بودنا أن نذكر الناخبين بمجموعة من المعايير الضرورية لمواصفات المترشح ووضعها بالحسبان حين نتدارس برنامج المترشح نظرا لقدرتها على البناء و تحقيق الاماني و الامال التي يحلم به المواطن فضلا عن حيلولتها دون تسرب الاجندات التي تطلع الى تكسيح الخطوات الديمقراطية .. إن المصلحة الوطنية العامة تدعونا الى اختيار بما يتناسب مع متطلبات الوضع الراهن فالواجب الوطني يحتم على المترشح الالتزام بمجموعة معايير تتعلق بالمترشح المقبل ، فأولى المعايير أن يكون المرشح ذو كفاءة عالية و حامل مؤهل علمي و يمتلك خبرة عملية ناجحة تسندها بانجازاتها ذات الابعاد المختلفة فضلا عن إلمامه بالثقافة البرلمانية و العامة لما لها من أهمية في تعزيز و ترجمة الدستور لمسارات تشريعية خدمة لبناء اركان الدولة اضافة لذلك العمل و الاستعداد الجاد لتكوين المعارضة الايجابية لوطن يرنوا الارتقاء الحضاري ، علاوة على ذلك الاستعانة بدراسات الجدوى أو بيوت الخبرة في قرارات ذات المصلحة العامة .

إن انتخاب النائب الغير مناسب يمثل زلزالاً سياسياً و اقتصادياً على حد سواء سيقود بلا شك لمكاسب نحو الهاوية فخير دليل المشاهد السياسية الماضية من عمر التجربة التي رفعت نسبة الاخفاقات بمعدلات تفوق الخيال، فالمرحلة المقبلة تحتاج ظهور كوادر جديدة قادرة على خلق حالة من الفرح و الانتعاش الاقتصادي للاسرة البحرينية ، و إن تلك الكوادر لابد ان تمتلك الفكر الناجح و الكفاءة العالية لتستطيع الصمود امام خبرات السلطات الاخرى ، إن المجتمعات المتقدمة في الدول الاوروبية و الاسيوية و بعض الدول العربية حققت مكاسب جمه جاءت نتيجة حرصها على ايجاد برلمانات قوية، نريد برلمانا نستطعم فيه نتائج ايجابية تحد من تجاوزات المتسلطين و ثلة المنتفعين، نريد برلمانا لا يكون امتدادا من التجارب السابقة التي ارست الاخفاقات و الاضطرابات و اضاعت و اهدرت المال العام ، نريد برلمانا يعمل جاهدا على استخلاص مرئيات لملف الحراك الثقافي و الفني و الاعلامي المغيب في نقاشات المشهد السياسي الماضي.
نريد برلمانا يدرس و يقرر بعناية فائقة متطلبات الملف التعليمي و البيئة للمرحلة القادمة، نريد برلمانا يبتعد عن ملامسة الاحباطات و تأزيم المجتمع ، نريد برلمانا يضع اولويات مشاريعه مكافحة الفساد و القضاء عليه ، بصراحة هناك الكثير الكثير من متطلبات المجتمع الافضل ليس بمقدور المرء شرحها في تلك العجالة سنتركها لمناسبة اخرى .
نختم عجالتنا هذه ببيت من الشعر يدعو الى صناعة الواقع فيقول الشاعر :
تجري الرياح كما تجري سفينتنا
نحن الرياح و نحن البحر و السفن
إن الذي يرتجي شيئا بهمته
يلقاه لو حاربته الانس و الجن

سامي القوز