ليس من السهل ترتيب أمور دولة، وإعادة بناء مؤسساتها، وتحقيق النمو والتأكد في الوقت نفسه من أنها متماسكة وشاملة. وجيوب الفقر موجودة في البلدان الحيوية الكبيرة.

وقال كبير الخبراء الإقتصاديين في البنك الإفريقي للتنمية: «حتى إذا كان لديك نموا، فهذا النمو ليس متقاسماً. وحتى لو استخدمنا تعريفا أكثر شمولا للنمو والحد من الفقر ... فمن الصعب جدا توفير الخدمات المتعلقة بالرعاية الصحية... الأمر يتعلق ببلدان كبيرة تتسم حكوماتها باللامركزية».

طرحت عليه وكالة «إنتر بريس سيرفس» السؤال الآتي: نيجيريا هي واحدة من البلدان الأكثر كثافة سكانية، وتجاوزت الآن جنوب إفريقيا كأكبر اقتصاد في القارة. ومع ذلك لايزال يبدو وكأن هناك درجة كبيرة من الفقر المدقع فيها... كيف تلعب عدم المساواة في الدخل في براثن الفقر المدقع؟.

فأجاب: «في نيجيريا، تقول البيانات الجديدة إن حجم الاقتصاد يبلغ 5.1 مليارات دولار، أي أكبر من جنوب إفريقيا، وكذلك ارتفع دخل الفرد إلى نحو 2,400 دولار، بحيث يبدو أفضل بكثير من ذي قبل. لكن بعد هذا الإعلان، لم تتغير حياة الناس... انهم ما زالوا فقراء. هذا هو الرقم الإجمالي الكلي، وهو يتحدث عن عدم المساواة...».

وشرح كبير الخبراء الاقتصاديين في البنك الإفريقي للتنمية: «يشير محللونا إلى أن (العقبة) الطويلة الأمد في التعامل مع الفقر المدقع، هي إلحاق الأطفال الفقراء بالمدارس، والإبقاء على مواظبتهم على الدراسة حتى الانتهاء منها. هذا هو السبيل الوحيد، فالتعليم هو أكبر محرك لانتشال الناس من الفقر المدقع. بعد ذلك، سيبقون على أطفالهم خارج دائرة الفقر؛ لأنهم جميعا سيكون لديهم دخل وفرص عمل لائقة».

«دعونا لا ننسى، في هذه الأثناء، دور برامج الحماية الاجتماعية على المدى القصير. لقد حققت البرازيل سجلا لا يصدق تحت رئاسة لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، وذلك من خلال برنامج يسمى «صندوق الأسرة» الذي نجح في استئصال ما بين 30 و 40 مليون شخص من براثن الفقر من خلال برامج الحماية الاجتماعية».

وبسؤاله عن ما هي البلدان الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى التي تبلي بلاء حسنا بشكل خاص في الحد من الفقر المدقع؟، أجاب الخبير: «يمكننا تسليط الضوء علي إثيوبيا حقا، نظرا أيضا إلى تعدادها الكبير الذي يبلغ ما يقرب من 85 مليون نسمة، وتعاملها مع مشكلة الحد من الفقر المدقع».

براينت هاريس

وكالة إنتر بريس سيرفس