبينا بأنه سوف يتحدث خلال المؤتمر 36 متحدث من أمريكا وبريطانيا ومصر ودول الخليج، وسيتناولون 39 موضوع تتعلق بأمراض وعلاج القلب، ولأول مرة سوف يمنح المشاركين من أطباء وممرضين وغيرهم من التخصصات الطبية ذات العلاقة على 18 ساعة تدريبية معتمدة، من البورد الأوروبي.
وأكد الشهابي على أهمية المؤتمر الذي ستشارك جمعيتان عريقتان في أمراض القلب وهي الجمعية الأوروبية لأمراض القلب والكلية الأمريكية للقلب، مضيفا إلى أنه ولأول مرة سوف يتم في هذا المؤتمر التوقيع علي مذكرة تعاون بين جمعية القلب الخليجية والكلية الأمريكية للقلب.
وأشار الوزير إلى أن مملكة البحرين اعتمدت الخطة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة والتي تهدف إلى تخفيض نسبة الوفيات من الأمراض المزمنة ومنها أمراض القلب والشرايين بنسبة 25 % خلال ال 15 سنة القادمة.
وتُعد الأمراض المزمنة غير المعدية، متمثلة في أمراض القلب والشرايين والسكري والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة، بالإضافة إلى عوامل الخطورة المشتركة والمرتبطة بهذه الأمراض، والتي يمكن الوقاية منها مثل التدخين والنظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني والإفراط في تناول الكحول، من أهم أسباب اعتلال الصحة والوفاة في مملكة البحرين.
وطبقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن هذه الأمراض مسئولة عن نحو 60% من جميع الوفيات على مستوى العالم . و تمثل هذه الأمراض وعوامل الخطورة المصاحبة عبء على الصحة العامة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فما لم يتم التصدي لهذه الأمراض وأحكام السيطرة عليها فان اعبائها المتزايدة سوف تتسبب في المزيد من فقدان سنوات الحياة والإعاقات مما يشكل عبئا واستنزافا للموارد الصحية والمجتمعية. وتعتبر هذه الأمراض السبب الرئيسي للوفاة في مملكة البحرين حيث تشير الإحصائيات الصحية في العام 2010 إلى أن نسبة الوفيات من الأمراض المزمنة قد بلغت 43% من مجمل حالات الوفاة في البحرين، حيث تم تسجيل 2388 حالة وفاة، منها 379 (16%) حالة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، و306 (13%) حالة وفاة بسبب السرطان، 187و (8%) حالة وفاة بسبب امراض الغدد الصماء بحيث يأتي في مقدمتها داء السكري، وتسجيل 148 (6%) حالة وفاة جراء أمراض الجهاز التنفسي، وعدد 24 حالة وفاة (2.2%) بسبب مرض السكلر.
وقد أظهر المسح الوطني لعوامل الخطورة المؤدية للإصابة بالأمراض المزمنة والذي أجري في العام 2007 على البحرينيين في الفئة العمرية من 19 إلى 65 سنة، أن نسبة ارتفاع ضغط الدم بلغت 38.2 %، والسكري 14.3%، وارتفاع الدهون 40.6%، وزيادة الوزن والسمنة 35.9، علاوة على ذلك فإن 62% يتناولون الخضار و 49.6% يتناولون الفواكه يوميا، اضافة لذلك فإن 57.1% لا يقومون بأي نشاط بدني أثناء الفراغ، و أن معدل انتشار التدخين بلغ 19.9% بين الجنسين.
وعن دور وزارة الصحة في توعية المواطنين بأهمية الكشف المبكر عن أمراض القلب ؛ أكد الوزير أن الوزارة تقوم بإعداد العديد من البرامج وخصوصاً فيما يتعلق بالكشف المبكر عن المسببات التي قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب كالشف المبكر عن السكري وضغط الدم مثل تشغيل عيادات الكشف المبكر في المراكز الصحية ، كما تعمل الوزارة بشكل مستمر على تطوير قسم أمراض القلب بالسلمانية، وتوفر جميع الإمكانات من أجهزة وممرضين وأطباء لتوفير الخدمات الصحية الملائمة لمرضى القلب، مشيراً إلى أن الوزارة دائماً ما تسعى إلى تزويد القسم بأحدث الأجهزة وأدقها والتي لا تتوافر في غالبية المستشفيات، منوهاً إلى توفير أجهره إضافية لوحدة العناية القصوى بأمراض القلب لتوفير جميع التسهيلات للمرضى الذين يترددون على الوحدة.
يذكر أن الجمعية استطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات العلمية في السنوات الـ 12 السابقة منها عقد المؤتمر الخاص بالجمعية سنويا في كل دولة خليجية بالتناوب، حيث اصبح هذا المؤتمر يستقطب الأطباء والعاملين في الحقل الطبي من دول الخليج ومن كل دول العالم بالإضافة الي المؤتمر السنوي الرئيسي هناك مؤتمر مصغر للجمعية يعقد بصورة سنوية ايضا في كل دولة خليجية، كذلك نشر الكثير من البحوث والدراسات الخاصة بأمراض القلب بدول الخليج في مجلات طبية عالمية، وهذه الدراسات تشمل أمراض شرايين القلب، وأمراض كهرباء القلب، وارتفاع نسبة الدهون والسكر، وفشل عضلة القلب، وارتفاع ضغط الدم والسمنة، إضافة إلى ذلك طباعة ونشر أدلة طبية خاصة بأمراض الضغط، والارتجاف الاذيني، والذبحة الصدرية وانسداد شرايين القلب، واخيرا التعاون مع جمعيات عالمية مثل الجمعية الأوروبية لأمراض القلب والكلية الامريكية للقلب.
وفي الختام عبر الوزير عن بالغ شكره للجنة المنظمة للمؤتمر على الجهود المبذولة من أجل نجاح فعاليات المؤتمر، مؤكدا ثقته بالكفاءات الطبية العاملة بالبحرين لاحتواء مثل هذه البرامج الهادفة التي تحافظ على صحة المجتمع البحريني، متمنيا لهم النجاح الباهر والتوفيق في هذا الحدث الطبي الهام.