اتهم رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي مساء أمس الأحد (10 أغسطس/ آب 2014)، الرئيس العراقي فؤاد معصوم بخرق الدستور وقال إنه سيتقدم بشكوى رسمية ضده في المحكمة الاتحادية العليا. وقال المالكي في خطاب متلفز بُثَّ منتصف ليل الأحد «لقد خرق الرئيس العراقي فؤاد معصوم الدستور العراقي مرتين وسأقدم شكوى ضده في المحكمة الاتحادية».

ومن جهة أخرى، قال وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني لوكالة «رويترز» أمس إن مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قتلوا 500 على الأقل من الأقلية الإيزيدية في العراق خلال هجومهم في شمال البلاد.

وقال الوزير: إن «بعض الصور المنشورة تظهر العديد من جثث الإيزيديين على الأرض، وتحمل طلقات في الرأس بينما يقوم مقاتلو داعش بالاحتفال والتلويح بأسلحتهم فوق الجثث».

وأضاف «بعض الضحايا، ومن ضمنهم نساء وأطفال دفنوا أحياء في مقابر جماعية متفرقة في منطقة سنجار وأطرافها».

جاء ذلك فيما واصلت الولايات المتحدة توجيه ضربات جوية إلى مواقع التنظيم في شمال العراق لليوم الثالث على التوالي.

غارات أميركية جديدة في شمال العراق والأكراد يستعيدون مناطق من قبضة التنظيم

بغداد: «داعش» قَتَلَ 500 من الإيزيديين ودَفَنَ بعضهم أحياءً

بغداد، أربيل - رويترز، أ ف ب

قال وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني لوكالة «رويترز» أمس الأحد (10 أغسطس/ آب 2014) إن مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قتلوا 500 على الأقل من الأقلية الإيزيدية في العراق خلال هجومهم في شمال البلاد.

جاء ذلك فيما واصلت الولايات المتحدة توجيه ضربات جوية إلى مواقع التنظيم في شمال العراق لليوم الثالث على التوالي، الأمر الذي ساعد قوات البيشمركة الكردية على استعادة مناطق من هذا التنظيم كان سيطر عليها قبل أيام.

وقال السوداني إن المسلحين دفنوا بعض الضحايا أحياء بما في ذلك عدد من النساء والأطفال، وأخذوا نحو 300 امرأة سبايا.

وقال خلال مقابلة هاتفية في أول تصريحات له لوسائل إعلام عن المسألة: «لدينا أدلة قاطعة حصلنا عليها من الإيزيديين الناجين من الموت وكذلك صور لمواقع الجرائم تظهر بصورة لا تقبل الشك أن عصابات داعش أعدمت مالا يقل عن 500 من الإيزيديين بعد دخولها سنجار».

وبلدة سنجار هي موطن الإيزيديين منذ القدم، وسيطر عليها مقاتلو «داعش» الذين يعتبرون الإيزيديين «عبدة الشيطان»، وهددوهم إما باعتناق الإسلام أو الموت. وانقضت ظهر أمس مهلةٌ منحها التنظيم حتى تعتنق 300 أسرة إيزيدية الإسلام أو تواجه القتل على يد التنظيم. ولم يتضح على الفور ما إذا كان الوزير يتحدث عن مصير تلك الأسر أو آخرين.

وتزيد تصريحات الوزير من الضغوط على الولايات المتحدة - التي نفذت ضربات جوية على أهداف تابعة إلى الدولة الإسلامية ردّاً على أحدث تقدم للتنظيم عبر الشمال - لتقديم مزيد من الدعم.

وقال الوزير «بعض الصور المنشورة تظهر العديد من جثث الإيزيديين على الأرض وتحمل طلقات في الرأس بينما يقوم مقاتلو داعش بالاحتفال والتلويح بأسلحتهم فوق الجثث».

وأضاف السوداني «بعض الضحايا ومن ضمنهم نساء وأطفال دفنوا أحياء في مقابر جماعية متفرقة في منطقة سنجار وأطرافها».

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن القوات الأميركية واصلت ضرباتها الجوية في شمال العراق لمساعدة القوات الكردية وحماية الطواقم الأميركية العاملة هناك. وأوضحت القيادة المركزية المسئولة عن منطقة الشرق الأوسط في بيان أن القوات الأميركية واصلت «هجماتها على الإرهابيين في العراق اليوم (أمس) ووجهت بنجاح ضربات جوية متعددة بواسطة مقاتلات وطائرات من دون طيار للدفاع عن القوات الكردية قرب أربيل وعن المواطنين الأميركيين المتمركزين هناك».

من جهتها أعلنت مصادر رسمية عراقية كردية أمس أن قوات البشمركة تمكنت من استعادة منطقتي مخمور وكوير في غرب أربيل من قوات «داعش»، مستفيدة من الدعم الأميركي.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع في حكومة إقليم كردستان، هلكورت حكمت: إن «قوات البشمركة تمكنت (أمس) من تحرير قضاء مخمور وناحية كوير بعد عدة أيام من الاشتباكات مع تنظيم داعش»، مضيفاً أن «الدعم الجوي الأميركي ساعد في تسهيل مهمة البشمركة في طرد تنظيم داعش من هذه المناطق».

وقامت الولايات المتحدة صباح أمس بإلقاء ما يعادل 52 ألف وجبة طعام وكميات كبيرة من حاويات المياه، بعد أن نفذت عمليات مماثلة يومي الخميس والجمعة الماضيين بهدف إنقاذ آلاف المدنيين المهددين بالموت عطشاً وجوعاً على جبل سنجار، شمال غرب العراق، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية. كما بدأت بريطانيا إلقاء مساعدات إنسانية للمدنيين في جبال سنجار.

ودفعت هجمات «داعش» على سنجار إلى نزوح نحو 200 ألف شخص من أهالي البلدة غالبيتهم من الطائفة الإيزيدية. وأعلنت النائبة عن الطائفة الإيزيدية فيان دخيل أمس، «تمكن نحو عشرين ألفاً من أهالي سنجار من الهرب من جبل سنجار بمساعدة قوات البشمركة (الكردية) عبر سورية والدخول إلى العراق عبر معبر فيشخابور». وأضافت «مازال هناك آلاف آخرون عالقين في الجبل» .

في إطار آخر، قرر مجلس النواب العراقي (البرلمان) أمس تأجيل انعقاد جلساته إلى الثلثاء (19 أغسطس/ آب الجاري). فيما دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، خلال زيارته بغداد وأربيل أمس إلى تشكيل حكومة «وحدة واسعة» من أجل «خوض المعركة ضد الإرهاب».