نقلت صحيفة السفير اللبنانية اليوم الجمعة (5 سبتمبر/ أيلول 2014) عن مصدر دبلوماسي تأكيده أن "«العلاقة الإيرانية ـ السعودية وضعت على السكة الصحيحة وقطارها انطلق وإن ببطء ووفق جدول لقاءات تقرر عقدها بين المسئولين في كلا البلدين، والدليل الأبرز على التطور الايجابي في هذه العلاقات، هو انه عندما تأكد الأميركيون من ان الأمور ايجابية بين الرياض وطهران، لم تتأخر الولايات المتحدة الأميركية في فرض عقوبات جديدة على إيران، للإيحاء بأن الاتفاق حول الملف النووي لا يسير بشكل طبيعي، ولعل ذلك يؤدي إلى خلط أوراق جديدة عبر «خربطة» التقارب الإيراني ـ السعودي».
وأشارت الصحية إلى أن هناك تقدم ملحوظ حققته الزيارة «الاستثنائية» التي قام بها مساعد وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية حسين أمير عبد اللهيان لجدة قبل عشرة أيام، من شأنه فتح الباب أمام المزيد من التواصل السعودي ـ الايراني للبحث في ملفات المنطقة المتشعبة والمتداخلة من العراق إلى اليمن والبحرين وسوريا وصولا إلى لبنان.
هذا التقدم استوجب على المستوى الإيراني تحركا باتجاه عواصم لها الأولوية في المتابعة والإحاطة، وأبرزها بغداد وبيروت ودمشق، وذلك في موازاة الاتجاه الدولي لتشكيل تحالف أممي في مواجهة الإرهاب «الداعشي» الذي يتمدد كالفطر في كل الاتجاهات.
وكشف مصدر دبلوماسي معني لـ«السفير» ان عبد اللهيان سيزور بيروت في الأسبوع المقبل ومن ثم دمشق، حيث سيركز لبنانيا على أهمية تحصين الوضع الداخلي والتشجيع على الحوار والتواصل للتفاهم حول الاستحقاقات الداخلية مع إبداء كل الاستعداد لمساعدة لبنان في كل ما يطلبه لاسيما على صعيد مواجهة الإرهاب.
وأوضح المصدر أن وزير الدفاع الإيراني وجه دعوة رسمية لنظيره اللبناني سمير مقبل لزيارة إيران للبحث في كل ما يحتاج إليه لبنان وتحديدا على مستوى التسليح والتجهيز وأكد ان القرار الإيراني «قائم بتلبية كل ما يطلبه لبنان على هذا الصعيد ومن دون أي مقابل».
وأوضح المصدر «ان لقاءات عبداللهيان في بيروت ستتوزع بين عدد من القيادات الحكومية والنيابية والحزبية بهدف وضع الجانب اللبناني في أجواء ما تم التوصل إليه في المحادثات الإيرانية ـ السعودية، كما سيضع الجانب اللبناني في تطورات المحادثات مع الغرب حول الملف النووي الإيراني والجهود المبذولة للتوصل إلى نتائج ايجابية قبل تشرين المقبل».
ولفت المصدر الانتباه إلى ايجابية في الموقف السعودي لمسها عبد اللهيان خلال زيارته الأخيرة لجدة، وأمل أن ينعكس ذلك على الملف اللبناني، ملمحا إلى نوع من المرونة يمكن البناء عليها في صوغ تفاهم يفضي في المدى المنظور إلى إتمام الاستحقاقات اللبنانية لاسيما انتخاب رئيس جديد للجمهورية «بعدما أيقن الجميع ان ملء الشغور في سدة الرئاسة الأولى هو المدخل لكل القضايا العالقة راهنا ومن شأنه أن يفتح الباب أمام إعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية».
وأوضح المصدر «ان المبادرة الأخيرة لقوى 14 آذار حول الملف الرئاسي ما هي إلا نتيجة أولية للحراك السعودي القابل للتطور، كما أن إيران ستعمد إلى تقديم النصيحة لحلفائها وفق المعطيات المتوفرة لديها والتي من شأنها ان تعيد تحريك مياه التفاوض اللبناني ـ اللبناني حول الملف الرئاسي تحت العين السعودية والإيرانية، كما ان ذلك سيؤدي إلى تطويق محاولات شيطنة الواقع اللبناني من خلال فرض أجواء توتر دائم والإيحاء بأن نفوذ المجموعات الإرهابية المسلحة إلى مزيد من التطور، فأي توافق بين السعودية وايران سيضيق الهامش على الإرهابيين ويزيد من عزلتهم».
يذكر أن الجانبين السعودي والإيراني تفاهما على لقاءات ثنائية تبدأ بزيارة لوزير الخارجية محمد جواد ظريف لجدة ومن ثم زيارة لنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل لطهران، على أن يتوج هذا المسار بزيارة للرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني إلى السعودية، ومن غير المستبعد أن يتم تعديل المسار للاستفادة من محطة نيويورك من 23/ سبتمبر/ أيلول الحالي وحتى 30 منه، حيث سيعقد لقاء أو أكثر بين ظريف والفيصل من دون استبعاد احتمال مفاجآت أخرى كتلك التي رافقت زيارة روحاني الأولى للأمم المتحدة في العام الماضي والتي توجت بالاتصال الذي جرى بينه وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل انتهاء الزيارة بوقت قصير.