العدد 1042 - الأربعاء 13 يوليو 2005م الموافق 06 جمادى الآخرة 1426هـ

"المعارضة" بين مطرقة الموطن وسندان المنفى

هنادي منصور comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لندن هي المدينة التي لا تغيب عنها الشمس. .. أصبحت حديثا مركزا لفلول عناصر بعض التيارات الإصلاحية والمعارضة العربية التي أخذت منها منطلقا تمارس فيه مختلف أنشطتها وفعالياتها... فإذا أردت أن تفتح مؤسسة إعلامية دينية تأخذ موقفا مناوئا لحكومات الوطن الأم ما عليك سوى الفرار على ضفاف شوارع لندن وأزقتها، لذلك نجد وعلى فور وقوع الهجمات الغازية سارعت بعض الدول إلى توجيه أصابع الاتهام إلى عناصر ارتأت بأنهم محط شك ينخرطون تحت لواء التيار المعارض لأنظمتها، فالمغرب وفقا لمعلومات مخابراتية سارعت واتهمت محمد الغربوزي الذي أوكلته مهمة ومسئولية الهجوم على مترو أنفاق لندن وتدمير الحافلة، لكن الغربوزي في الحال سارع إلى دحض اتهامات وراءها الدار البيضاء واعتبرها المسئولة عن ترويج ذلك. في الجانب الآخر ذكرت صحيفة "عكاظ" نقلا عن القائم بالأعمال البريطاني في السعودية إن الشرطة البريطانية تضع سعد الفقيه ومحمد المسعري تحت الرقابة المكثفة.

في الوجه الآخر ووفقا لمبتغى الغرب، أصبح المسلمون تحت دائرة الضوء مجددا، فبين هجمات سبتمبر وهجمات لندن وسبقتها مدريد عنصر مشترك يربط تلك الحوادث هو ضلوع بما يعرف بـ "الجهاديين الأصوليين" المصطلح الحديث الذي أخذت جهات راديكالية أصولية مسيحية تقع على ضفاف كفتي الأطلسي تروج له وتضع الأطر الأيدلوجية التي عن طريقها تخدع بها الرأي العام حتى يسير وفقا لأهوائها وطموحاتها وبالتالي بلوغ حلقة مفرغة تعرف بـ "النشوة الاستعمارية" التي استطاعت التغلغل في قلوب سكان العالم وخلق حال من الرهبة بمجرد التلفظ بأن الشخص الذي يقع في محيط دارك هو مسلم وعربي، فكان المسلمون كبش فداء وقعوا ضحية جشع فلول متطرفة لا تهدف من صراعاتها سوى بلوغ المال والسلطة على حساب الكرامة بل على كرامة شعب، الذي حتى وان ملك القوة التي تدفعه لردع من تجرأ على المخاطرة به على حساب مصالحه الذاتية، لكنه يبقى ضعيفا أمام إغراءات الدعاية البراقة الهشة. وأبرز دلائلها الحجج التي ساقها جورج بوش لغزو العراق وفضيحة أسلحة الدمار وآخر مكاشفات الخداع قيام مستشار البيت الأبيض بتسريب اسم عميلة للمخابرات الأميركية وهي القضية الذي أثارت ضجة عرفت خيوط دلائلها وفقا لما صرح به زوج العميلة هو الانتقام من معارضته لحرب العراق. في الطرف الآخر طوني بلير الذي لم يغض طرف فرحة نصرته بولاية ثالثة حتى استفاق على شبح الإرهاب

العدد 1042 - الأربعاء 13 يوليو 2005م الموافق 06 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً