نشرت صحيفة "التلغراف" البريطانية يوم الجمعة (20 يونيو/حزيران 2014)، خبر إدخال النصوص الشعرية للشاعر الأيرلندي شيموس هيني ضمن متجر التطبيقات على الأجهزة الذكية، واللوحية منها خصوصاً؛ إذ أصبح الشعر الآن متاحاً في المتجر.
بات واضحاً اليوم التفات كثير من أمم الأرض إلى كبارها، محاولة منها في أن يتكرّس ويتعمّق حضورهم، وخصوصاً في هذا العالم الذي يتسم بالإيقاع السريع، وعزوف كثيرين عن ذروة ما أنتجته العقول من فكر وفنون وآداب، وخصوصاً بالارتباط التقليدي بهم من خلال الكتاب، لتحل محله الأجهزة الرقمية التي تتيح آلاف الخيارات للوصول إلى الكتاب، وأولئك الكبار. التقرير المختصر كتبه بيلي كونولي.
هل مازلت تقرأ القصائد من الكتب؟ هل تنتظر الافتتاح الرسمي لمنهل في قبو تابع لهيئة التصنيع العسكري؟ بصراحة، أنت تنتمي إلى القرن الخامس عشر. أو ربما إلى أبعد من ذلك: حتى الشاعر الاسكتلندي الكبير روبرت هنريسون، والذي هو في الواقع من القرن الخامس عشر يعانق الآي باد.
شيموس هيني: تطبيق خمس أساطير، الذي أصدرته "Faber and Touch Press" تمت فيه إعادة تجميع إصدارات هيني الرائعة من قبل "هنريسونز" وحملت عنوان "أساطير شعرية"، لنسخة التطبيقات على الشبكة من خلال "الآي باد"، مع كل حكاية يؤدّيها بيلي كونولي مترافقة مع للرسوم المتحركة، وملاحظات حساسة، وأشرطة فيديو قصيرة وغيرها لهيني وآخرين يقومون بمناقشة الحكايات.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تخوص فيها "فابر" هذه التجربة؛ إذ تم إدخال سونيتات شكسبير، وهي مجموعة من 154، تتعامل مع موضوعات مثل مرور الوقت، الحب، الجمال، الوفيات، ونشرت للمرة الأولى في العام 1609. وعلى رغم أن السوناتات 138 و 144 قد سبق أن نشرت في العام 1599 ضمن مجموعة متنوعة، وكذلك الحال مع تي إس إليوت وتحديداً رائعته "الأرض اليباب" (توماس ستيرنز إليوت، شاعر ومسرحي وناقد أدبي وُلد في 26 سبتمبر/أيلول 1888 وتوفي 4 يناير/كانون الثاني 1965، في الولايات المتحدة الأميركية، وانتقل إلى المملكة المتحدة العام 1914، ثم أصبح أحد الرعايا البريطانيين العام 1927. حائز على جائزة نوبل في الآداب العام 1948. كتب قصائد: أغنية حب جي. ألفرد بروفروك، الأرض اليباب، الرجال الجوف، أربعاء الرماد، والرباعيات الأربع. من مسرحياته: جريمة في الكاتدرائية وحفلة كوكتيل. كما أنه كاتب مقالة "التقليد والموهبة الفردية")، إذ دخل العملان معاً مرحلة التحوّل الرقمي.
وبينما كانت "فابر" تأمل أن تستردّ تكاليف وعائد إدخال رائعة إليوت "الأرض اليباب" إلى التطبيقات على الأجهزة الذكية في غضون عام من إطلاقها، فإنه مع النجاح الذي حصل في واقع الأمر، حققت أرباحاً في غضون ستة أسابيع؛ إذ أصبحت من أكثر الكتب مبيعاً على مخزن "آي تونز" في المملكة المتحدة.
تم استعراض تطبيق تي إس إليوت في العام 2011 من قبل رئيس قسم التكنولوجيا في صحيفة "التلغراف"، الذي قال عنه بأنه "رائع"، ولكنه اعترف بأن الشعر لا يروق له كثيراً. كما اعترف بأن التكنولوجيا لا تروق له أيضاً. (وبحرية أنا أعترف بانتمائي للقرن الخامس عشر)، وذلك لأن منظمات الفنون والناشرين في كثير من الأحيان يلجئون إلى الحيل والإثارة لإضافة بعض الواجهة إلى الشعر، وإصدار بيانات رهيبة حول الكيفية التي تريد أن تجعل منها "وثيقة الصلة بالموضوع" و "عصرية". إذا احتاجت قصيدة إلى أجراس وصفارات رقمية لتصبح وثيقة الصلة بالموضوع، فإنها من الواضح لم تكن جيداً جداً في المقام الأول.
يذكر، أن شيموس جستين هيني ولد في 13 أبريل/نيسان 1939 أيرلندا الشمالية، وتوفى 30 أغسطس/آب 2013 عن عمر ناهز الرابعة والسبعين عاماً في العاصمة الأيرلندية (دبلن)، وهو الابن الأكبر لتسعة أطفال لعائلة كاثوليكية في مجتمع زراعي. حصل هيني على جائزة نوبل في الآداب العام 1995.
بدأ شيموس هيني كتابة الشعر حين كان طالباً في الجامعة وكان شعره في الغالب انعكاساً لتجاربه الشخصية، وانعكاساً للوضع في مسقط رأسه أيرلندا الشمالية.
نَعَتْه صحف وشعراء وكتّاب بريطانيون؛ فقد وصفته صحيفة "الإندبندنت" بأنه ربما يكون أعظم شاعر في العالم. أما مدير إرشيف الشعر، أندرو موشن، فقد وصفه بأنه شاعر عظيم وإنسان يتمتع بألق وذكاء استثنائيين.
وأشاد الشاعر دان باترسون به قائلاً: "إن موت هذا الرجل المحبوب قد أحدث على ما يبدو شرخاً في اللغة نفسها"، بينما وصفه مُحرّر الشعر في دار فيبر أند فيبر، ماتيو هوليس بالشخصية الأبوية. أما الشاعر الأيرلندي بول مولدون فقد قال في تأبينه إن هيني "قد ساعدنا جميعاً أن نطوِّر طاقاتنا التخيليّة".
