تفضل القائد الأعلى عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبحضور ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، اليوم الأربعاء (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) بزيارة إلى الأكاديمية الملكية للشرطة، كان في الاستقبال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وعدد من كبار المسئولين بالوزارة.
بعدها ، توجه جلالة الملك، إلى المنصة، وأدى حرس الشرف بالأكاديمية الملكية للشرطة، التحية لجلالته، وعزفت الفرقة الموسيقية، النشيد الملكي ترحيباً بمقدم جلالته، تلا ذلك قيام تشكيلات طابور العرض بالمرور أمام المنصة وأداء التحية لجلالته، ثم تفضل جلالة الملك بالتوجه إلى مبنى قيادة الأكاديمية الملكية للشرطة، لإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا بافتتاح المنشآت الجديدة للأكاديمية والتوقيع في سجل الزيارات بكلمة قال جلالته فيها : لقد سعدنا هذا اليوم المبارك بزيارة الأكاديمية الملكية للشرطة وسرنا ما رأيناه و لمسناه من استعداد عالٍ وتدريب جاد ، وإننا بهذه المناسبة نودُ أن نشد على يد كل فرد من منسوبي هذه الكلية الراقية والتي تخرج منها ويتخرج رجال أوفياء للوطن الغالي ، مستعدون لحمل المسئولية بكل كفاية وكفاءة ، ويقفون بجانب إخوانهم في الأجهزة الأمنية في مملكتنا العزيزة للذود عن مكتسباتنا ولحماية مشروعنا الحضاري ، من أجل وطن عزيز متقدم وفق الله جميع منتسبي هذه الأكاديمية وأمدهم بعونه وتوفيقه أنه سميع مجيب . ثم استمع جلالته إلى إيجاز حول المنشآت والمرافق الجديدة بالأكاديمية، والتي تأتي انطلاقا من رؤية جلالته في أهمية التدريب لتخريج كوادر شرطية ذات كفاءة متقدمة وجاهزية عالية.
ثم قام جلالة الملك بتفقد المنشآت الجديدة بالأكاديمية، ثم توجه بعد ذلك إلى مبنى قيادة الكلية الملكية للشرطة، حيث أدى عدد من منسوبي مختلف قطاعات وزارة الداخلية التحية لجلالته، ليبدأ الاحتفال بهذه الزيارة المباركة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
وقد تفضل حضرة صاحب الجلالة ، بإلقاء كلمته السامية هذا نصها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
يسعدنا في هذا اليوم المبارك وفي بداية العام الهجري الجديد أن نهنئكم بهذا العام، سائلين الله تعالى أن يهله علينا وعلى بلادنا وشعبنا بالأمن والأيمان وأن يحفظنا من كل سوء ومكروه..ويسرنا أن نلتقي بكم في رحاب هذا الصرح الأكاديمي الشامخ (الأكاديمية الملكية للشرطة) ، وفي ميدان من ميادين الشرف ؛ حيث الإعداد والتدريب لامتلاك المعرفة والمقدرة اللازمة لأداء الواجبات في حفظ الأمن إرساءً لمسيرة الخير والعطاء وتعزيزاً لمشاعر الطمأنينة في وطننا الغالي البحرين، وذلك باعتبار أن الأمن هو أساس البناء والتنمية وعماد نهضة المجتمع .
لقد تمكنّا بفضل الله تعالى وبفضل إرادة شعبنا من تخطي التحديات التي واجهتنا ، وكان لرجال الأمن الدور الوطني المشرف من خلال ما قدموا من تضحيات باسلة ، وما تحلوا به من انضباطية وثبات ، وكان الالتزام بالقانون والأداء المتميز قد مكّن من إحتواء العنف والتخريب والإرهاب ، داعين المولى عز وجل أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح .
وإننا إذ نقدر لرجال الأمن دورهم الكبير في الحفاظ على الأمن والاستقرار ؛ فإننا نؤكد على ثقتنا بإخلاصهم النابع من حسهم الوطني ونحرص على تقديم كل الدعم والإسناد لهم للارتقاء بادائهم على الدوام إلى المستوى المطلوب .
ووفاءً لأرواح شهداء الواجب فقد أصدرنا أمرنا بمنح وسام الواجب العسكري لشهداء الواجب وللذين تعرضوا لإصابات بليغة من رجال الشرطة أثناء القيام بالواجب .
كما أصدرنا توجيهاتنا إلى وزير الداخلية بترفيع المصابين بعاهات مستديمة والعمل على إنشاء مركز صحي بأحدث التجهيزات والتقنيات الطبية خاص بالأمن العام.
وفي الختام ، ونحن على أعتاب استحقاق انتخابي يتمثل في الانتخابات النيابية والبلدية من أجل ترسيخ النهج الديمقراطي وتعزيز المشاركة الشعبية من خلال مؤسساتنا الدستورية ، ندعو الله تعالى أن يوفقنا بتكاتف الجهود وتهيئة الظروف للتعبير عن الإرادة الحرة للمواطنين الكرام في اختيار من يمثلهم ، وسيكون لرجال الأمن كما عهدناهم الدور البارز في التعاون مع الأجهزة المختصة لضمان نجاح العملية الانتخابية .
مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق والسداد ، وللبحرين الغالية دوام الأمن والاستقرار والازدهار .
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
كما ألقى وزير الداخلية كلمة بهذه المناسبة المباركة، كان نصها:
سيدي
حضرة صاحب الجلالة ؛ يشرفني في هذا اليوم المبارك باسمي ونيابة عن كافة منتسبي وزارة الداخلية؛ أن أرحب بهذه الزيارة الملكية المباركة ، شاكراً لجلالتكم ما نحظى به من رعايتكم الكريمة وبالغ عنايتكم ، وما تولونه جلالتكم من جل اهتمامكم بمنسوبي الأمن العام تقديراً لعطائهم وتضحياتهم .
ويطيب لي بكل فخر, ونحن في هذا الجمع وفي حضرة القائد الأعلى أن أؤكد لجلالتكم بأن أمن البحرين واستقرارها دين علينا, وأمانة تشرفنا بحملها , وليس منا من يتردد في الذود عنها . فنحن أبناء الأوائل الذين بذلوا دماءهم فداء للبحرين وأمنها . ويزيدنا فخراً أننا تحملنا هذه المسئولية في ظل قيادة جلالتكم المظفرة .
فقد تعلمنا من جلالتكم حبكم الكبير للوطن, والتمسك بروح الغيرة الوطنية والعروبية، ورسمتم لنا طريق العدالة والكرامة, وغرستم فينا عزة النفس وصراحة القول والوقوف إلى جانب الحق .
فهنيئاً لنا و لكل مخلص لأمن الوطن عاش وعاصر حكمة قيادتكم وحزمها ؛ وكيف عبرتم بالبحرين إلى بر الأمان؛ عندما كانت حوادث الإعصار العربي تعصف بالمنطقة، وانقلبت حينها موازين الاستقرار، ومازالت آثارها تربك الأمن في محيط المنطقة والإقليم .
جسيدي
إننا وأن ننسى فلا يمكن أن ننسى مواقف جلالتكم القيادية الوطنية من أجل رفعة البحرين و أمنها , وإن هذا التاريخ كتب في وجدان الأمة , قبل أن تحمله سطور ذاكرة الوطن .
ونيابة عن هؤلاء الرجال المخلصين وباسم كل شركائنا في أمن الوطن من مواطنين ومقيمين؛ أقول لجلالتكم حفظكم الله بكل معاني الولاء والفخر والاعتـزاز.. شكراً سيدي جلالة الملك .
وقد أضاف لقد منحتمونا سيدي الثقة في أوقات دقيقة وحساسة، وهذا أمر عزز فينا روح المسؤولية، وقد عملنا في ظل ظروف أمنية على مرأى من الجميع في الداخل والخارج ، وقد صممنا على احتواء الموقف وإظهار الحقيقة, وقد ارتكز مفهومنا على استمرار التواجد الأمني والتمسك بالانضباط ، وقد تمكنا والحمد لله من المساهمة في تغييـر وجهة نظر العالم، ولكن إنجاز هذه المهمة تحقق من خلال تقديم تضحيات جسام .
إن هؤلاء الرجال الذين أمام جلالتكم من أبنائكم التلاميذ العسكريين هم بعون الله خط الأمان الأول, فهم أساس الأداء الناجح في الميدان وهم القادة والمشرفون والمدربون لأفرادهم في مختلف مجالات العمل الأمني .
وإنهم إذ يتشرفون بلقاء جلالتكم في هذا اليوم المبارك ، فإن ذلك خير دافع معنوي لعزيمتهم وتفانيهم في أداء الواجب والوفاء بقسم الإخلاص والولاء لقيادتكم الرشيدة.
أختم حديثي في حضرة جلالتكم بالدعاء إلى العلي القدير أن يحفظكم قائداً وراعياً لمسيرة الخير والإصلاح المباركة. وأن يؤيدكم سبحانه وتعالى بالعزّ والتمكين .
ثم القى الملازم أول خليفة عبدالله السادة قصيدة شعرية أمام جلالة الملك المفدى .
وتشرف عدد من التلاميذ العسكريين المتميزين من منتسبي الأكاديمية الملكية للشرطة وفريق الأكاديمية الحاصل على المركز الأول وللمرة الخامسة على بطولة عصا قياس الخطوات العسكرية التي أقيمت بالكلية الملكية البريطانية ساند هيرست، بالسلام على جلالة الملك المفدى، بعدها تفضل جلالة الملك المفدى، بمصافحة عدد من أسر شهداء الواجب ورجال الأمن الذين تعرضوا لإصابات بليغة أثناء تأديتهم واجبهم الوطني المقدس ، معربا جلالته عن شكره وتقديره لرجال الأمن على جهودهم الطيبة ودورهم البناء وما يتحلون به من روح معنوية عالية واحترافية وانضباط لأداء رسالتهم السامية حمايةً لمكتسبات الوطن وأمن وسلامة المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة..
وفي ختام الزيارة تشرف وزير الداخلية بتقديم هدايا تذكارية لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى ولصاحب السمو الملكي ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بمناسبة الزيارة الملكية السامية.