العدد 4180 - السبت 15 فبراير 2014م الموافق 15 ربيع الثاني 1435هـ

ايران والقوى العظمى سيدخلان الثلثاء في صلب الملف النووي

بعد الاختراق التاريخي الذي تحقق في تشرين الثاني/نوفمبر، ستبدأ ايران والقوى العظمى الثلاثاء في فيينا محادثات حساسة للتوصل الى تسوية نهائية لنزاعهما حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.

ويتقدم كل طرف بخطى حذرة جدا من هذه المفاوضات التي قد تفضي الى انهاء معركة مستمرة منذ اكثر من عشر سنوات بين ايران والمجتمع الدولي.

ويشتبه الغرب بان النظام الاسلامي يسعى الى اقتناء السلاح الذري تحت غطاء برنامجه النووي المدني، الامر الذي تنفيه طهران بشكل قاطع.

وصرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف انه يتوقع مفاوضات "صعبة"، فيما اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان فرص التوصل الى اتفاق نهائي هي بنسبة 50 بالمئة.

والاجتماع المقرر ان يستمر ثلاثة ايام سيكون الاول من سلسلة لقاءات لم يحدد بعد جدول اعمالها واطارها.

وسيواجه فيه ظريف دبلوماسيين رفيعي المستوى من الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي -- الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا -- والمانيا، اي مجموعة الدول الست المعروفة بمجموعة 5+1.

وستشارك في الاجتماع ايضا وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.

وقد ابرمت ايران مع مجموعة 5+1 في 24 تشرين الثاني/نوفمبر في جنيف اتفاقا مرحليا على مدى ستة اشهر دخل حيز التنفيذ في 20 كانون الثاني/يناير وقد يجري تمديده ان دعت الضرورة، ينص على تجميد بعض الانشطة النووية الحساسة مقابل رفع جزء من العقوبات التي تشدد الخناق على اقتصاد البلاد.

وفي الاونة الاخيرة علقت طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، الذي يعتبر مرحلة هامة لبلوغ مستوى عسكري (90%).

وكل تعقيدات اي اتفاق "شامل" تكمن في التوصل الى حلول تسمح لايران بمواصلة بعض انشطتها النووية -- بما يشمل ربما تخصيبا لليورانيوم الذي ترفض طهران قطعيا التخلي عنه كليا -- مع التأكد من ان هذه التقنية لن تستخدم لغايات عسكرية بحسب بعض الدبلوماسيين.

وان كانت ايران تبغي التوصل الى رفع كافة العقوبات الدولية المفروضة عليها، فسيتعين عليها على الارجح اغلاق موقع التخصيب في فوردو، المطمور تحت جبل، وتخفيض عدد اجهزتها للطرد المركزي التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم، وايضا الغاء نهائيا لمشروعها لبناء مفاعل بالمياه الثقيلة في اراك الذي يمكن ان ينتج مادة البلوتونيوم الممكن استخدامها في صنع قنبلة.

وقال دبلوماسي غربي في هذا الصدد "نقول لهم: قدراتكم للتخصيب لا تنسجم مع تجهيزاتكم النووية المدنية المزودة اصلا (باليورانيوم)، فهي لا تنسجم مع تأكيداتكم بانه ليس لديكم اي اهداف عسكرية".

وهذه التدابير مقترنة مع مزيد من عمليات التفتيش ستعوق الى حد كبير قدرة ايران على تكوين ترسانة نووية.

وتبدو مهمة المفاوضين اكثر تعقيدا لانهم سيضطرون لمواجهة ضغوط المعارضين كليا لاي تسوية، أكان في واشنطن او طهران او ايضا اسرائيل التي تعتبر القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط.

وراى ريتشارد دالتون السفير البريطاني السابق في طهران الذي يعمل الان في مركز الابحاث شاتام هاوس "ان المشكلة هي ان على كل طرف ان يرضي المتشددين خارج قاعة المفاوضات".

وان كان اتفاق جنيف الذي امكن التوصل اليه بفضل الحملة الدبلوماسية التي قام بها الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني، سمح بالخروج من النفق الطويل فان الجراح لم تندمل كليا.

وقال ظريف مؤخرا ان "الصعوبة الكبرى تأتي من غياب الثقة" ازاء الولايات المتحدة بعد ان اضافت واشنطن على لائحتها السوداء كيانات وافراد تشتبه في التفافهم على العقوبات المفروضة على طهران.

وقد اسهم ايضا في تعكير الاجواء ما صرح به مؤخرا وزير الخارجية الاميركي جون كيري حول خيارات عسكرية "جاهزة ومعدة" ان لم تحترم طهران اتفاق جنيف.

فرد حسن روحاني على ذلك بقوله "ان خيار تحرك عسكري ضد ايران غير مطروح على اي طاولة في العالم".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً