لم يكن يوم أمس الأول يوماً عادياً بالنسبة لقرية المالكية، ولنادي المالكية الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بتحقيقه لقب دوري فيفا لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم لأول مرة في تاريخه، ليُعطي هذا النادي المكافح دروساً مجانية لجميع الأندية بأن العمل بجد وإخلاص والاعتماد في المقام الأول على أبناء النادي قد يكون كافياً لتحقيق البطولات والانتصارات، وليس الأموال وحدها هي التي تجلب الفوز.

والمالكية قدم نفسه كواحدة من النسخ القريبة والعالمية التي شاهدناها في السنوات الأخيرة، وأبسط مثال على ذلك حينما رأينا نادي ليستر سيتي يُحقق لقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي وسط «كوكبة» الفرق القوية المُدججة بالنجوم العالميين، وهو كان قبلها بموسم واحد فقط يُنافس فقط من أجل البقاء في «البريميرليغ» وتأهل هذا العام لربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وفي السعودية أيضاً حقق نادي الفتح لقب الدوري السعودي للمحترفين في 2013 على رغم أنه صعد قبلها بأربعة مواسم فقط، وهو يُشارك الآن في دوري أبطال آسيا، ليتكرر السيناريو هنا لدينا مع المالكية الذي كان في الموسم قبل الماضي بالمركز الثامن وهو آخر المراكز التي تقي صاحبها من «الهبوط» كون التاسع والعاشر يهبطان بشكل مباشر، والموسم الماضي تطور ووصل للمركز الثالث لأول مرة، لكن هذا الموسم لم يرضَ إلا بالذهب ورفع درع البطولة، على رغم أنه لم يصرف حتى أقل من ربع ما صرفته بعض الأندية الأخرى مثل المحرق الذي خرج خالي الوفاض هذا الموسم بعد خسارته لخمس بطولات، والرفاع الذي يعجز عن تحقيق أي بطولة للموسم الثالث على التوالي.