العدد 4183 - الثلثاء 18 فبراير 2014م الموافق 18 ربيع الثاني 1435هـ

في غمرة البحث عن خيارات في سوريا..أمريكا تعزف عن اللجوء للقوة

رغم أن هناك مراجعة أمريكية وشيكة لخيارات التعامل مع الأزمة السورية أشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس باراك أوباما لا يزال قلقا من أي تدخل مباشر في الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات.

ويبدو أن السياسة الأمريكية إزاء سوريا تقترب من مفترق طرق معفشل محادثات السلام بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة المسلحة وعزوف روسيا عن الضغط على حليفها الأسد للتخلي عن السلطة أوعدم قدرتها على ذلك.

وصرح مسؤولون أمريكيون بأن البيت الأبيض سيشرع في إلقاء نظرةجديدة على الخيارات في سوريا وهي عملية قد تستغرق أسابيع.

لكن جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أشار إلى أن أوبامامتشكك في أي خطوة مقترحة تورط الولايات المتحدة في الحرب الأهليةالسورية وهي نتيجة يحرص على تجنبها.

وقال كارني في إفادة صحفية "علينا دراسة البدائل التي قديطرحها البعض وما إذا كانت في مصلحة أمننا القومي وما إذا كانت الرغبة في القيام بشيء حيال ذلك قد تقودنا وتقود الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء يمكن أن يتسبب في تلك العواقب غير المدروسة التيشهدناها من قبل."

ولم يذكر كارني تفاصيل لكنه كان يشير على ما يبدو إلى رغبةأوباما في تجنب التورط في حرب أخرى في العالم الإسلامي.

ومن غير الواضح كيف يمكن لواشنطن -باستبعاد القوة العسكرية-التأثير على مسار الحرب الأهلية التي يحظى فيها الأسد بدعم إيرانوروسيا.

ودافع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في اجتماعات عديدة فيالبيت الأبيض عن فكرة اتخاذ موقف أكثر صرامة إزاء سوريا بما في ذلكتسليح جماعات المعارضة.

وصرح مسؤولون حاليون وسابقون في وزارةالخارجية بأن هذا الاقتراح رفض مرارا داخل البيت الأبيض.

غير أن مسؤولا كبيرا في الإدارة الأمريكية قال في حديث إلىالصحفيين قبل اجتماع أوباما يوم السبت مع العاهل الاردني الملك عبدالله إن زيادة المساعدات لقوات المعارضة احتمال وارد لكن إن هيدفع الجانبين نحو التوصل إلى حل دبلوماسي.

وتبقى مجموعة من الخيارات الأخرى على الطاولة بما في ذلك فرضمنطقة "حظر طيران" لحماية المدنيين واتخاذ إجراءات لإيصال الإغاثةالإنسانية لمن هم بحاجة إليها.

وقال عدد من المسؤولين إن مراجعة الوكالات الأمريكية للخياراتبشأن سوريا لم تبدأ رسميا. وقالوا إنه سيتم حصر الاقتراحات فياثنين أو ثلاثة قبل عرضها على أوباما.

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الجيش يراجع باستمرار الخيارات حيال سوريا إذا استدعى الأمر تدخلا ما.

وقال وزير الدفاع تشاك هاجل "دورنا هو تقديم الخيارات للرئيس.نواصل فعل ذلك. نقدم للرئيس أفضل وأصدق نصائحنا." وأضاف أن الجيشمستعد للتحرك إذا طلب أوباما.

-"إعادة النظر" في السياسة إزاء سوريا

لكن ما هي الخطوات العسكرية المستساغة سياسيا بعد أن رفض عددكبير من المشرعين العام الماضي توجيه حتى ضربات عسكرية محدودة رداعلى هجمات بالأسلحة الكيماوية يزعم أن الحكومة السورية أقدمت عليهافي ريف دمشق؟

قال دبلوماسي من الشرق الأوسط إن هناك شعورا داخل واشنطنوحلفائها بالقلق من أن ثقة الأسد في ساحة المعركة تقوض محادثاتالسلام.

واعترف الدبلوماسي بأن واشنطن "تعيد النظر" في سياستها إزاءسوريا لكنه قلل من شأن أي تلميح إلى أن الولايات المتحدة ترحببتحركات عسكرية قوية قد تطيح بالأسد.

وقال كيري خلال زيارة قصيرة إلى تونس أمس الثلاثاء انه لم ييأسمن التوصل لحل دبلوماسي.

وأضاف "محادثات جنيف عملية مستمرة. لا يتوقع احد حلا في اجتماعين أو ثلاثة." وذكر أنه تحدث مع نظيره الروسي سيرجي لافروفهاتفيا "لتحريك العملية".

وقال مسؤول بالإدارة الأمريكية إن الإدارة كانت تأمل في أنتبدي روسيا استعدادا أكبر للضغط على الأسد لكن بات هناك إدراك بأن هذا لن يحدث.

ومع ذلك يقول مسؤولون أمريكيون إن من الممكن أن يحصل قرار للأمم المتحدة بالمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا على موافقة مجلس الأمن الدولي حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض(الفيتو) من قبل لحماية سوريا.

وعقد المجلس الذي يضم 15 عضوا اجتماعا غير رسمي أمس الثلثاء لمواصلة نقاش مشروع قرار يعزز عملية توزيع المساعدات الإنسانية في سوريا حيث تقول الأمم المتحدة إن حوالي 9.3 مليون شخص بحاجة للمساعدة.

ورفضت روسيا في البداية مناقشة نص مشروع قرار دعمته دول عربية وغربية ثم قدمت هي نفسها مشروع قرار اخر.

وقال دبلوماسيون إنه تمدمج النصين لكن المجلس ما زال يحاول إيجاد أرضية مشتركة بشأن نقاطرئيسية منها التهديد بفرض عقوبات وتمرير المساعدات عبر الحدود.

وقال مسؤول كبير بإدارة أوباما "يمكن تصور التوصل إلى اتفاقعلى قرار إنساني. لا استبعد ذلك الاحتمال." وأشار إلى الحاجة لقرارقوي.

وأضاف "قوي لا تعني بالضرورة التهديد بفرض عقوبات أو التهديد باستخدام القوة لكنه قوي من حيث الالتزامات والتوقعات التي سيفرضها على النظام لتحسين عملية توصيل المساعدات الإنسانية."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً