العدد 4375 - الجمعة 29 أغسطس 2014م الموافق 04 ذي القعدة 1435هـ

واشنطن تخوض حربا على تويتر ضد تنظيم "داعش"

انها "حرب عصابات" بدون سلاح ولا جنود ضد تنظيمي "داعش" والقاعدة، فالولايات المتحدة تحارب على شبكات التواصل الاجتماعي بخطاب مباشر واحيانا ساخر يتعارض بالكامل مع وسط الدبلوماسية المنمق.

لكن دبلوماسيي وخبراء هذه "الدبلوماسية الرقمية" يقرون بان مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب لن تكون على الاطلاق الوسيلة "المثلى" لمحاربة "الجهاديين".

ففي ساحة معركة شبكات التواصل الاجتماعي تتقصى وزارة الخارجية الاميركية منذ ثمانية عشر شهرا عشرات الحسابات لجماعات اسلامية متطرفة، وتسعى الى التوعية باللغتين العربية والانكليزية مستهدفة الشبان في البلدان العربية والغربية عبر تويتر ونشر اشرطة فيديو وصور والروابط والتعليقات وترد احيانا بحدة على الذين يتحدون اميركا.

وفي وزارة الخارجية يحرك عشرات الموظفين من مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الارهاب حسابا على تويتر بالعربية منذ اواخر 2012 "@DSDOTAR" مرادفا للحساب باللغة الانكليزية "@ThinkAgain_DOS".

كما فتحت قبل بضعة ايام صفحة على فيسبوك "ThinkAgainTurnAway".

وكانت الولايات المتحدة انشأت مركز الاتصالات هذا في 2011.

ولخص مسؤول كبير في وزارة الخارجية مجمل الوضع بقوله "انها حرب من الاف المناوشات، وليست معركة كبيرة" ضد تنظيمي "داعش" والقاعدة ومن يدور في فلكهما. واوضح هذا الدبلوماسي لوكالة فرانس برس "ان اميركا تحب المعارك الكبرى. لكن الامر هنا ليس كذلك بل انها بالاحرى حرب عصابات".

وكما في كل الخبايا الاخرى للادارة الاميركية فان قطع رأس الصحافي الاميركي جيمس فولي الذي بث تنظيم الدولة الاسلامية شريط فيديو عنه في 19 اب/اغسطس كان له وقع الصدمة.

فمنذ ذلك الحين يكثر مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الارهاب من التغريدات، منها كلمات تشيد بمزايا الصحافي الذي اغتيل وريبورتاجات وتحليلات في الصحافة الدولية حول الاسلام المتطرف وصور تثير الصدمة وكريكاتورات.

واحيانا تكون التغريدات باسلوب مباشر.

وهكذا مجدت الخارجية الاميركية الاسبوع الماضي اعلان مقتل اعضاء في تنظيم "داعش" في سوريا بينهم المتحدث باسمها ابو موسى الذي توعد في شريط مصور ب"رفع علم الله على البيت الابيض".

وعبرت تغريدة اخرى عن الارتياح لـ"الهجوم المضاد" الذي قامت به ميليشيات ايزيدية، الطائفة الناطقة بالكردية وغير المسلمة، و"قتلت 22 مقاتلا من تنظيم "داعش" في شمال سنجار" في العراق.

واكثر انسجاما مع الخط الدبلوماسي لواشنطن، تظهر صورة مركبة يظهر فيها على خلفية مدينة مهدمة الرئيس السوري بشار الاسد وزعيم تنظيم "داعش" ابو بكر البغدادي. وكتب في التغريدة "البغدادي والاسد يتسابقان لتدمير سوريا، لا تفعلوا الاسوأ".

كذلك فان صور الاعدامات الفورية التي بثها "الجهاديون" تحتل حيزا كبيرا على حساب الوزارة التي تجازف بمقارنات تاريخية مثل نشر صورتين الواحدة فوق الاخرى، احداها بالالوان تظهر "جهاديين" يطلقون نيران الرشاشات على اسرى في احد الخنادق، والاخرى بالاسود والابيض تظهر نازيين يرتكبون الجريمة نفسها. وتستخدم الدبلوماسية الاميركية ايضا الاسلوب الساخر.

فقد استعادت في تغريدة رسما كريكاتوريا نشرته الصحف يظهر اسلاميا وهو يسكب دلوا من الدم على ممثل ل"العالم المتحضر". وهو تحوير لـ"تحدي دلو الماء المثلج" الشهير، المبادرة الرامية لجمع اموال لجمعية خيرية.

ويتبنى الدبلوماسي الاميركي هذه "اللهجة التهكمية" الخاصة بحسب قوله بشبكات التواصل الاجتماعي التي اراد كما اكد "انشاء مضمون" وشغل فضاء" عليها لـ"مهاجمة" التيارات الاسلامية المتطرفة، مع السعي في الوقت نفسه الى توعية الشبان في الغرب وفي البلدان الاسلامية الذين قد يغويهم السفر إلى سوريا او العراق.

لكن لا تساوره اي اوهام في هذا الصدد لان تويتر والفيسبوك "ليسا الترياق ولا الحل المعجزة (...) للقضاء على الاسلاميين المتطرفين".

وقد اقر مدير الكونسورسيوم الوطني لدراسة الارهاب (ستارت) من جامعة مريلاند وليام برانيف ، ايضا بان جهود واشنطن تعتبر "قطرة مياه في المحيط" امام "الدعاية المتطرفة" على شبكات التواصل الاجتماعي.

لكنه يشدد في الوقت نفسه على "وجوب اعطاء الوقت لهذه البرامج لخلق حراك" معين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:01 ص

      كلام للاستهلاك الاعلامي

      رسالة وحدة تكفي انه ما في ولا نفس في اي وسيلة اجتماعية عن كارتون داعش. فهل اصدق الخبر او اصدق العقل..

    • زائر 1 | 5:50 ص

      الرصاصي

      ههههه المحاربة على الورق الالكتروني لا فائدة منها اطلاقا امام مجاميع من المرضى والمجانين والمهووسين بالانتحار الفردي والثنائي والجماعي، هؤلاء القوم الذين يريدون التخلص من انفسهم يجب مساعدتهم بتسهيل بعثهم الى جهنم بدك اوكارهم وارتالهم مرة واحدة وسينتهون

اقرأ ايضاً